أكد المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري ، في افتتاح أشغال الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات بداية الاسبوع بفاس ، أن الحوار الجاد والمثمر بين الحضارات يتطلب إرادة سياسية واعية، مضيفا أن الحوار بين الأديان والثقافات «ليس مسألة ثقافية وأخلاقية ولكنه مسألة سياسية بالدرجة الأولى، بالمفهوم الرشيد للسياسة التي تبني الوئام وتصنع السلام وتتجاوز الخلافات، وتمهد السبيل أمام إقامة الدعائم للتعايش الإنساني الخلا ق. ولذلك كان الحوار الجـاد والمثمر والهادف، يتطلب إرادة سياسية واعية، فلا يكون مبادرة لا ضوابط لها تتم خارج القـرار السياسي المسؤول، حتى يكتسب الحوار قيمت ـه المثلى».
وشدد في هذا السياق على ضرورة تعزيز قيم الحوار بين الثـقافات وأتباع الأديان، بشكل مستمر، من خلال عقـد المؤتمرات الدولية، وتنظيم الندوات الإقليمية، وإقامة الحلقات الدراسية التي تتناول قضايا الحوار الثقافي والديني، بمفهومه العام ومدلوله الشامل، معتبرا أن الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان «ليس عملية تفاعلية ثقافية فحسب، ولكنه منهج قويم للحياة الآمنة المستقرة، وأسلوب راق للعيش المشترك، يؤد يان إلى توفير مناخ عام تتقارب فيه الاتجـاهـات الثـقافية والسمات الحضارية».
ويأتي تنظيم الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمنظمة الدولية للفرنكفونية بين 10 و 12 شتنبر الجاري حول موضوع «سؤال الغيرية»، في أفق القمة 17 للفرانكفونية المقررة يومي 11 و 12 أكتوبر المقبل بإيرفان (أرمينيا).
ويهدف المؤتمر المنظم بتعاون مع الجامعة الأورو-متوسطية بفاس وبدعم من منظمة الإيسيسكو و(جمعية فاس سايس)، وكذا بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وشركاء حكوميين وغير حكوميين، إلى تقديم حلول واقعية للتحديات الراهنة، وتحديات نموذج مجتمع يقوم على احترام الهويات الثقافية، وتغذية برامج وأنشطة فاعلي منظمة الإيسيسكو والمنظمة الدولية للفرنكوفونية.