صوت – علاوة على ملامحه المغربية الأصيلة – يشع أملا، ويومض تفاؤلا، صوت يصور لناظريك الأفق مشرقا لما ينطوي عليه من حيوية ونشاط، وحتى وهو في قمة الحزن والأمل، فهو يمنحك الإحساس بالتحدي والتجدد، إنها المطربة لطيفة رأفت التي دعمت موهبتها بتكوينها الخاص واجتهادها المتواصل وإخلاصها الذي لا يتوانى، وذكائها الفني وتدبيرها المحكم، فلكل خطوة عندها ألف حساب فأصبحت بفضل كل هذا نجمة ساطعة في سماء الأغنية المغربية العصرية، وخبر اعتزالها كما يشاع أحيانا يعد خسارة كبرى.
كان لبرنامج «أضواء المدينة» الفضل في ظهورها أول مرة، إلى أن أكدت أغانيها العائلية (يما – خي) تميزها ونجاحها، فتقاطرت عليها الألحان خصوصا من طرف عبد القادر الراشدي الذي شجعها وصقل صوتها في عدة قطع (يا هلي يا عشراني – مغيارة – كأنوما كان – فوق الشوك – أواه …) حتى عدته معلما وأبا، وتوالت أغانيها مع ملحنين آخرين مثل نعمان لحلو(جبال الأطلس)، وعزيز حسني(أراك)، وعبد العاطي آمنا
(ما شفت بحالو)، وأحمد العلوي ومحمود الإدريسي وغيرهما، وأكيد أن انفتاح صوتها على ملحنين آخرين أخصب تجربتها الفنية وأثراها، وفي الساحة أسماء وازنة وأخرى واعدة، نتمنى أن نسمع ألحانهم بصوتها أمثال(عبد الله عصامي- حسن القدميري-عبد القادر وهبي-عزالدين المنتصر…).
تعتز لطيفة كثيرا بمغربيتها، وهو رأي لا تفتأ تردده في أحاديثها وحواراتها، بل أقامت عليه الدليل العملي فأعادت وبأسلوب عصري جديد مجموعة من الأغاني المغربية الرائعة(سولت عليك العود والناي-علاش يا غزالي-من ضي بهاك-أومالولو… وغيرها) وكنت أتمنى أن تعيد وبذات الأسلوب قطعا أخرى غير معروفة لأن صوتها قادرعلى مسح الصدأ الذي علاها وتقديمها في طبق شهي لشبابنا وصغارنا، وما أكثر ما تزخر به أغنيتنا من كنوز ودرر.
تذكرني المطربة لطيفة رأفت في ذكائها وتجددها بالمطربة المغربية المهاجرة سميرة سعيد، وهاهي لطيفة تطل علينا مؤخرا بقطعة شبابية (خليهم ينفعوك).
صوت الأمل.. لطيفة رأفت
الكاتب : عبد المجيد شكير
بتاريخ : 17/09/2018