«لا ينبغي للنساء أن يكن في السياسة نسخة للرجال، يجب أن يحملن معهن خصائصهن الإيجابية لكي يحظى عالمنا بالسلم». تلك كانت رسالة الملكة الأم بونولو سيمان مولوتلجي من جنوب إفريقيا في الكلمة التي ألقتها في افتتاح الدورة الثالثة لملتقى المبادرات النسائية بين الشرق و الغرب و إفريقيا، التي انطلقت فعالياتها بمراكش يوم الأربعاء 3 ماي 2017 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك و برئاسة الأميرة للا مريم والأميرة تغريد من المملكة الأردنية.
الملكة الأم بونولو سيمان مولوتلجي، قالت أيضا في كلمتها المؤثرة إن «المجتمع لا يحتاج إلى مزيد من العنف، لكنه يحتاج إلى من يبني السلم. إذ من السهل أن نهدم لكن من الصعب أن نبني.
فالحياة تعلمنا أنه لكي يولد طفل يستلزم ذلك معاناة لتسعة أشهر، لكن ثانية واحدة من العنف تكون كافية لإنهاء حياة بكاملها».
وأضافت « البشر هيمنوا على كل الكائنات الحية، لكنهم لا يستطيعوا أن يعيشوا بسلام مع بعضهم البعض. فهم يتعاركون في البيت ومع الجيران و بين الدول. لقد أدار الرجال العالم لزمن طويل و لم يُحسنوا إدارته و تدبيره، و كثيرون منهم يسارعون إلى العراك و الحرب، إنهم عدوانيون، لذلك نحتاج إلى النساء لكي نتغلب على هذه العدوانية»
وأكدت أن الشراكة تستلزم الثقة بالنفس وقالت « نحن مهمين في الحياة، ليس بما نملك من مال أو نفوذ وسلطة وجاه، أو لأننا نلبس أحسن الملابس أو نسكن أفخر البيوت، نحن مهمين بقدرتنا على التفكير بشكل مختلف، وبتفانينا في العطاء.. فعندما نطور أنفسنا ونصبح قوة داخلية، ينبغي أن نعطي للآخرين. والعطاء يشترط الثقة بالنفس.»
الكلمات التي ألقيت في افتتاح الملتقى الذي يعقد في موضوع» دور المرأة في الابتكار والإبداع بالصناعات و الاقتصاد و تأثيرها في حركية الوحدة الإفريقية»، أجمعت على حيوية الدور النسائي في تعميق التعاون الإفريقي و تقوية أوراش التنمية و تدعيم شروط السلم والتعاون، عبر المبادرات النسائية و ما تهدف إليه من دمقرطة للمجتمع في ظل مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة والإنصاف.
وتتركز أشغال الدورة الثالثة لملتقى المبادرات النسائية بين الشرق والغرب وإفريقيا التي تمتد فعالياته لثلاثة أيام، بمساهمة مشاركات من أصحاب القرار وسيدات أعمال، على موضوع الموقع المركزي للنساء في الدينامية التنموية بالقارة الإفريقية، و بحث التكامل التفاعلي بين قدراتهن في مختلف القطاعات الاقتصادية.
و توزعت المحاور التفصيلية لأشغال الملتقى على مجموعة من التيمات، منها دور المرأة في التجديد والابتكار، ودور المرأة في التشبيك والتواصل على المستوى الوطني والدولي، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي للمرأة الإفريقية منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، و كذا دور المرأة في مكافحة العنف..
كما تضمنت فعاليات الملتقى، اجتماعات الأعمال الثنائية التي خصصت لوضع أسس شبكات وعلاقات أعمال على المستويات القطاعية : السياحة، الأعمال، التجارة، الصحة، المجالات القانونية والقطاع العام.
ومعلوم أن الملتقى الثالث للمبادرات النسائية بين الشرق والغرب و إفريقيات، الذي تنظمه جمعية سيدات الأعمال والمهن المغربية بشراكة مع ملتقى المبادرات الذي تترأسه الأميرة تغريد محمد بن طلال من المملكة الأردنية، عرف مشاركة صاحبات القرار من مستوى رفيع، من بينهن رئيسة المنتدى الأميرة تغريد و الملكة الأم بونولو سيما مولوتلجي من جنوب إفريقيا، والشيخة مجد سعود خالد بن خالد القاسم من الإمارات العربيةالمتحدة و بيرل كوب من بوتسوانا والدكتورة زانتور أجيمان ـ راولينجز عضو البرلمان الغاني وابنة الرئيس الغاني السابق.
الملتقى الثالث للمبادرات النسائية بين الشرق والغرب وإفريقيا بمراكش: تقوية دور النساء من أجل التنمية والسلم بإفريقيا
الكاتب : مراكش: عبد الصمد الكباص
بتاريخ : 05/05/2017