الفاتح الجديد.. عبد القادر وهبي

كلما ذكر اسم الملحن عبد القادر وهبي، انتصبت أغنية (جريت وجاريت) لنعيمة سميح شامخة تطاول النجوم في عليائها لما صادفته من نجاح جماهيري سيذكره التاريخ طويلا، ويطفو على السطح اسم الفنان عبد الهادي بلخياط الذي فتح له الطريق ومنحه الفرصة الحقيقية ولمع ألحانه بحنجرته الذهبية، وبفضله تحول عبد القادر وهبي من ملحن ناشئ لا زال يتلمس الطريق إلى ملحن مصنف ضمن الموهوبين الكبار ببصمته الخاصة، وأثمر التعاون بينهما عدة قطع منها (الصبر تقاضى – عوام – لله يهديك – كن على بال – محال يرجع حبك – بنت الناس … )، وفي كل هذه الأعمال كان وهبي يثبت أصالة أسلوبه اللحني وثراء مخزونه الشعبي، ويعد لقاء عبد الهادي بلخياط بعبد القادر وهبي ثاني أهم تعاون فني في مسيرته الفنية بعد تعاونه الاول مع عبد السلام عامر فإذا كان الأول قد كرس بلخياط كمطرب مقتدر في أداء القصيد فانساق وراءه عشاق اللغة العربية الفصيحة والألحان الرصينة، فإن التعاون الثاني كشف عن النبرة الشعبية الخفيفة الكامنة في صوت بلخياط، وعن قدرته على اداء المواويل البدوية.
ولعبد القادر وهبي ألحان أخرى احترم فيها خطه اللحني الشعبي فلاقت النجاح والاستحسان مثل (فات الفوت) لماجدة عبد الوهاب و(ما كاين باس) (كنت ناسي) لمحمد الحياني وأما قطعة (خايفة) التي أدتها سميرة سعيد فلم تكتب لها الشهرة.
في ظل التردي الذي يعرفه المجال الفني ببلادنا، وتحت ضغوطات المرض، آثر عبد القادر وهبي الابتعاد قليلا صيانة لعطائه المتميز (رغم قلته) وحفاظا على اسمه الذي اعتبر فتحا جديدا في أغنيتنا المغربية مما جعل الكثيرين يحاولون اقتفاء أسلوبه، ثم عاد بعد ذلك وعادت أنغامه الجميلة مرة أخرى على لسان رقيق الصوت عبد المنعم الجامعي وهو يتغنى بجمال المغرب.


الكاتب :  عبد المجيد شكير

  

بتاريخ : 02/10/2018