فزّاعة بَحرية

الموجة الصغيرة التي اصطادها صيّاد فاشل
تفحّمت من شِدّة الضوء
وتفسّخت من كثرة المداعبات العشوائية
الموجة الصغيرة التي كانت تكتب الشعر
للظّهيرة الحزينة وللطحالب المغتربة
خانها البحر وجرحَتْها العواصف الراعفة
لكنّ مشيئة الزبد غيّرت قدرها
و نحتتْ في جسدها عظاما و عروقا وجلدا متينا
لتتحوّل الموجة لفزّاعة بَحرية
في حقل كان في القديم نهرا
فاستيقظَت قروش متلاحمة
مع عشب الضفاف
و استقرّت على كتفها
نوارس ذهبية
وقواقع طائرة
الموجة الصغيرة…الفزّاعة الكبيرة
تُفرغ هديرها في اليابسة
وتَضُخّ في الكائنات أنفاس الماء
و زفير الأعماق
فتختلط النّجوم بالأغصان
و يصبح الكون بحرا في يابسة…
يابسة في بحر.
حتى أحاسيس الصيادين والنساء
تُصبح أَقَلَّ غموضا وأكثر إشراقا.
شاعر وتشكيلي مغربي


الكاتب : يوسف الأزرق

  

بتاريخ : 05/05/2017