بعد نجاح النسخة الأولى من المعرض المغاربي للكتاب «آداب مغاربية»، المنعقدة في 21 شتنبر 2017، يعود المعرض هذه السنة في نسخته الثانية، مقترحا موضوع «مقاربة الكوني» محورا وتيمة، تعززها مختلف الأنشطة التي ستعرض لها فعاليات المعرض الذي يعقد بوجدة من 18 الى 21 أكتوبر الجاري.
المعرض ، وكما جاء في الندوة الصحفية التقديمية التي عقدت يوم الاثنين 8 أكتوبر بالدار البيضاء، يكتسي أهمية مضافة هذه السنة لأنه يعقد في مدينة اختيرت عاصمة للثقافة العربية، مدينة تختزن تاريخا انفتح منذ عقود على الآخر وتفاعل معه، خاصة إفريقيا التي يستضيفها المعرض ضيف شرف هذه السنة ممثلة في الكوت ديفوار التي ستشارك بناشرين من ضمن 30 ناشرا المشاركين في المعرض.
من جهة أخرى، اعتبر رئيس المعرض محمد امباركي أن اختيار موضوع « مقاربة الكوني « محورا لهذه الدورة ، خطوة لفتح الطريق نحو طموح مغاربي للرقي بالأدب المغاربي ووضعه على طريق الكونية، ولتجاوز الهيمنة الأوربية والمشرقية التي تعتبر الأدب المغاربي أدبا من درجة ثانية.
إدريس خروز مندوب المعرض، شدد في كلمته على أن مقاربة موضوع الكونية من خلال الموائد المستديرة ال32 التي ستعقد بالمعرض، تروم تجاوز فضاء السؤال النقدي المعياري نحو سبر أغوار الاسئلة العابرة للحدود والثقافات، مضيفا أنه لايمكن تصور عالم بدون عرب أو لغة عربية، وهو ما يمنح صفة الكونية لهذه اللغة، لهذا تم التركيز على السؤال المحلي في تقاطعه مع الكوني من خلال موائد: «الاسلام والحداثة»، «التراث اليهودي بالمغرب»، ما يؤكد انفتاح المغرب على ثقافات إفريقيا والشرق وحوض المتوسط بعيدا عن كل تعصب يضرب كل مشترك إنساني وأوله الانفتاح على الآخر، وهو ما عززه تدخل المدير الفني للمعرض جلال الحكماوي الذي اعتبر أن كل ثقافة محلية هي ثقافة كونية بالضرورة، مشددا على الحاجة الماسة اليوم إلى الكونية والتي دعت منظمي المعرض إلى مساءلة العلاقة بين المحلي والكوني من خلال العلاقة بين المشرق والمغرب الكبير، والذي ستناقش إحدى موائد المعرض واقعها، وعلاقة الكتاب المغاربيين، مشيرا الى أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي له اختيار استراتيجي في مجال الثقافة. وأضاف الحكماوي أن المعرض يروم، باستضافته لأسماء شابة وأجيال جديدة في الكتابة، إحداث قطيعة مع بعض الأسماء التي استهلكت.
الموائد المستديرة خلال المعرض خصصت لاستضافتها عدة فضاءات كقاعات :القدس، أحمدو كوروما، سيمون ليفي، ليلى العلوي ، والتي ستعقد بها ندوات» الاسلام» و»الأمازيغية» و»الكتابة النسائية» بالإضافة إلى المقهى الأدبي» كولومبو» الذي يستضيف التوقيعات واللقاءات مع الكتاب، كما سيتم تكريم وجوه إبداعية وسمت المشهد الثقافي العربي والمغربي والإفريقي :محمود درويش، برنار داديي، ثريا الشاوي، عبد الوهاب المؤدب، بالإضافة الى أمسيات شعرية يحييها شعراء من العالم: نجوان درويش، باسم النبريس، هدى بركات، رشا الأمير، صباح صنهوري بالإضافة إلى شاعر كوبي بعد قطيعة 37 سنة مع كوبا.
عبد القادر الرتناني، رئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب، شدد على أن نجاح المعرض نابع أساسا من مهنية واحترافية الناشرين الملزمين باحترام قواعد هذه المهنية، والتي تفرض عليهم وضع رمز شريطي، ورقم إيداع قانوني ورقما دوليا معياريا للكتب المعروضة، مضيفا أن المغرب الكبير الثقافي يتقدم بفعل الجهود المشتركة والقناعات لكل الكتاب والناشرين والفاعلين.
ولم تحد ورقة وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج التي وزعت على الحاضرين، عن المنحى الاحتفائي بمدينة وجدة ، حيث اعتبر أن المعرض المغاربي للكتاب يشببها في انفتاحها على العديد من الثقافات، مؤكدا أن» معرض «آداب مغاربية»2018، يشكل إحدى التظاهرات التي تعزز رصيد هذه السنة الاستثنائية من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية المنظمة، بمناسبة اختيار وجدة «عاصمة الثقافة العربية» من طرف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم»، معتبرا أن هذه التظاهرة بالذات « تعتبر، من بين أقوى التظاهرات الجامعة لشروط التميز والإشعاع»..» كما أنه « معرض مغاربي في جوهره وحتى في عنوانه ؛ مغربي طبعا، وأوروبي نوعا ما، خاصة بمشاركة الناشرين الأجانب الذين يهتمون بآدابنا».
اختارت «مقاربة الكوني» انطلاقا من المحلي: النسخة الثانية من معرض «آداب مغاربية» بوجدة
الكاتب : حفيظة الفارسي
بتاريخ : 10/10/2018