شكل انعقاد قمة مجموعة الستة لأوروبا، يومي الاثنين والثلاثاء بمدينة ليون (وسط شرق فرنسا)، حول الإرهاب والهجرة السرية، والتي دعي إليها المغرب إلى جانب الولايات المتحدة، فرصة لعرض عمل المملكة، والمقاربة التي ينهجها لمواجهة هاتين الظاهرتين.
وأبرز عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، في تدخلاته خلال القمة، التي التأمت بمبادرة من فرنسا، الدور البارز الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، وتدبير تدفق الهجرة، فضلا عن الاستراتيجية متعددة الأبعاد والإنسانية، التي ينهجها المغرب في هذه المجالات.
وسلط الوزير الضوء أمام نظرائه بمجموعة الستة (فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، بولونيا) على الجهود التي يبذلها المغرب على مستوى التعاون شمال- جنوب، وجنوب – جنوب، والذي شكل محط اعتراف المجتمع الدولي.
وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، استعرض لفتيت استراتيجية المغرب في هذا الميدان، التي تستند إلى التعاون متعدد الأشكال مع شركائه الأوروبيين والدوليين، مشيدا بالمحادثات المثمرة التي أجراها خلال القمة مع نظرائه الأوروبيين والأمريكيين.
وشدد الوزير في هذا الإطار على أهمية مواصلة هذا التعاون، وتعزيزه لفائدة الجميع.
وتطرق إلى الوضعية الأمنية بمنطقة الساحل، مثيرا انتباه شركائه لإشكالية «الجهاديين» الذين عادوا من ساحات المعارك، ويأخذون وجهات غير وجهات بلدانهم الأصلية.
وبخصوص تدبير تدفق الهجرة غير القانونية، استعرض لفتيت مختلف التدابير التي نفذها المغرب من أجل احتواء هذه التدفقات، معرجا على المقاربة الإنسانية التي تم اعتمادها منذ بضع سنوات، والتي مكنت من تسوية أوضاع 50 ألف مهاجر غير شرعي.
وأجرى وزير الداخلية على هامش أشغال قمة مجموعة الستة، مباحثات مع الوزير الأول الفرنسي، وزير الداخلية بالنيابة، ايدوار فيليب، ومع نظيريه، الإسباني ، فيرناندو غراند مارلاسكا، والبريطاني جوليان كينغ، والمفوض الأوروبي للهجرة دميتريس افراموبولوس.
وكان المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، البلدان الوحيدان اللذان تمت دعوتهما لحضور هذه القمة، التي شارك فيها أيضا، المندوبون الأوروبيون المكلفون بالشؤون الداخلية والأمن، ومساعدة كاتبة الدولة الأمريكية للأمن الداخلي، والمدعي العام للولايات المتحدة.
وتأتي دعوة المغرب للمشاركة في هذا اللقاء الهام، على الخصوص، اعترافا بدوره في مجال مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن.
وبحثت القمة التي استمرت يومين، المواضيع المدرجة ضمن جدول الأعمال، والمتعلقة أساسا بالرهانات الأمنية، وتلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتدفقات الهجرة السرية.
وتناولت مناقشات مختلف الوفود المشاركة، قضايا التعاون الأمني بمنطقة الساحل، ومكافحة الإرهاب عبر الانترنيت، وتقنيات التواصل.
وحضرت الوفود المشاركة على هامش القمة تمرينا ضخما حول تدبير اعتداء إرهابي، أجري بملعب غروباما بمدينة ليون، التابع لاولمبيك ليون.
وتابع العرض الذي شاركت فيه المئات من عناصر القوات المتخصصة، نحو أربعين وفدا تقنيا من البلدان المشاركة.
وشارك عبد الوافي لفتيت، في هذه القمة على رأس وفد من وزارة الداخلية، يضم خالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود، ومحمد مفكر، الوالي مدير التعاون الدولي، إضافة إلى القنصل العام للمغرب بليون،عمر طوير.