إثر سوء أحوال الطقس التي تعرفها عدة مناطق بإقليم خنيفرة، احتضن مقر عمالة الإقليم، بعد زوال الخميس 1 نونبر 2018، اجتماعا موسعا، بغاية الاطلاع على مجريات التدابير والإجراءات المتخذة من طرف مختلف المصالح المعنية للحد من آثار موجة البرد والتساقطات الثلجية، على صعيد الإقليم، فضلا عن استعراض مختلف أشكال التدخلات والتجهيزات والخدمات المتوفرة، مع تدارس سبل مساعدة ساكنة المناطق الجبلية على تجاوز الظروف والمخاطر المناخية الصعبة، ووسائل تنفيذ عملية فتح الطرق والمحاور وضمان السير العادي للحياة اليومية للمواطنين وتوفير الشروط الملائمة للدراسة والتنقلات العلاجية والصحية، وتسهيل ولوج المواطنين للخدمات العمومية.
الاجتماع الموسع، الذي حضره مسؤولون عسكريون وأمنيون وسلطات محلية ومنتخبون وإعلاميون، ورؤساء مصالح معنية، ورؤساء المجلس الاقليمي والمجلس البلدي ومجموعة الأطلس للجماعات، شدد فيه عامل الإقليم، محمد فطاح، على ضرورة التدبير السليم للمخطط الإقليمي الذي يضع على عاتق الجميع مهمة تقديم المساعدة للمناطق المتضررة من موجة البرد والكوارث الطبيعية المحتملة، وفق منهجية تشاركية مع كل المتدخلين المحليين، وما يتطلبه الوضع من آليات ولوازم ووسائل لوجيستيكية وبشرية، خلال وبعد موجة البرد القارس بروح من التعبئة الوطنية والتحلي باليقظة اللازمة.
ولم يفت عامل الاقليم التأكيد على أن تدبير المرحلة “يضع على عاتق الجميع مسؤوليات وأمانات”، علما بأن إقليم خنيفرة الذي يمتد على مساحة تقارب 7000 كلم مربع، “يعتبر جل مجاله جبليا بنسبة تتجاوز 80 بالمائة، الأمر الذي يطرح عدة اكراهات وتحديات، إذ أن عشر جماعات تعد معنية مباشرة بتدبير فترة البرد والثلوج، بساكنة تعادل 70 ألف نسمة على مستوى 41 دوارا، كما أن 29 مؤسسة تربوية تتطلب اتخاذ اجراءات خاصة”، وحسب العامل دائما فقد “تمت، إلى حدود نهاية شهر أكتوبر، تعبئة 58 آلية، في حين أحصت مصالح الصحة 176 امرأة من المعنيات بالولادة خلال فترة الثلوج”، بينما عبأت السلطات المحلية والجماعات الترابية 37 من الاشخاص المرجعيين كصلة وصل مع كل الدواوير المعنية بالتساقطات الثلجية.
وبعد إشارته لموضوع دليل تم “إنجازه بشكل دقيق وشامل”، ويتضمن مختلف مهام السلطات المحلية بخصوص فترة البرد والثلوج، دعا عامل الإقليم إلى “بناء التدخلات على مبادئ التدخل السريع وترتيب الأولويات، تفعيل مكونات المخطط الاقليمي المعني باتخاذ التدابير الاستباقية والوقائية والمستعجلة لمواجهة الحالات الطارئة”، و”تعتمد التدخلات على 12 لجنة محلية تم إحداثها على صعيد كافة القيادات والباشويات”، مؤكدا على بعض التدخلات الاساسية، من ضمنها، حسب قوله، “الحرص على تأمين الطرق الرئيسية لتموين الإقليم، تشكيل خلية على مستوى الكتابة العامة لتتبع وتزويد مناطق الاقليم بالمواد الاساسية، إعطاء الأولوية للمحاور الطرقية الرئيسية، تجنيد فرق التدخل السريع”، والقيام بعمليات فك العزلة تدريجيا عن الدواوير والمناطق المعزولة.
وخلال الاجتماع الطارئ، استعرض ممثل مصالح الوقاية المدنية الخطوط العريضة لبرامج وخطط عمل مصالحه، وما تتميز به من طابع الاستباقية والتدابير الوقائية والتدخلات السريعة لمواجهة ما قد يقع من المخاطر والطوارئ المرتبطة بالظروف المناخية والحياة البشرية والعمرانية، وبجغرافية التضاريس الوعرة، دون أن يفوت ممثل الوقاية المدنية استعراض النقاط السوداء على مستوى الإقليم والطموحات والاكراهات.
أما ممثل مصالح التجهيز والنقل واللوجستيك، فتقدم بعرض حول خريطة الشبكة الطرقية، والتدخلات التي تقوم بها مديريته أو تمت برمجتها من أجل مواجهة موجة البرد وإزاحة الثلوج، بمختلف أهم المحاور الطرقية ونقاط الحواجز والمناطق المتضررة، وما تقوم به بخصوص تزويد ملاجئ الثلوج بالوسائل الضرورية، اعتمادا على ما تتوفر عليه من آليات ومعدات وموارد بشرية، إلى جانب عرض ما تتوفر عليه المديرية من إمكانيات ووسائل لوجيستيكية.
ولم يفت مندوب الصحة بدوره استعراض الواجب الذي تقوم به مندوبيته من أجل تخفيف العبء على الساكنة، تنفيذا للتدابير المتخذة في هذه الظروف الاستثنائية، وما يجري نهجه من خدمات عن قرب، عبر ما تسخير الفرق الطبية على مستوى المناطق المعزولة، مع عملية إحصاء ومساعدة الحوامل بالمناطق الصعبة والنائية، بالتعاون مع السلطات المحلية، بينما أشار أيضا إلى بعض التدخلات الطارئة الخارجة عن التدخلات المبرمجة من أجل الحالات المعزولة ونداءات الاستغاثة ومساعدة الأطفال والأشخاص المسنين.
وبدوره، انتهز ممثل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية فرصة الاجتماع الموسع لاستعراض أهم المعطيات، بدء من الاطار المرجعي لتدخلات المديرية، بناء على المراسلات والمذكرات الوزارية المتعلقة بالتدابير اللازمة للحماية من الأخطار والظروف الناجمة عن سوء الأحوال المناخية، والإجراءات الاحتياطية والاستباقية المعمول بها في تأمين الزمن المدرسي وحماية المتمدرسين والمدرسين، في حين لم يفته استعراض عدد المؤسسات التعليمية والداخليات والمدارس الجماعاتية المنتشرة على تراب الإقليم، ليبرز ما قامت به المديرية بخصوص تزويد المطاعم المدرسية بالمؤونة اللازمة تحسبا لأي طارئ أو انقطاع على مستوى المسالك.
وبينما جاءت مداخلة رئيس “مجموعة الأطلس للجماعات” بالتركيز على ما تم وضعه من آليات وكاسحات ثلوج رهن الاشارة في خضم تدابير المرحلة، وما تم توزيعه منها على بعض الجماعات، تدخل نائب رئيس المجلس الإقليمي لإبراز ما يتوفر عليه مجلسه من وسائل لوجستيكية، قبل نائب لرئيس المجلس البلدي الذي أعلن من جهته عن انخراط مجلسه بما يحتوي عليه المرآب الجماعي من آليات، ومن خلال باقي التدخلات، حملت طلبا لرئيس القباب بإحداث مركز قار للوقاية المدنية بالبلدة وتزويد جماعته بكاسحة للثلوج، ثم رئيس واومانة الذي طالب بالعمل على تعميم النشرات الانذارية على الجماعات في حينها للقيام بما يلزم من الاحتياطات الاستباقية، خصوصا على مستوى المؤسسات التعليمية.