هناك ضرورة لتعزيز الاندماج والرفع من اتفاقيات التوأمة والشراكة بين المدن الصينية- العربية في إطار مبادرة “الحزام والطريق” ودعم المبادرات والمبادلات بين الشعبين في مختلف المجالات. تلك إحدى التوصيات التي خرج بها المشاركون في الدورة الثانية لمنتدى المدن الصينية-العربية، التي اختتمت أشغالها مساء يوم الجمعة الماضي بمراكش.
المشاركون في هذا المنتدى الذي انعقد تحت شعار « البناء المشترك لمجتمعات طريق الحرير: دور المدن العربية والصينية»، شددوا أيضا على ضرورة معالجة القضايا الناشئة المتعلقة بالبيئة وإدارة الطاقة والتعليم والتراث مع العمل على وضع مخططات للتنقلات الحضرية صديقة للبيئة وتحسين قدرات المدن بغرض مواجهة آثار التغيرات المناخية ونهج ممارسات تدبيرية ناجعة للطاقة واستحضار مقومات الهوية والقيم الروحية بها.
ودعا المشاركون في المنتدى إلى البحث عن أفضل السبل لجلب المزيد من الاستثمارات الصينية نحو المدن العربية، من أجل تحقيق التنمية المحلية المستدامة بها.
كما أكدوا على أهمية تقوية العلاقات الصينية العربية من خلال التنسيق وعقد اتفاقيات تعاون وشراكة بينية، والتفكير في إحداث شبكة للمدن التاريخية الصينية العربية ورد الاعتبار لها وتنميتها سياحيا وثقافيا.
ومن التوصيات التي أصدرها المشاركون في المنتدى، التشديد على ضرورة اعتماد معايير مرجعية للانتقال نحو مدن عربية مستدامة وأقطاب اقتصادية ذات جاذبية للاستثمارات ومنتجة لفرص الشغل، مؤكدين على أهمية تطوير الخبرة والمهارات في المدن الذكية وتعزيز بنياتها التحتية في التدبير الرقمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة مع الأخذ بعين الاعتبار، في مشروع هذه المدن الذكية، بُعد التراث الذكي.
المشاركون في المنتدى، والذين بلغ عددهم 250 مشاركا، يمثلون نخبة متميزة من المسؤولين الصينيين الممثلين للعديد من الجهات الرسمية والشعبية والأكاديمية والحكومات المحلية والمقاطعات الصينية والقطاع الخاص، ونظرائهم من الدول العربية، بالإضافة إلى مشاركين من المغرب يمثلون رؤساء مجالس الجهات ورؤساء الجماعات الترابية وممثلي الإدارة المركزية وممثلي بعض القطاعات الحكومية والوكالات والمؤسسات العمومية ذات الصلة، تدارسوا على مدى يومين مجموعة من القضايا المشتركة التي تهم المدن الذكية والحفاظ على التراث، والإسكان والتسويق الترابي، وأهمية البنيات التحتية في تنمية المدن.
ويوجد في مقدمة رهانات منتدى المدن الصينية العربية، دعم أهداف التنمية المشتركة بين الدول العربية والصين في العديد من المجالات وتعميق الصداقة الصينية العربية، بالإضافة إلى إرساء منصة للحوار بين مدبري الشأن المحلي بهذه الدول، بهدف تبادل وجهات النظر والتجارب الرائدة حول قضايا التنمية المستدامة الشاملة ذات الاهتمام المشترك.
ويندرج المنتدى الذي نظمته وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات المحلية)، في إطار التعاون والتنسيق مع جمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية ومنظمة المدن العربية، وبشراكة مع الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات وجمعية جهات المغرب.