في ندوة علمية بمراكش .. التعبئة من أجل إصلاح المدرسة

في إطار تفعيل رؤية 2015 -2030 لإصلاح المدرسة المغربية نظم فرع جمعية مديرات ومديري الثانويات العمومية والفرع الإقليمي للفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين  ندوة علمية يوم 5 ماي 2017 بمؤسسة أريحا تحت شعار (( أي تعبئة لإنجاح إصلاح المدرسة المغربية )) . وقد استهلت الندوة بكلمة توجيهية  للسيد مدير الأكاديمية الذي استهلها بطرح إشكالي للموضوع عبر مداخل تفاعلية تتساوق مع الراهن والممكن . وقدم الضمانات التي يقوم عليها الإصلاح من خلال الإرادة الملكية و مقاربة الإشراك والتشارك بالاستماع لكافة الفئات المجتمعية من أجل تحديد مجالات معينة مثل العرض التربوي والارتقاء بالمنظومة والحكامة . وعرج المتدخل على التوجه الترابي للإصلاح مركزا على مسؤوليات الجهات والجماعات الترابية في القيام بمهام خاصة بالمدرسة ضاربا مثالا عن النقل المدرسي الذي يعد اختصاصا ترابيا للجماعات بنص القانون . ووجه النقاش إلى ضرورة كسب رهان الدخول المدرسي المقبل بكل محطاته كحمولة حقيقية للإصلاح وكترجمة ايجابية للحراك المجتمعي المنتج للطاقة الايجابية . واعتبر أن إجراءات نهاية السنة خاصة منها الامتحانات ومباريات التوظيف والحركات الانتقالية … لن تكون عائقا أمامنا لتغيير صورة المؤسسة . وناشد الحاضرين والمسؤولين على ضرورة مساعدة الأكاديمية على تأهيل المؤسسات عبر الإعلام عن المدارس التي تفتقر للربط بالماء والكهرباء . وختم كلمته بإعادة طرح سؤال التعبئة من مدخل الدخول المدرسي بمواصفات جديدة تعتمد الإجراءات الاستباقية .   ثم أعطيت الكلمة لجمعية المديرين في شخص ذ. بوشعيب حافظي الذي اعتبر أن المدبر التربوي كان دائما في قلب التعبئة شرط توفر شروط الانجاز. واعتبر أن الإدارة التربوية في موقع وساطة بين المجتمع والمدرسة وأن تحسين جاذبية المدرسة يسهم في حشد التعبئة حولها. وأثار انتباه الحاضرين إلى أن تحسين وضع المؤسسات وتنشيط الحياة المدرسية هي جزء من التعبئة  المجتمعية الايجابية. وفي نفس الاتجاه سارت كلمة ذ. نور الدين عكوري رئيس فيدرالية جمعية الآباء الذي محور تدخله حول المرافعة حول مطلب مقعد للتلميذ/ة ، وتأهيل المدرسة ، وتوفير المورد البشري من أجل انخراط الآباء في التعبئة محليا وجهويا . كما اعتبر أن الفيدرالية توجد في موقع القوة الاقتراحية الفاعلة في الميدان إلى جانب المسؤولين مركزيا وجهويا . وكان الحاضرون على موعد مع المداخلة العلمية الأولى من خلال عرض د. فاطمة وهمي مديرة التواصل بالوزارة التي محورت عرضها حول ضبط مفهوم التعبئة ، ثم تشخيص واقع التعبئة المجتمعية  ، وتقديم المشروع المندمج رقم 15 المتعلق بتعبئة الفاعلين حول المدرسة . وقد قامت بجرد تاريخي للتعبئة منذ  عشرية الإصلاح بكل محطاتها : الميثاق الوطني ثم البرنامج الاستعجالي عبر مشروع التعبئة والتواصل حول المدرسة (مشروع E4 P2 ). ثم انتقلت إلى الرافعة 22 ضمن الرؤية الاستراتيجية من خلال تغيير المنطقات والتناول الذي أصبح يراهن على التعبئة المؤسساتية المستدامة من خلال تملك الشركاء للإصلاح بدل عرضه عليهم/ن . وحثت على اعتبار كل الفاعلين قادة للتغيير من أجل وضع اليد على عوامل المقاومة والتفاعل معها عبر عمليات مستدامة وقابلة للتطوير . ثم قدمت عدة دراسات ميدانية تقيس مستوى التعبئة وعوائقها خاتمة بضرورة تحيين صورة المدرسة لدى كافة الشرائح من خلال وضع التلميذ/ة في صلب الإصلاح ونهج أسلوب الريادة في الإصلاح  . وبالمناسبة فإن عرض المديرة هو أول عرض على الصعيد الوطني من أجل بسط هذا المشروع .  وقدم د. عبد اللطيف الفاربي  عرضا  ، بعنوان استراتيجيات وآليات تعبئة ألأسرة والمدرسة ، بسط فيه إطارا حاضنا يتأسس على تعزيز المشاركة ، وتطوير المرجعيات القانونية والقدرة على التدخل في الوقت المناسب ،وتشبيك الجمعيات والاندماج في الأنشطة المدرسية وأخيرا تطوير التدبير المالي ، كل هذا ساعد المدرسة على لعب دورها في المجتمع .وقدم نماذج تروم ضرورة تعزيز المشاركة والإشراك من خلال قراءة لواقع الممارسات الإدارية والتربوية في شقها اليومي مقدما صورا نمطية عن طريقة تعامل الأسر مع المدرسة من خلال حكاية «المدرسة والأب وطريقة قيادة الدراجة النارية « التي تعكس نموذجا لبناء المخيال اللاشعوي للعلاقة الملتبسة بين المرفق العمومي والمواطن/ة . كما عالج موضوعة التواصل كمشكلة ذات أثر على صورة المدرسة من خلال ترويج الأخبار ، والحصول على المعلومة ، والإحساس بعدم وجود علاقة قرب بين المدرسة ومحيطها . وقدم نماذج من المبادرات على الصعيد الوطني  والدولي معتبرا أن الاشتغال على التمثلات وبنية بالأحكام الجاهزة بوابة  للوصول إلى الوضع المنشود الذي تتضافر فيه الجهود من أجل  : التواصل ، والشراكة ، والتعبئة ،والحكامة ،ومشروع المؤسسة . وختم النشاط بمداخلة للإعلامي هشام المغاري مدير الإذاعة الجهوية  MFM الذي خرج من المنطق التقريري لوضع الأصبع على أعطاب التواصل حول المدرسة مركزيا وجهويا . وعرض قضايا تعود بمناسبة كل دخول مدرسي تشوش على الأسئلة الحقيقية حول المدرسة ومصيرها مما يعوق تحقيق الالتفاف المجتمعي حول المدرسة بمفهومها السامي الموجودة في وجدان أجيال سابقة . وانطلق من ممارسته اليومية كإعلامي على حث المسؤولين جهويا ومحليا على التواصل مع المجتمع عبر البرامج التفاعلية ومختلف وسائل الإعلام لكي تتغير نظرة المرتفقين/ات للمدرسة وقطع الطريق عن الإشاعة والأحكام الجاهزة . وأخيرا فتح النقاش حول الموضوع حيث شارك فيه الحاضرون/ات المكونين من مدبرين تربويين ومسؤولين محليين ومفتشين وأساتذة في القطاع العام والخاص وممثلي الآباء والأمهات وتلاميذ/ات .


الكاتب : عبد الرحيم الضاقية

  

بتاريخ : 10/05/2017