بوريطة: المغرب شارك بإرادة صادقة من أجل أن يصبح المغرب العربي أخيرا فاعلا للسلام
خلصت أشغال المائدة المستديرة التي جمعت في جنيف يومي الأربعاء والخميس، وفودا من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، برعاية من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء هورست كولر، إلى ضرورة عقد لقاء ثان في الأشهر الثلاثة الأولى من العام القادم.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أول أمس الخميس، بجنيف، أن المغرب سيواصل العمل مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء هورست كولر من أجل الإعداد للاستحقاقات المقبلة ” بنفس الجدية، ونفس الروح الإيجابية، ونفس المرجعية الواضحة “.
وقال بوريطة، الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في المائدة المستديرة حول موضوع النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، والتي انعقدت بدعوة من كولر، في تصريح للصحافة، عقب أشغال هذا اللقاء، إن ” المغرب شارك على أساس موقف واضح: أولا الانخراط الجاد للمساهمة في جهود المبعوث الشخصي من أجل التوصل إلى الحل السياسي الواقعي، العملي القائم على التوافق. وثانيا بالنظر إلى وجود رغبة في أن يتمكن المسلسل من تجاوز خطابات المخططات السابقة غير القابلة للتطبيق، والخيارات غير الواقعية، وأيضا مناهج العمل غير المقبولة “.
وأوضح الوزير أن المغرب شارك أيضا ب ” إرادة صادقة من أجل إعادة إطلاق الاندماج الإقليمي، والعمل مع جميع البلدان من أجل أن يصبح المغرب العربي أخيرا فاعلا للسلام، والاستقرار والتنمية في محيطه المباشر، ولبلدانه وللشعوب المغاربية الخمسة “.
وأشار بوريطة إلى أن هذه المائدة المستديرة ” مختلفة عن الطريقة السابقة لعدة أسباب، أولا، ولأول مرة، كانت جميع الأطراف المعنية حاضرة وشاركت بشكل فعلي في النقاش. ثانيا بالنظر لمرجعيتها حيث جاءت بعد القرار 2440، والذي حدد في فقرته الثانية لهذه المائدة المستديرة هدفا محددا يتمثل في التوصل إلى حل عملي، واقعي وقائم على التوافق “.
وأضاف أن النقاشات خلال هذه المائدة المستديرة همت ” التطورات الأخيرة للملف، والاندماج الإقليمي ومعوقات الإندماج الإقليمي “.
وحول مختلف هذه القضايا، أكد الوزير أن ” الوفد المغربي، وخاصة الممثلين الشرعيين، المنتخبين للساكنة الذين يشكلونه، كانت لهم مداخلات قدموا خلالها جهود التنمية الاقتصادية في المنطقة، ودينامية الحياة السياسية في الصحراء ودور النساء والشباب وكذا التحديات في هذه المنطقة “. وذكر بأن بلاغ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الذي دعا إلى هذا اللقاء، أعلن عن مائدة مستديرة ثانية.
وأفاد البلاغ بأن ” الوفود اتفقت على أن المبعوث الشخصي للأمين العام سيدعوهم إلى طاولة مستديرة أخرى في الربع الأول من عام 2019 “.
وشدد الوزير على أن المغرب ” أيد هذا الخيار من خلال تأكيده على أن هذه المائدة المستديرة الجديدة، كما الأولى، يجب الإعداد لها بشكل جيد، وأن ما كان وراء نجاحها يجب تعزيزه “.
وضم الوفد المغربي عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وسيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون- الساقية الحمراء، وينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب، وفاطمة عدلي الفاعلة الجمعوية وعضو المجلس البلدي للسمارة.
وناقشت الوفود المشاركة في الندوة التطورات في المنطقة والمشاكل التي تواجهها فضلاً عن المحطات القادمة في مسار الحل السياسي لملف الصحراء.
كما تضمنت وثيقة الإعلان الختامي للقاء جنيف، أن “جميع الوفود أجمعت على أن المنطقة تحتاج النقاش وتبادل الآراء، عوض الاصطدام، لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة”.
كما اتفقت وفود المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة “البوليساريو”، تقول وثيقة الإعلان الختامي للقاء جنيف حول الصحراء، على أن “حل النزاع سوف يساهم في تأهيل وتنمية أوضاع ساكنة المنطقة”.
وأشار الإعلان النهائي إلى أن النقاش بين الوفود المشاركة، “كان في جو من المسؤولية والخطاب المباشر والصريح والاحترام المتبادل”.