واصل المؤشر العام لبورصة الدار البيضاء (مازي) انخفاضه للشهر التاسع على التوالي. وسجل خلال الأسبوع الأخير انخفاضا بنسبة بنسبة 0.22 في المئة، لتبلغ خسائره الإجمالية منذ بداية العام 9.56 في المئة.
وفي غضون ذلك، انخفضت رسملة بورصة الدار البيضاء (القيمة الإجمالية للسوق) بنحو 55.82 مليار درهم، إذ نزلت من نحو 627 مليار درهم في بداية العام إلى 571 مليار درهم عند آخر إغلاق مساء الجمعة الأخيرة.
وللإشارة، فإن مؤشرات بورصة الدار البيضاء دخلت فترة انخفاض منذ الأسبوع الأول من مارس الماضي، وذلك بعد فترة ارتفاع خلال الشهرين الأولين من العام الحالي. ويرجع المحللون سبب هذا الانقلاب بشكل أساسي إلى عدم رضا المتعاملين عن نتائج الشركات.
فبالإضافة إلى تأثيرات الظرفية الاقتصادية على بعض الفروع، خاصة استمرار معاناة الشركات العقارية الكبرى، عرفت جل الشركات المدرجة في البورصة مراجعات ضريبية وتسويات مع إدارة الضرائب، والتي انعكست سلبا على أرباحها الصافية. إضافة إلى ذلك تأثر أداء المؤشرات المالية للأبناك جراء إدخال تدابير احترازية جديدة أكثر تشددا، وبداية العمل بالمعايير الجديدة للإفصاحات المالية (إيفيريس 9)، والتي انعكست على مستوى البيانات المالية للأبناك، التي تعتبر من بين أبرز مكونات البورصة.
وفي هذا السياق، ترجع حجم التداولات في الأسهم المدرجة بشكل ملحوظ، إذ نزل حجم التداول في السوق المركزي خلال الفترة الماضية بنسبة 23.1 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وبلغ حجم التداول في السوق المركزي (سوق التجزئة) منذ بداية العام حتى آخر إغلاق مساء الجمعة 27.6 مليار درهم، مقابل 35.9 مليار درهم خلال نفس الفترة من سنة 2017، أي ما يعادل انخفاضا بقيمة 8.3 مليار درهم.
ومقارنة مع بداية العام الحالي، انخفضت أسعار أسهم 53 شركة مدرجة خلال هذه الفترة، فيما ارتفعت أسعار أسهم 20 شركة، وبقيت أسعار شركتين بدون تغيير، وهما شركة سامير المغلقة منذ صيف 2015 وهي موضوع تصفية قضائية، وشركة دياك سلف التي تشكل نشازا صارخا في بورصة الدار البيضاء، لكونها لم تعرف أي عملية تداول منذ سنوات بعيدة. ويتساءل المهتمون ماذا تفعل مثل هذه الشركة في البورصة.
وتصدرت شركة البرمجيات المصرفية «هايتيك بايمنت سيستمز» ترتيب الشركات التي عرفت أسعار أسهمها ارتفاعا منذ بداية العام، إذ ارتفع سعر أسهمها بنسبة 49 في المئة منذ بداية السنة، وبلغ عند آخر إغلاق 2500 درهم للسهم، كما عرفت أسهم شركة داري كوسبات للمعجنات الغذائية والكسكس ارتفاعا بنسبة 40 في المئة خلال هذه الفترة، وأغلقت في مستوى 5000 درهم للسهم مساء يوم الجمعة. واحتلت أليمنيوم المغرب المرتبة الثالثة، إذ عرفت أسهمها ارتفاعا بنسبة 24.4 في المئة منذ بداية العام لتصل إلى 1581 درهم عند آخر إغلاق، كما استرجعت أسهم شركة «ريسما» للاستثمار السياحي أنفاسها كذلك وارتفعت بنسبة 18 في المئة خلال هذه الفترة.
أما الأسهم الخاسرة، فتصدرتها أسهم شركة أليانس العقارية، والتي خسرت 59.19 في المئة منذ بداية العام، متبوعة بأسهم شركة الضحى، التي عرف سعر تداولها انخفاضا بنسبة 57.12 في المئة خلال هذه الفترة. وفي المرتبة الثالثة جاءت أسهم «فيني بروسيت» لتوزيع التجهيزات والآليات الصناعية، والتي انخفضت بنحو 50 في المئة منذ بداية السنة، ثم الشركة المعدنية إيميضر التي انخفض سعر أسهمها بنسبة 47 في المئة في سياق تراجع مبيعاتها بنحو 41 في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي.