طغت على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، قضية اتهام «راق شرعي» بالتورط في اغتصاب نساء كن يخضعن لـ «جلسات علاج » على يديه بمقر إقامته بمدينة بركان.
كانت صدمة حقيقية للساكنة بعاصمة الليمون، وتجاوز صداها حدود المغرب لتتناولها وسائل إعلام أجنبية ، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديوهات إباحية صادمة.
الجريدة انتقلت إلى مدينة بركان لتنقل من عين المكان أجواء « الحدث- الفضيحة « الذي كسر على المدينة هدوءها.
تزامنت زيارتنا مع تأجيل المحكمة لجلسة محاكمة « الراقي » إلى يوم 15 يناير القادم، للتحقيق معه في قضية استغلال فتيات بعد استدراجهن لممارسة الجنس بدعوى الرقية الشرعية، والمثير أنه اعترف أمام قاضي التحقيق بعدم إلمامه بالرقية الشرعية، حيث وجهت إليه تهمة الفساد، والتحريض، والشعوذة، وتم إيداعه السجن المحلي إلى غاية الجلسة الثانية، التي حددت في التاريخ المذكور أعلاه.
والدة «الراقي» لاعلم لها بنشاط ابنها و الأخير يصرح « جئن بمحض إرادتهن »
في الوقت الذي نفت والدة « الراقي » المتهم أمام السلطات المحلية، التي استدعتها للتحقيق معها، علمها بممارسة ابنها للرقية الشرعية، أكدت أن ابنها يتمتع بسمعة طيبة، لدى أوساط جيرانه في بلجيكا، حيث كان يقطن، قبل عودته إلى المغرب واستقراره في مدينة بركان.
«الراقي» ومن أجل تخفيف العقوبات عليه ، أكد في اعترافاته أن مجموعة كبيرة ممن كن يمارسن الجنس معه ، كن يقمن بذلك بطيب خاطرهن، وفي حال ثبوت ذلك فإن هذا من شأنه أن يحول تهم الاغتصاب والاستغلال الجنسي الموجهة إليه إلى تهمة فساد.
وعلمنا من عين المكان أنه من المنتظر استدعاء الفتيات بعد تحديد هوياتهن من أجل الاستماع إليهن قبل تحديد ما إن كنّ مُشاركات في الجريمة أم ضحايا فقط.
«راقي» بركان كان يمارس « طقوسه » الخاصة في الرقية في الطابق الأرضي للمنزل الخاص بالحي المحمدي ، وهو عبارة عن بناية غير مكتملة البناء، تم تشميعها من قبل السلطات المحلية بعد اعتقال المتهم.
هذا ماصرح لنا به الجيران
شهود عيان من جيران « الراقي » أفادوا الجريدة بأن هذا الأخير كان يمارس الرقية الشرعية، منذ عيد الفطر الماضي، وأنه كان يستقبل « زبوناته » وأحيانا كثيرة كان يرافقهن ويدخلهن من « الكراج » مستعينا بشخص آخر . و صرح الجيران خلال زيارتنا لهم أنهم فوجئوا بما انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أوضح لنا أحد أبناء الحي المحمدي : « ما وقع شيء لا يمكن تصديقه ولا يمكن تسويقه في حق مدينة معروفة بكرم أهلها وروح المحافظة التي تميزها، فالمعني بالأمر بعيد كل البعد عن الرقية الشرعية كان يمتهن السحر والشعوذة ويقوم باستغلال النساء والفتيات ».
وأضاف أحد الجيران : « المعني بالأمر استغل تواجده في مدينة صغيرة وفي حي صغير غالبية قاطنيه من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لا يرتادونه الا في فصل الصيف ليقوم بأعماله المخلة بالحياء واستدراج النساء والفتيات واستغلالهن جنسيا .نحن لانعرف عنه مزاولته للرقية، حيث كان معروفا بين الشباب بأنه زير نساء ».
وعبر آخر بالقول : « .. من يقولون عنه «راق» لا يمثل مدينة بركان ولا تربطه أي صلة بها، فهو ساحر ودجال ومجرم يستحق أقصى العقوبات، إذ كان يعمل معه حارس شخصي يوظفه لاستقبال النساء اللواتي يقصدن منزله، كان يرتاد الحانات والعلب الليلية، لم نشهد أنه دخل مسجدا أو رآه أحد يؤدي صلواته ، بل أكثر من ذلك سجلت الساكنة شكايات ضده لاستغلال منزله للفساد ولاعلاقة للأمر بالرقية أو غير الرقية. »
مفجر الفضيحة يشرح التفاصيل
بالعزيز عبد الصمد، مفجر « فضيحة الراقي » صرح لنا قائلا إن المنزل الذي كان يستغله المعني بالأمر لم تكتمل فيه أشغال البناء، الشيء الذي جعله لا يلفت انتباه الساكنة، مضيفا «أن الراقي»كان يقوم باستدراج النساء والفتيات إلى مرآب المنزل الذي قام بتقسيمه وعمل على تزيينه ليبدو مثيرا.
واستنكر عبد الصمد ، وهو من ساكنة الحي، الذي اهتز مؤخرا على وقع فضيحة بطلها «راقي بركان»، ما قامت به العديد من المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي بنشر صور الضحية والتشهير بها.
وأضاف أن المعني بالأمر كان يقصد الحانات الليلية بمدينة السعيدية رفقة الفتيات لقضاء أوقات ممتعة معهن ويقوم باستغلالهن جنسيا بدعوى مساعدتهن على الهجرة الى الخارج لتحسين ظروف عيشهن، وكان يعتمد على عدة طرق لإسقاط ضحاياه واستدراجهن، فهو شخص محترف كان يشتغل في صمت ولا يلفت الانتباه ، على حد تعبير المتحدث.
واضاف « إن من قام بالاعتداء على المعني بالأمر ليس إخوة الضحية التي ظهرت في شريط الفيديو كما يزعم البعض ، وإنما أشخاص قدموا من مدينة وجدة»، مبرزا أن من قام بنشر وتسريب مقاطع الفيديو التي تظهر الراقي والضحية في لقطات حميمية ومخلة بالحياء ، حسب المعطيات الأولية ، هم أشخاص يمتهنون إصلاح الهواتف النقالة بعدما قصد «الراقي»أحد المحلات لإصلاح هاتفه الذي يحتوي على التسجيل ما يرجح تسريبه، نافيا ما تم تداوله حول عدد من الفيديوهات والصور التي تم توزيعها بدول الخليج والمواقع الاباحية.
في زيارة لإحدى ضحايا « الراقي » المزعوم
غير بعيد عن مدينة بركان، وتحديدا بدوار شنن بن مهدي جماعة زكزل طريق السعيدية ، وجدنا بيت «حسناء»الفتاة التي أصبحت حديث الساعة بسبب الفيديو الجنسي الذي يجمعها ب»الراقي».
وبعد محاولات دامت أكثر من ساعتين لإقناعها بالظهور إعلاميا وسرد حقيقة الشريط، تمكنا من جعلها تتحدث وتحكي لنا تفاصيل ما حدث.
قالت حسناء لطاقم الجريدة إنها توجهت لراقي بركان قصد الاستفادة من الرقية الشرعية وفك سحر تسبب في فشل عرس أخيها لتتفاجأ بوجود صورتها وبها بعض الطلاسم، فهناك شخص من داخل المؤسسة التي تدرس بها أراد الإنتقام منها لأنها فضحته بعد تحرشه بها.
وأضافت الضحية أن الراقي الذي كانت تتردد عليه رفقة صديقتها، وعدها بفك هذا السحر شرط أن لا تخبر أحدا، حيث أعطاها ماء لتشربه وكان يتحكم بها بعد أن ينومها مغناطيسيا.
ولم تكن حسناء على علم بشرائط الفيديو إلا بعد استدعائها من طرف المصالح الأمنية، لتكتشف أنها ليست الضحية الوحيدة، بل هنالك نساء متزوجات وفتيات أخريات، حسب ما جاء على لسانها.
وعن انتشار فيديو لها دونا عن غيرها، أكدت حسناء أنه شيء مقصود ، مشيرة إلى أن الشريط ظهر مباشرة بعد رفضها التنازل عن حقها ومسامحة الراقي كباقي الضحايا، وذلك عند إحالة المعني بالأمر على أنظار غرفة الجنايات بمدينة وجدة.
وبرأت ابنة «دوار شنن»نفسها مما يروج عنها من إشاعات، مشيرة إلى أنها لو كانت على علاقة بالراقي ما كانت لتذهب رفقة صديقتها وبوجه مكشوف.
كما أكدت أن الأشخاص الذين اعتدوا على الراقي ليسوا إخوتها، بل هم أقارب إحدى الضحايا ، مكذبة خبر انتحار والدتها.
وطلبت حسناء من المواطنين كافة ، في ختام حديثها ، بأن يقفوا إلى جانبها وأن يراعوا مشاعر عائلتها ، محذرة النساء من الوقوع في نفس الخطأ.
وتجدر الإشارة إلى أن فيدو الراقي قد خلف ردود أفعال غاضبة ومنددة بتنامي هذه الظاهرة، وتحول الموضوع لحديث داخل وخارجة البلاد، وسط مخاوف من ظهور شرائط جديدة، خاصة أن الفتاة تحدثت عن وجود نساء أخريات كن ضحايا شريط الفيديو، الذي يوجد المتورط فيه ، حاليا ، رهن الاعتقال.