شهادة في حق الشاعر عبد السلام بوحجر : ربحتَ الرهان …خسرنا الرهان

-صَاحِبِي،
لَا، لِكُورَالِ طُقُوسِ الخِتَامْ !…
صَا حِبِي ،
لا تَقُلْ مَاتَ عَبْدُ السَّلَامْ

أيها القراء الأعزاء ،
من ذا الذي لا يعرف الشاعر المغربي العربي الكبير سيدي عبد السلام بوحجر، حتى يحُتاج لشهادة في حقه ، وتقريب لشعره ،أو شخصه
، وتعريفه بالأسلوب المنطقي المركب من الرسم والحد.
من ذا الذي لم يقتنع في حقل الشعر والأدب ، بأن الشاعر عبد السلام بوحجر سيدُ الجماليات العليا في عصره ، داخل قطره وخارجه،
حتى أزحف إليه بزخرف القول الذي يلهب الأفئدة ويستحوذ على المشاعر؟ .
من ذا الذي يجهل أن شاعرنا عبد السلام بوحجر متى ذكر اسمه ، في ناد من الأندية ، أو مجلس من المجالس الأدبية، وطنية كانت أم

دولية، (عبد السلام بوحجر)، هكذا غفلا من أي تحلية، وجدته يفعل في ألباب المطلعين، وقلوب العارفين بأسرار الشعر الحق ، ما
تفعل الخمر بعقول الشاربين.
أيها القراء الأعزاء،
يكفي شاعرنا المكرم فخرا ، أنه شاعر يغبطه الذين يتمنون لو كانوا مثله ، فيكونون جامعين بين الإمتاع والإقناع ، وبين الجد والهزل،
وبين البساطة والعظمة ، وبين التواضع والرفعة ، وبين جلده لنفسه واحترامه في نفوس الناس ، ويحسده الحسدة
(الذاهبون إلى موتهم باكرا)، الذين تتآكل ضلوعهم لما ينفسونه/ يجدونه عليه من النعم . فيبحثون لو يجدون له معرة يأتونه منها (كي
يكون لأقلامهم خبرا عاجلا).
أيها الجمهور/ القراء الأعزاء،
يكفي الشاعر عبد السلام بوحجر فخرا ، أنه مؤلف للدواوين المترعة بالجماليات العليا ، ومؤلف للأساتيذ المبدعين الذين يقرون بفضله
عليهم ، مذ درجوا بين يديه وحازوا شرف الانتساب إليه ، و لا أكون مغاليا إن قلت : إن جل الحساسيات الشعرية المعاصرة ،
وبخاصة المنتسبة لسلك التدريس، ، أغلبها تأثر بشاعرنا وأفاد من تجربته الفذة إفادات كثيرة بطريقين: ( طريق التلمذة المباشرة-
طريق التلمذة غير المباشرة عبر وسيط خطابه الشعري ).
ويكفيه فخرا ، أنه كان وسيظل مطاعا في حقل الشعر متبوعا، مثابرا على تعليم العلم وإيصاله إلى طلبته بأيسر الطرق،
نصوحا ، لينا ، سباقا للخيرات، عيوفا لزخارف الدنيا ومغرياتها ، وفي هذا قال :
“ إني رفضت مناصبي
وقنعت دوما بالرغيف
وتركت
كل حقائبي
للآخرين على الرصيف”
أيها الجمهور/ القراء الأعزاء ،
يكفي الشاعر الكبير عبد السلام بوحجر فخرا ، أنه من أرباب الشعرية العربية المعاصرة، علما وإبداعا وأداء ، لو لمح فحول الشعراء قريضه
، أو آليات بناء القصيدة عنده، لتبرؤوا من الفحولة الشعرية المزعومة ، ولاختاروا أن يكونوا من رواته .
أيها الجمهور/ القراء الأعزاء،
يكفي شاعرنا فخرا، أنه جبل راسخ لا يتزعزع بالعواصف/ضربات الخصوم ، وبحر خِضَمٌّ لا يكدر صفوه حصار الإخوة الأعداء، أو
جوقة المتطفلين على الغناء على مقام الانحناء مادام (كالنار يصعد لامعا/كالماء يخرج صافيا/كالبدر يسطع رائعا/كالفجر يولد عاليا)، ولإيمانه
المطلق بأن (الرهافة موعدها النصر).
أيها الجمهور/ القراء الأعزاء،

يكفي شاعرنا فخرا أنه رزق الاحترام الكبير في الصدور ،من لدن الأحبة و الحسدة العائدين من الهزيمة بالهزيمة صاغرين ، معترفين ، مرددين: “حاصرتنا أنت يا من لا نحاصره /أتأخذ الشعر كي يبقى لنا النثر”.
شاعر الجماليات العليا سيدي عبد السلام بوحجر ، يكفيك فخرا أنك نسيج وحدك.
ويكفينا فخرا ، أن شرفنا بالانتساب إليك و الاحتفاء بك، والانفتاح على فرادة تجربتك.
ويكفيني شرفا أن كنت مؤلفا من مؤلفاتك،( و ما قلت إلا بالذي علمت سعدُ).
وداعا عبد السلام بوحجر ، ستبقى سيد الجماليات العليا بدون منازع
ربحت الرهان…خسرنا الرهان
**توفي الشاعر العربي الكبير عبد السلام بوحجر ، الملقب بشاعر الجماليات العليا مطلع فجر سنة 2019، و تجدر الإشارة إلى أن الشاعر الكبير الدكتورعبد السلام بوحجر، شاعر مغربي ولد عام 1955 بالحسيمة ، عضو اتحاد كتاب المغرب، حاز عدة جوائز أولى وطنية وعربية من بينها : جائزة الجاحظية بالجزائر سنة1997، الجائزة الأولى للقصيدة المغناة، والجائزة الأولى في المسابقة الدولية حول القدس من قبل وكالة مال بيت القدس بالرباط 2009، من دواوينه الشعرية : أجراس الأمل 1985، وإيقاع عربي خارج الموت ، سنة 1990، والصخرة السوداء، مسرحية شعرية، سنة 1993، وأزهار الحصار، في 1995، ،وقمر الأطلس، عام 1999، وديوان ستة عشر موعدا سنة ، و الغناء على مقام الهاء.
تجدر الإشارة إلى أن الورقة في الأصل شهادة موسومة بـ» يكفيك فخرا أنك نسيج وحدك» ألقيتها في حفل تكريم الشاعر عبد السلام بوحجر بجمعية المقهى الأدبي تاونات، يوم 7 ماي 2016.


الكاتب : إسماعيل علالي

  

بتاريخ : 07/01/2019