بائعو الخضار والفواكه يشرعون في إخلاء الساحة، بعدما خلفوا وراءهم قشور الليمون وبقايا الفواكه الفاسدة (…) بائعات الخبز يتجاذبن أطراف الحديث بالقرب من الصيدلية في انتظار زبون متأخر (…) أبواب المحال التجارية تصطفق هنا وهناك (…) آخر أوتوبيس يشق الشارع بسرعة مفرطة، أمام امتعاض بعض الأشخاص الذين ينتظرون قدومه(…)مازالت المقاهي المتلاصقة تلفظ زبائنها تباعا (…) سائقو سيارات الأجرة يسمحون وجوه المارة في كلا الاتجاهين.
حارس السيارات يتأكد من إغلاق أبواب العربات المركونة(…)لقد بدأت أولى حشود الكلاب في التدفق إلى الساحة (…)بائع السجائر يطوف حول المقاهي الثلاث الملتصقة، باحثا عن شخص لم يسدد ثمن سيجارته الأخيرة (…)شابان على متن دراجة نارية يعاكسان فتاة نزلت لتوها من إحدى السيارات (…) «مونة» التي تعمل في المطعم تهم بالانصراف بعد يوم شاق .. كانت تحمل كيسا بلاستيكيا مليئا ببقايا طعام … عيون المتطفلين تفحص الكيس البلاستيكي وجسد «مونة» المترنح … إنهم يفحصون كل شيء يصادفونه أمامهم حتى لو كان روث بهائم…
مذياع حارس السيارات يبث حصيلة مباريات اليوم (…)النادل يكنس أعقاب السجائر وزبونه الأخير (…) أحدهم يتبول على إطار شاحنة مركونة (…) ليل هذا الحي موغل في عتمته (…) لقد بدأ الزبائن الليليون في البحث عن سلع الليل .. وخلال هذا الليل يمكن أن يتضاعف سعر السيجارة وأي شيء آخر قد يخطر على بال الكائن الليلي (…) عاد من سيارة الشرطة المهترئة، ينفث دخانه الأسود الكثيف على طول الشارع .. تتوقف الدورية عند إحدى الأزقة .. يبدو أن أحد المخبرين بصدد استظهار قصيدته الإخبارية في حضرة مفتش الشرطة…
(*) قاص من خنيفرة