وجه الفريق الاشتراكي، بمجلس النواب، سؤالا كتابيا لوزير الصحة، أنس الدكالي، حول ملابسات وأسباب عدم تشغيل جهاز «السكانير» بالمستشفى الإقليمي لميدلت، منذ التوصل به، عبر صفقة عمومية يبلغ غلافها المالي حوالي أربعمائة مليون سنتيم، في حين لم يفت الفريق الاشتراكي مساءلة الوزير حول مدى البرامج الصحية، والتجهيزات الطبية، التي خصصتها وزارته لمستشفى ميدلت، وحول البرامج المسطرة لهذه السنة من أجل دعم القطاع بهذا الإقليم في إطار معالجة الخصاص المهول الذي يعاني منه على المستوى الصحي، كما عبر الفريق عن تأسفه حيال عدم الاهتمام بهذه الأزمة، وفق نص السؤال الكتابي.
ومعلوم أن النداءات بميدلت لم تتوقف إزاء حالة جهاز «السكانير» المعطل أو المتوقف لأسباب غامضة بالمستشفى الإقليمي، إذ ظل هذا الجهاز «مجمدا» منذ حوالي سنة من وضعه رهن إشارة المستشفى المذكور، ما يساهم في تعطيل الحاجة الملحة إليه من طرف المرضى وضحايا الحوادث، حيث يضطر المواطنون إلى تحمل مصاريف وأعباء التنقل نحو الراشيدية أو فاس وغيرهما لإجراء الفحص ب»السكانير»، بالأحرى الإشارة للحالات المؤلمة والمستعجلة التي تتم إحالتها على هذه المستشفيات، ولا قدرة مالية لأصحابها على التنقل فيضطرون الى التأخر أو التخلي عن الفحص بالمكوث تحت رحمة الأمل في الحياة.
وتؤكد مصادر متطابقة من المتتبعين للشأن الصحي بميدلت أن احتجاجاتهم وتدويناتهم الاستنكارية تصطدم، في كل مرة، بالآذان الصماء، رغم الشعارات والخطابات الرسمية المتغنية بالحق في العلاج، ورغم أهمية الجهاز المذكور بالنسبة لإقليم استراتيجي كميدلت يعرف نموا ديمغرافيا متسارعا، ويضم العديد من المناطق القروية الأكثر فقرا وتهميشا، ولم يعثر أي متتبع، وإلى حدود الساعة، على أدنى تفسير منطقي لتقاعس المسؤولين عن حل الأزمة، سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى المركزي، وفي مقدمتهم وزارة الصحة.
وصلة بالموضوع، طالبت بعض الفعاليات المحلية بضرورة الاهتمام بالأمر، في حين اقترحت أخرى الدعوة لتنسيق مدني للاحتجاج، بينما لم يفت بعض الهيئات السياسية والنقابية تناول موضوع «السكانير» على طاولة اجتماعاتها، ومنها «النقابة الوطنية للتجار والمهنيين» وحزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» الذي أعلنت كتابته الإقليمية عن استنكارها الشديد، ودعت إلى الاسراع بمعالجة الجهاز المذكور والحد من تعطله الذي طال أمده، ومن الوعود والتسويفات، ولغة الهروب إلى الأمام، حسب مصادر نشيطة من عاصمة التفاح.