اعتبر المدرب الجديد للرجاء البيضاوي، باتريس كارتيرون، الذي لم تتجاوز فترة إشرافه على الفريق الأخضر 48 ساعة، أنه حاول في هذه المباراة إقحام العناصر المجربة من لاعبي فريقه، معبرا عن الرضى على الصورة التي ظهروا بها أمام فريق ليس بالسهل. كما اعتبر أن نقطة التعادل، التي رجع بها فريقه من خارج الميدان، تبقى ثمينة تم انتزاعها، حسب تعبيره، من أمام فريق أكاديري رائع. ومن جهته اعتبر مدرب الحسنية غاموندي أن المباراة بين الفريقين كانت متكافئة، وعرفت مواجهة فريقه لبطل كأس الكونفدرالية الإفريقية، والذي يتوفر على التجربة في مثل هذه المباريات.
وأشار غاموندي إلى أن فريقه مع ذلك أضاع فرصا سانحة للتهديف، بالأخص خلال الشوط الثاني. كما أكد على أنه سيعمل على تصحيح بعض الأخطاء وقعت خلال هذه المباراة، وذلك في إطار الاستعداد للمباريات المقبلة.
هذه المباراة التي حضرها ما يزيد على خمس وثلاثين إلى أربعين ألف متفرج، وأدراها طاقم تحكيم إيفواري، يقوده الحكم الرئيسي «بيانفوني سينكو»، عرفت في مجملها أداء كرويا محترما من الطرفين، زاده حرارة الحضور الجماهيري الكبير، مما أعطى للمباراة جاذبية خاصة ومتعة لا نلمسها في لقاءات البطولة الاحترافية.
وقد عرف الشوط الأول صراعا قويا بين الفريقين، على مستوى منطقة الوسط لخنق الحملات الهجومية من هذا الطرف أو ذاك. لكن هذا لم يمنع من خلق بعض الفرص للتهديف، على قلتها، أتيحت لكلا الفريقين، كانت أخطرها على الإطلاق فرصة بدر كشاني، الذي انفرد بالحارس الزنيتي، لكن تجربة هذا الأخير تغلبت عليه. كما أتيحت لعبد الإله الحافيظي أحد أخطر الفرص في هذه المباراة من تسديدة قوية صدها العمود الأيسر لمرمى الحواصلي، لينتهي هذا الشوط بالبياض.
وخلال الشوط الثاني شاهدنا فريقا أكاديريا آخر، عرف كيف يستحوذ على الكرة أمام فريق أخضر متراجع دفاعيا، ومراهن على المرتدات الهجومية، والتي كانت جد خطيرة. وستتيح إحداها للهداف محسن ياجور التوقيع على هدف السبق، من كرة هيأها الحافيظي الذي يبقى رقما أساسيا في صفوف فريق النسور.
وسيلجأ مدرب الحسنية خلال الدقائق الأولى من هذا الشوط إلى تغيير جلال الداودي المصاب بإدريس بناني. كما سيبادر إلى تغيير الخنبوبي، ربما بسبب تضييعه لفرصة سانحة مده بها نجم الفريق الأكاديري في هذه المباراة المهدي أوبيلا وتعويضه بالملوكي، علما بأن عناصر أخرى ضيعت فرص أسهل، كشاني مثلا، ولم يتم التفكير في تغييرها.
وفي حدود الدقيقة 63 سيتمكن لاعبو الحسنية، عبر كرة تابثة من إدراك هدف التعادل، كرة نفذت من على مشارف مربع عمليات الرجاء. وكان من ورائها المتألق مهدي أوبيلا، الذي وقع على لقطة المباراة منفذا ضربة الخطأ بطريقة حكمت على حارس الرجاء أن يبقى في دور المتفرج المذهول، وهو يرى الكرة تستقر في الزاوية التسعين من مرماه، معلنة عن هدف اهتزت له جنبات ملعب أدرار. وأضاع كشاني مجددا فرصة هدف ثان وهو ينفرد بالحارس الزنيتي، حيث اكتفى بتسديدة استقرت بسهولة بين يدي هذا الأخير.
وانتهت هذه المباراة على إيقاع نقطتين خلافيتين طالب من خلالهما كل فريق بضربة جزاء. إحداها كانت في حدود الدقيقة 73 حيث سيتم إسقاط لاعب الحسنية عبد الكريم باعدي دون أن يتم الإعلان عن ضربة جزاء كانت أكثر من واضحة. كما طالبت عناصر الرجاء، خلال الدقائق الأخيرة من المباراة بضربة جزاء لصالحها، معتبرة أن الحارس الحواصلي قد ارتكب خطأ، داخل المربع، في حق المهاجم رحيمي.
ويبقى أن نشير إلى أن هذه المباراة عرفت»لخبطة» حقيقية عانت منها مدينة الانبعاث، وبالأخص محيط الملعب الخارجي، وكذلك فضائه الداخلي بفعل الازدحام الاستثنائي، ازدحام البشر وازدحام السيارات التي لم تستوعبها الطرق المؤدية إلى الملعب، كما لم تستوعبها مواقف الركن التي يتوفر عليها الملعب، مما جعل الكثيرين يقومون بركن سياراتهم بشكل أقرب إلى الفوضى منه إلى شيء آخر. كما عرف محيط الملعب وبعض الأحياء القريبة منه حوادث متفرقة نتج عنها تكسير زجاج عدد من السيارات.