من بعيد حادثني .
تلقفت صوته مبحوحا ،
متقطعا ..
قلت ، وقد حدست عليه جثم السنين :
صاحبي ، عن الأحوال خبرني !وبغير قليل من رنين
الأنين
قال : وحدي هنا تحت السرو
حزين .
ووحدي فقط
أتملى بالشفق
وحفيف الريح .
أحدق إلى الأفق
وقد غلبني السلو ،
وهزمني
الحنين .
قلت : لست في الوحدة وحدك رفيقي !
فصول الحول تتوالى ،
و الصيف ضيف يطرق
الأبواب
واعدا بأبهى الرفقة والأحباب .لا تيأس رفيقي !
هكذا خبرتني من بين الأفنان بعض
اليمامات ؛
و أسرت إلي في زهو أجنحة
الفراشات .
وكذلك قالت لي
القبرات …
لن تكون وحدك
مستوحدا تحت السرو
و التنوب
مهما اشتد الوجد وطال
الغياب ..
مهما احتد الشجو قبيل
الغروب …