(و.م.ع)
يحظى الكتاب المغربي باهتمام كبير من لدن زوار معرض الرياض الدولي للكتاب الذين يتوقون لتصفح الجديد من العناوين ضمن أورقة هذه التظاهرة الثقافية التي انطلقت دورتها الجديدة منتصف الاسبوع الماضي.
وتكفي جولة قصيرة بأروقة المعرض، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار «الكتاب بوابة المستقبل»، لتسجيل الإقبال الكبير على الكتاب المغربي وفي مختلف المجالات من قبل الزوار من داخل المملكة ومن بلدان خليجية أخرى.
وتبصم دور النشر المغربية في المعرض الدولي للكتاب بالرياض منذ تأسيسه على حضور نوعي يحيل على أهمية هذا الكتاب والحقول المعرفية التي يتطرق إليها.
وفي هذا السياق أكد عبد الجليل ناظم، عضو هيئة «دار توبقال للنشر»، أن هذه الدار تحضر هذا المعرض منذ 30 سنة حين كان ينظم بجامعة الملك آل سعود، مسجلا في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دار توبقال «خلقت دينامية في حضورها المتواصل لهذا المعرض» .
وسجل ناظم، ما سماه «مفارقة» تمثلت في الإقبال الكبير و»المفاجئ» الذي يلقاه ما تنتجه «دار توبقال»، بالرغم من توجهها « «المنفتح والحداثي المناقض للإنتاج المجتر المعيد للماضي» بمعرض الرياض وهو الإقبال، يقول ناظم «يكاد يفوق الإقبال بكل المعارض التي تشارك فيها الهيئة بالعالم العربي».
وتساءل الناشر المغربي عن سر هذا الإقبال على هذا النوع من الكتب في أوساط «مجتمع محافظ» كالمجتمع السعودي، وذلك قياسا بمعارض أخرى بالعالم العربي، معتقدا أن السر في عدم رواج مثل هذه الكتب « بالقدر المطلوب» ببعض المعارض العربية «قد يكمن في ضيق السوق».
وعرج الناشر في الحديث مع الوكالة على إشكالية أخرى تتمثل في الأزمة التي يعاني منها الكتاب العربي عموما في علاقة مع المعارض الدولية للكتاب التي تنظم بكل البلدان العربية، موضحا أنه و»بقدر ما تسع حركية الكتاب والمعارض أفقيا» كمؤشر على «انفتاح إيجابي» لنشر الكتاب والثقافة العربية واتساع قنواتها، بقدر «ما يقع انغلاق على المستوى الوطني» أي «انغلاق البلدان العربية على نفسها».
وأوضح أن هذا الاتساع الأفقي (المعارض الدولية) يصاحبه انغلاق مباشر على المستوى العمودي (على مستوى الأوطان)، حيث يتم تسجيل «تضييق على الزائرين والناشرين»، الأمر الذي نتجت عنه «مشاكل مزمنة يعيشها الكتاب العربي» منها على سبيل المثال ما يتعرض له هذا الكتاب من قرصنة بالمنطقة العربية.
وبالرغم من ذلك لم يفت الناشر أن يسجل التطور الذي عرفه معرض الكتاب بالرياض، لاسيما حضور النساء السعوديات والخليجيات بشكل مكثف، عكس ما كان عليه الأمر في بداياته حيث كان يخصص المنظمون يومين فقط للنساء من أجل الاطلاع على الجديد في سوق النشر.
وفي ذات الإطار، أكد نجيب فايتا من «دار افريقيا للشرق» بالمغرب، التي تأسست سنة 1983، أن هذه الأخيرة حاضرة بمعرض الرياض بنحو 60 عنوانا تشمل بالخصوص المجال الأكاديمي والدراسات الإسلامية التي لاقت إقبالا لدى زوار المعرض.
وأضاف فايتا في تصريح مماثل، أن نسخة هذه السنة، تتميز بالإقبال الكبير لدى السعوديين على الكتاب الفلسفي لاسيما بعد الإعلان عن إدراج مادة الفلسفة في المناهج الدراسية السعودية ابتداء من الموسم المقبل.
ويشارك في المعرض، فضلا عن دار توبقال للنشر، وإفريقيا للشرق، كل من المركز الثقافي للكتاب، ومكتبة دار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع، ودار الحديث الكتانية.
وتشارك في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب ، أزيد من 900 دار نشر من دول عربية وأجنبية.
حضور نوعي للكتاب المغربي في أورقة معرض الرياض
بتاريخ : 18/03/2019