عاشت منصة سلا مساء أول أمس الأربعاء على إيقاعات الأغنية الحسانية بحضور فنانات من ثلاثة أجيال موسيقية مختلفة، حافظت على هذا الإرث الثقافي، وقدمته في أبهى حلة لجمهور النسخة الـ16 لمهرجان موازين إيقاعات العالم.
وهكذا، بدأ المايسترو أحمد الشرقاني فقرات هذا الموعد الفني بعرض موسيقي على الكمان أتحف به الجمهور الحاضر، بمعزوفات مغربية من التراث المغربي الأصيل وتنهل من الريبيرتوار الغنائي الوطني، بأسلوب مختلف وبطلة مغايرة.
وجاء الدور بعد ذلك على الفنانة باتول مرواني، بالزي الصحراوي التقليدي الجميل، لتؤدي باقة من الأغاني المختارة ك «حسنا يا ليلى حسنا يا جارتي»، أو «الصحراوي تحت الخيمة»، شهدت تفاعلا كبيرا من الجمهور الحاضر.
وازداد عرض الفنانة تشويقا عندما التحقت بها على المنصة فنانة استعراضية ترتدي الزي الصحراوي والحلي الذي يميز هذا المنطقة، تتراقص على إيقاعات الأغاني في مشهد فني صحراوي حساني مذهل وممتع، يعكس مظاهر البهجة التي تميز المناسبات والحفلات في المجتمع الصحراوي.
وتمثل باتول مرواني الإيقاعات الموسيقية القادمة من الجنوب، حيث منحت هذه الفنانة القادمة من مدينة العيون للغناء الحساني رونقا عصريا، هذا الغناء الذي كان حكرا على الرجال، وأضفت دينامية جديدة على هذا الفن وذلك بتشجيع من أبيها الذي يعتبر فنانا معروفا، إذ قامت بتحديث أغاني قديمة مكنتها من حضور أرقى التظاهرات الموسيقية بالمغرب.
أما الفنانة رشيدة طلال، التي حازت مجموعة من الجوائز الوطنية والدولية، فقد اختارت أن تبادل جمهورها وفاء من جانبه بوفاء من جانبها وحبا من جانبه بخلال كشكول فني من جانبها، يمزج بين الطرب الحساني والأغاني الشبابية الجديدة بنبرتها الصوتية المتميزة وحضورها اللافت فوق خشبة المنصة.
فبعد أغنية «شفنا الغزلان» التي تنهل من الطرب الحساني الأصيل، ومختارات من أغاني الراي ك»العشق الممنوع» و»فا بيني»، وأخرى من الأغنية المغربية ك «اش داك تمشي للزين» ومن فن كناوة ك»المعبود الله» ختمت بأغنية «ما تقيسش بلادي» مرددة إياها باللغتين الاسبانية والإنجليزية.
واستحسنت الفنانة المغربية حضور الأغنية الحسانية على الساحة الفنية في البرامج التلفزية والمهرجانات الموسيقية، وتخصيص سهرة فنية حسانية خالصة ضمن برنامج المهرجان.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كشفت رشيدة طلال أنها ستصدر ألبوما حسانيا خالصا جديدا من حيث اللحن والشعر والأداء في الشهور القليلة القادمة، يتضمن أربع أغاني، ويعالج مواضيع السلام والبيئة والتراث.
وبزيها المتميز الذي وعدت الحضور به في سهرة اليوم، أطلت الفنانة سعيدة شرف بابتسامتها المعهودة على جمهورها الغفير الذي رفع صورها وردد أغانيها المشهورة ك»ماني» و»كتبغيني ولا لا» و»ولد مو».
وتطور الإيقاع وازداد الإمتاع، حينما غنت سعيدة شرف أغاني مغربية مثل «سيدي حبيبي» و»دور بيها يا الشيباني»، وأخرى شرقية على إيقاعات الدبكة اللبنانية، مستخدمة خامتها الصوتية المتميزة وحركاتها الأنيقة في علاقة تأثير وتأثر جلية بينها وبين جمهورها.
وفي تصريح مماثل لوكالة المغرب العربي للأنباء بخصوص مبادرتها في تحديث الأغنية الحسانية وإدخالها لآلات موسيقية عصرية على هذا الفن، أعربت سعيدة شرف عن اعتقادها أن الاعتماد فقط على أرديل وتيدينيت ، وهي آلات موسيقية صحراوية تقليدية، لن يساهم في تطور الفن الحساني لأنه لن يخرج عن نطاقه الجغرافي.
وأضافت أنها تحرص على الحفاظ على اللحن والكلمات والإيقاع الخاص بالأغاني الحسانية مع إضافات طفيفة على التوزيع، مشيرة إلى أنها بصدد التحضير لدويتو مع مجموعة الراب «اش كاين».
واستهلت سعيدة شرف، التي تبرع في أداء الأغاني الصحراوية وكذا الأغنية الأمازيغية والموسيقى المغربية التقليدية، مسيرتها صحفية بالقناة الأولى الإسبانية، وتمكنت من كسب شهرة من خلال القناة المغربية الثانية وبرنامج ‘السهرة لكم’، بعد هذا، سطعت هذه النجمة في العديد من المهرجانات و التظاهرات بالمغرب وليبيا والأردن ومصر، كما غنت مع مغنين مشهورين ك «جان ميشيل جار». يشار إلى أن مهرجان موازين-إيقاعات العالم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من تنظيم جمعية مغرب الثقافات، يتضمن حفلات غنائية وموسيقية تستقطب كبار الفنانين المغاربة والأجانب، مشكلا طيفا من الأساليب الموسيقية والإيقاعات المختلفة.
وعلى مدى تسعة أيام، ستكون المنصات الست للمهرجان (السويسي- النهضة- سلا-المسرح الوطني محمد الخامس- بورقراق-شالة) مسرحا للقاءات قوية بين معجبين متحمسين وكبار نجوم الموسيقى في المغرب والعالم.
منصة سلا تردد إيقاع ثلاثة أجيال من الموسيقى الحسانية
الكاتب : الرباط (و.م.ع): عبد الله العلوي
بتاريخ : 19/05/2017