تندرج الندوة الوطنية التي نظمتها، مؤخرا، بمدينة بوجدور، جمعية الصحراء المغربية للدفاع عن الوحدة الترابية ومناصرة الحكم الذاتي، بتنسيق مع النادي الإقليمي للصحافة ببوجدور، في سياق فتح نقاش عمومي أفقي للتعريف بمستجدات القضية الوطنية على أساس إخراج هذا النقاش من الدبلوماسية الرسمية إلى الدبلوماسية المحلية، وذلك انسجاما مع الخطابات الملكية.
وبررت الجهة المنظمة اختيارها لمدينة بوجدور، لعدة اعتبارات موضوعية “في مقدمتها البعد التنموي الاقتصادي المميز الذي تعرفه المدينة من خلال بنياتها التحتية، وكذلك مختلف المرافق، والتي تتماشى مع ما أعلن عنه جلالة الملك في خطابه الأخير الذي ألقاه بمدينة العيون”.
وقد أطر هذه الندوة الوطنية مجموعة من الأكاديميين والباحثين وذوي الاختصاص، ويتعلق الأمر بكل من محمد الأخصاصي عن الاتحاد الاشتراكي، محمد العوينة فاعل صحراوي ومنسق المغرب لدى بعثة الأمم المتحدة لتحديد الهوية، إدريس الكريني أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بكلية الحقوق بمراكش، الدكتور عز الدين خمريش أستاذ بكلية الحقوق بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، الدكتورة فعراس الزهراء باحثة في المجال الصحراوي، حمدناه بيه فاعل سياسي ونائب رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور، والخراشي بابي الكاتب الإقليمي لحزب الاستقلال.
وخلصت الندوة إلى إثارة عدد من الأفكار والنقاشات من بينها،” الدينامية الحقوقية التي شهدها المغرب، الثروات الطبيعية، ضمان الخيار الجهوي: التنمية المحلية في بعدها الاستراتيجي والشمولي، الخصوصية الثقافية للمجتمع الصحراوي، الإعلان التنموي، تصحيح بعض المغالطات، تقديم التظلمات، استحالة إجراء الاستفتاء، المستجدات حول قضيتنا الوطنية من خلال البعد الريادي الذي لعبته الدبلوماسية المغربية عبر الدينامية التي اتسمت بها من خلال مكاسبها العالمية الأخيرة، من اتفاقية الصيد البحري ومن خلال اعتراف ترامب، الرئيس الأمريكي، في ميزانيته العامة، باعتبار الأقاليم الجنوبية جزءا لا يتجزأ من المغرب، الشيء الذي يؤكد مدى عدالة القضية الوطنية ومدى المقترح الديمقراطي الناجع للمغرب في مسألة الحكم الذاتي كحل لهذا النزاع المفتعل من طرف أعداء الوحدة الترابية، تكريم عدد من أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية اعترافا بما قاموا به ويقومون به الآن من عمل جبار في إطار الدفع بعجلة قضيتنا الوطنية في اتجاهها الصحيح”.
هذا وخلصت إلى إصدار مقررات وتوصيات مهمة ندرجها على الشكل التالي: “فتح نقاش جدي وعملي معمق في إطار المساعي للتعريف بعدالة قضيتنا الوطنية، ضرورة إخراج النقاش من الصالونات والمؤسسات الرسمية في إطار تفعيل الدبلوماسية المحلية، تثمين الانتصارات الدبلوماسية المغربية الأخيرة، الإشادة بالمملكة المغربية في كبريات العواصم الدولية، كما يتضح من خلال اتفاقية الصيد البحري، والموقف الأمريكي الأخير، تثمين والإشادة بالمجهودات الجبارة التي قام ويقوم بها شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية في الدفاع عن القضية الوطنية، انخراط الجمعية اللامشروط في تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الفكر الوحدوي، الانخراط في الحقل الثقافي مع المساهمة في تحريك عجلة التنمية بالأقاليم الجنوبية في بعدها اللامادي، الإشادة بالمجهودات الكبرى والقفزة النوعية التي تعرفها مدينة بوجدور على غرار باقي أقاليمنا الجنوبية، الإشادة وتكريس مبدأ العلاقة التشاركية والمفهوم الجديد للسلطة الذي عبرت عنه السلطات بكل أنواعها بمدينة بوجدور، المطالبة بالدعم المعنوي والمادي لجمعية الصحراء المغربية للدفاع عن الوحدة الترابية ومناصرة الحكم الذاتي التي تسعى جاهدة وفق برنامجها، إلى المساهمة الفعالة في التعريف بمقترح الحكم الذاتي كحل ناجع لإنهاء النزاع المفتعل حول قضيتنا الوطنية”.