المديرية الاقليمية بعين السبع الحي المحمدي تحتضن الملتقى الأول لممثلي المجالس التلاميذية : أي دور للأطفال البرلمانيين في تخليق الحياة المدرسية؟

 

استمرارا في تنزيل مضامين الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التربوي للوزارة 2015-2030 وخاصة فيما يتعلق بتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة بين الجنسين في المنظومة التربوية، وبناء على توصيات الملتقى الجهوي للأطفال البرلمانيين المنظم يومي 13 و 14 أبريل بالأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة الدارالبيضاء – سطات، وتعزيزا لدور المجالس التلاميذية بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي، أعطت لطيفة لماليف المديرة الإقليمية بمديرية وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، انطلاقة الملتقى الأول لممثلي المجالس التلاميذية المنظم تحت شعار «دور الأطفال البرلمانيين والمجالس التلاميذية في تخليق الحياة المدرسية»، وذلك يوم الجمعة 26 ابريل 2019 بالمركب التربوي التعاوني عقبة بن نافع، حضر هذا الملتقى ممثلي المجالس مدراء المؤسسات التعليمية، ورئيس فيدرالية جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ، ومنسقو أندية التربية على المواطنة، ومراكز الاستماع بالمؤسسات التعليمية، ومهتمون بالشأن التلاميذي وفنانون وممثلون عن جمعيات المجتمع المدني .
وفي معرض كلمتها، أشارت الأستاذة لطيفة لماليف إلى ان اللقاء يشكل فرصة سانحة لإطراء النقاش حول مجموعة من الإشكالات التي لا يمكن معالجتها إلا من خلال التلميذ وبمشاركته ،مما سيجعل المدرسة فضاء مواتيا للارتقاء بالفرد والمجتمع، وأن ما سيفرزه الملتقى من نتائج قابلة للتقاسم ستغني برامج الأنشطة التربوية التي تعتمدها المؤسسات من خلال مجالسها، خاصة مجلس التدبير، كما أنها سترسخ قيم المواطنة وقياس مدى نجاعة الأنشطة المعتمدة من خلال اعتماد مؤشرات كفيلة بقياس ماهية نجاحها، وحثث رؤساء المؤسسات التعليمية على اعتماد مخرجات اللقاء كأرضية لبناء مدرسة ديموقراطية تتوزع فيها الأدوار بين مكوناتها بالاعتماد على المقاربة التشاركية كآلية لبناء القيم وترسيخها.
كما تناول السيد عبدالله صليح ،رئيس مصلحة الشؤون التربوية الكلمة، حيث قدم السياق العام الداعي إلى تنظيم هذا الملتقى في ظل مجهودات الوزارة لترسيخ دمقرطة الحياة المدرسية والدور المركزي للتلميذ في تجويدها.
وتقدم ممثلو المجلس التلاميذي بثانوية ابن العوام التأهيلية بعرض لتجربتهم انطلاقا من تأسيس المجلس التلاميذي للمؤسسة وانخراطه في قرارات المجالس الاخرى وتأطيره لمختلف أنديتها التربوية، كذلك تقدمت التلميذات البرلمانيات بعرض لأجندة الأطفال البرلمانيين المنبثقة عن اللقاء الجهوي.
وبعد ذلك، توزع المشاركون والمشاركات إلى أربع ورشات لمناقشة أربعة مواضيع ذات أهمية بالمدرسة المغربية وتستدعي التشاور وتقديم التوصيات، كالعنف المدرسي، حيث خلصت ورشته، إلى أن من بين الدوافع الأساسية للعنف بالمدرسة غياب التواصل بين الفاعلين التربويين وعدم اشراك التلاميذ في التدبير نتيجة غياب تمثيلية التلاميذ في مجالس المؤسسة أو وجودهم بشكل صوري، وعدم اضطلاع جمعيات الآباء وأمهات و أولياء التلاميذ بأدوارها الأساسية، إلى جانب المشاكل الاجتماعية، مما ينتج عنه توتر العلاقات بين المتدخلين في المدرسة مما يؤدي إلى الفشل و الهدر المدرسي، و اقترح أعضاء الورشة وجوب ترسيخ أدوار مراكز الإنصات، وتعزيز التواصل بين الأسر والمدرسة، وإحداث المجالس التلاميذية، واعتماد أنشطة تربوية للتحسيس والتوعية للرفع والارتقاء بالفرد والمجتمع المدرسي. كما تم التطرق إلى الأطفال في وضعية صعبة، حيث ناقش أعضاء الورشة الظاهرة انطلاقا من مجموعة من العوائق المتسببة من قبيل الهشاشة، والزواج المبكر للفتيات، والرفقة السيئة، وغياب الوعي، وعدم تنزيل المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، ونتيجة لذلك، تتناسل مشاكل اجتماعية، كتفشي تعاطي المخدرات والانحراف، والطلاق المبكر، والتسول كنتائج مباشرة للانقطاع الدراسي. ولتجاوز ذلك اقترح أعضاء الورشة وجوب الالتزام بالمواثيق الدولية، والرعاية الصحية، وتوفير الولوجيات، والإدماج المرن بالمؤسسات التعليمية، وتكوين أساسي للمكلفين بهذه الفئات، وتكتيف الأنشطة التربوية والتحسيسية لتجاوز الكليشيهات النمطية والقيام بزيارات للمركز والجمعيات العامل في المجال. ومن جانبها، تطرقت ورشة إعداد ميثاق شرف لمحاربة الغش، وقعه جميع التلميذات والتلاميذ المقبلين على امتحانات نهاية السنة الدراسية، وهو بمثابة التزام جماعي أخلاقي يهدف إلى اجتناب الغش أثناء الامتحانات، حيث ركز على الالتزام بقيم الشفافية والنزاهة، وبالقانون الجاري به العمل، والاعتماد على المجهود الفردي والجماعي أثناء التحضير للامتحانات، إلى جانب الثقة في النفس وتجنب الغياب، والاستفادة من الدعم التربوي المجاني الذي تقدمه المؤسسة..


الكاتب : عبد الكريم بن العربي

  

بتاريخ : 02/05/2019