وصفت أسبوعية «جون أفريك» المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، الذي يحظى بثقة ملكية كبيرة، بـ»الشرطي الخارق لجلالة الملك»، رجل الأمن الأول في المغرب الذي يكون دائما في الطليعة على كل الجبهات الأمنية للمملكة.
وكشفت الأسبوعية أن جورج تينيت الذي شغل منصب مدير مركزي للاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» في الفترة الممتدة ما بين 1997 و 2004 اقترح على عبد اللطيف حموشي الجنسية الأمريكية ومنصبا ساميا بمدينة بلانغلي بمدينة مايلين في فيرجينيا حيث يوجد مقرها، وأفادت، نقلا عن أحد مقربي المدير العام للأمن الوطني أن حموشي رد على جورج تينيت «ولدت مغربيا، وسأبقى مغربيا، وسأموت مغربيا».
وأوضحت أسبوعية «جون أفريك» أن عبد اللطيف حموشي، الذي اشتغل على مجموعة من الملفات الأمنية الحساسة في مجموع التراب المغربي، جدي، فائق الذكاء، صارم، وذو خبرة عالية، وأشارت إلى أنه يعرف عليه أيضا بأنه رجل كتوم، إذ لم يسبق له أن أجرى أي مقابلة صحفية، ولكنه حث دائما المسؤولين في الإدارتين على الانفتاح على الإعلام.
ويقول بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، في هذا الصدد، إنه بعد تعيين حموشي على رأس المديرية تغيرت الأمور، إذ «أصبح شعارنا: عدم إخفاء أي شيء عن الرأي العام باستثناء ما هو محرم قانونا، في حين أنه في السابق كان الشعار هو عدم الإخبار إلا بالحد الأدنى الذي ينص عليه القانون».
وقالت أسبوعية «جون أفريك» إن جمع شخص واحد مثل عبد اللطيف حموشي لمنصبين أمنيين حساسين لتدبير الشأن الأمني أمر غير مسبوق قي تاريخ المؤسسة الأمنية المغربية، ونقلت عن عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قوله: «إن وجود صانع قرار وحيد على رأس هاتين المديريتين الاستراتيجيتين يفتح جسور التعاون ويزيل كل الانشقاقات»، موضحا «إنه نموذج أثبت بدون شك جدواه وتغبطنا عليه دول أخرى».
وقد أشادت السلطات الأمنية الفرنسية والإسبانية بالمجهودات الكبيرة للمديرية العامة للأمن الوطني لما يبذله المغرب من تعاون كبير في مجال محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، أو في ما يخص إلقاء القبض على المبحوث عنهم دوليا بموجب نشرات الأنتربول.
فمنذ تعيينه من قبل جلالة الملك محمد السادس في شهر دجنبر 2005 على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وعلى رأس المديرية العامة للأمن الوطني سنة 2015 حول عبد اللطيف حموشي صورة وممارسات هذه المؤسسة الأمنية.
وعرفت المديرية العامة للأمن الوطني تحولا جذريا تحت إدارة عبد اللطيف حموشي، حيث قطع أشواطا كبيرة في مسلسل «الإصلاح الشامل والعميق للمرفق العام الشرطي»، توجت بالمصادقة على النظام الأساسي الجديد لموظفي المديرية العامة للأمن الوطني على النحو الذي يضمن تحقيق مكاسب وظيفية وتحفيزات مالية مهمة لأسرة الأمن الوطني، فضلا عن تطوير هيكلتها التنظيمية وملاءمتها مع التحديات الأمنية ومع انتظارات المواطنين، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على العرض الأمني، جودة وأداء.
ويقول محمد الدخيسي، إن المدير العام عبد اللطيف حموشي، حقق خلال أربع سنوات ما لم ينجز خلال عقود عدة من الزمن داخل المديرية العامة للأمن الوطني، فقد قام بتغيير جذري بإنصاف لا تشوبه شائبة وبحس إنساني يثير الإعجاب دون ضجة، إنها سمة من سمات هذه الشخصية الكتومة.
ومن بين إنجازات عبد اللطيف حموشي التحول الشامل بخصوص اجتياز مباريات الشرطة بداية من لحظة الإعلان عنها مرورا بتنظيمها انتهاء بمرحلة تصحيح أوراق الامتحان، ويقول داوود أيت جا مدير مصلحة بمديرية الموارد البشرية بالمديرية العامة للأمن الوطني، «لقد أعيد النظر في المسار كله بشكل يضمن تكافؤ الفرص والقطع مع سلوكات الزبونية والغش». فالاستحقاق قيمة مقدسة، والترقي في المسار المهني أساسه الكفاءة فقط.
فالمصالح المركزية المكلفة بتدبير الموارد البشرية تنكب، بتنسيق مع مديرية نظم المعلوميات والاتصال، على وضع اللمسات الأخيرة لبوابة إلكترونية خاصة باجتياز مباريات الشرطة، سوف تسمح بالتسجيل المعلوماتي لطلبات الترشيح لاجتياز المباريات، وذلك في خطوة تروم تبسيط المساطر في وجه الراغبين في اجتياز هذه المباريات، وتسمح بالتفاعل الإيجابي مع الإقبال الكبير على هذه المباريات، والتي يناهز عدد المرشحين لاجتيازها سنويا أكثر من 150 ألف مرشح.
وقد توقفت المجلة الفرنسية أسبوعية «جون أفريك» عند مسار عبد اللطيف حموشي، الذي ولد عام 1966 وتابع دراسته في الحقوق بفاس، وقام بالخدمة المدنية بديوان السكرتارية العامة لوزارة الإعلام.