بداية نذكر وزارة الصحة بالرباط ومندوبيتها بتارودانت، بأن المركز الصحي التابع لجماعة النحيت – دائرة إيغرم – إقليم تارودانت، المغلق حاليا، تم بناؤه كمستوصف من طرف السكان سنة 1959 ومرت منه أطر طبية من ممرضين وأطباء يعرفون ما لهم وما عليهم، يشرفون وزارة الصحة ومهنتهم الإنسانية. آخر هذه العينة ممرض انتقل بداية سنة 2018، وقد تزامن انتقاله بتدخل وزارة الصحة لتجديد البناية وإحداث قاعات وسكنى لأطباء وممرضين ، مع العلم أن آخر طبيب عرفه المركز الصحي للنحيت كان بداية 2017 ، حيث تم نقله تحت ذريعة سد الخصاص في هذه المدينة أو تلك.
وضع يضاعف من محن سكان دواوير الجماعة، خصوصا حين ترتفع درجة الحرارة ، حيث تكثر الأفاعي والعقارب و تتزايد الإصابة بالأمراض المختلفة، وفي هذا السياق نشير إلى أن أفعى كادت تفتك بالشاب «الصديقي» القاطن بدوار ازاغار، على بعد أربعة كيلومترات من المركز المغلق . وضع «غير صحي» شكل موضوع شكايات واتصالات مباشرة مع مندوبية الصحة بتارودانت ومع العمالة ، إضافة إلى مقالات صحفية في الجريدة ، لكن دون تسجيل أدنى تحرك جدي من قبل الجهات المسؤولة ، حيث تم الاكتفاء باستقدام ممرضة كانت تأتي يومين في الأسبوع بينما تتقاضى أجرتها عن ثلاثين يوما في الشهر، وأمام تعدد الشكايات انقطعت عن العمل قبل شهر رمضان وخلال شهر الصيام كله، ليلجأ المرضى / الفقراء إلى مستوصف جماعة سيدي احمد اوعبد الله.
وضعية كان، أيضا، موضوع شكايات على شبكة «المواقع التواصلية» المنتقدة لما وصفته ب « حرمان البادية من ضروريات الحياة من صحة و تعليم وغيرهما « ، مشيرة إلى حرمان الأطفال والعجزة من حق العلاج، علما بأن فصل الصيف يشهد توافد المهاجرين على المنطقة من داخل الوطن وخارجه.
وارتباطا بنفس الموضوع ، نشير إلى أن ممرضة جماعة سيدي احمد اوعبد الله ، ولسنوات، تستقبل المرضى بابتسامتها المعهودة الدالة على حبها لمهنتها، حيث تقيم وزوجها بسكنى المستوصف، ونفس الشيء بالنسبة لممرض مستوصف جماعة والقاضي، الذي يؤدي واجبه الإنساني على أحسن وجه، في المقابل يظل المركز الصحي للنحيت في وضع شاذ ، رغم الشكايات المباشرة وغير المباشرة الموجهة إلى الدوائر المسؤولة، كما أن أحد الجمعويين المنتمين إلى المنطقة، سبق له أن التقى في مقر العمالة بكل من المندوب الإقليمي للصحة والمندوب الجهوي للقطاع بجهة سوس ماسة، وطرح معهما موضوع تزويد المركز الصحي بطبيب وممرض ، فكان جواب المندوب الجهوي أن الطبيب مقترح لسنة 2019.
إنها صرخة أخرى من أجل وضع حد لمعاناة أبناء المنطقة ، سواء تعلق الأمر بالأطفال الرضع والمسنين والنساء الحوامل، أو الأشخاص الذين يكونون عرضة للدغات العقارب والأفاعي، علما بأن ساكنة الدواوير المعنية لاقدرة لها على توفير مصاريف التنقل أو المبيت بتارودانت أو أكادير، بحثا عن الحد الأدنى من مقومات العلاج والتطبيب ؟