أكد المغرب وإقليم الأندلس، الأربعاء الماضي بالرباط، على إرادتهما المشتركة للدفع بالتعاون الثنائي وإعطائه دينامية جديدة، لا سيما في مجالات الصناعة الغذائية والبنيات التحتية والطاقات المتجددة واللوجستيك.
وأبرز وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي بين المغرب والأندلس المنظم من طرف اتحاد أرباب العمل بالأندلس والوكالة الأندلسية للنهوض بالتجارة الخارجية، بتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، أن «إسبانيا هي أول شريك تجاري للمغرب، منذ سنة 2012، سواء من حيث الواردات أو الصادرات، وتوجد فرص ومؤهلات هائلة لتوطيد هذه الشراكة».
وأضاف الوزير أن المملكة والإقليم يشكلان «سوقا لفاعلي البلدين، لكن هذه السوق لا تكفي أحيانا لاستيعاب منتجات المقاولات الكبرى»، مشيرا إلى أن التنافسية أضحت شاملة وعالمية، ما يقتضي العمل على توسيع التعاون بين المغرب وإسبانيا من أجل بلوغ مستويات أكبر.
وسجل الوزير، في هذا الصدد، أن إسبانيا طورت نسيجا اقتصاديا قويا للغاية بمؤهلات استثنائية، وأن المغرب نسج، من جانبه، علاقات تجارية وصناعية بدأت تأخذ حجما مثيرا للاهتمام، لا سيما في قطاعات صناعة الطيران والسيارات، ومن ثم يمكن للبلدين أن يصبحا أكثر تنافسية وينفذا إلى أسواق أخرى على الصعيد الدولي.
من جانبه، ذكر رئيس حكومة إقليم الأندلس، خوان مانويل مورينو بونيلا، أن المملكة تعد «شريكا استراتيجيا وحليفا مفضلا للأندلس»، معبرا عن سعادته بهذه الزيارة «التي يتوخى منها فتح صفحة جديدة في سجل العلاقات الجيدة التي تربط الطرفين».
وقال إن «المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، نجح في التموقع كبلد استراتيجي ومحوري في القارة الإفريقية»، وأن هذا التموقع يمنح فرصا كبيرة للاستثمار في إفريقيا بالنسبة للمقاولات الإسبانية المتواجدة بالمغرب.
من جهة أخرى، أوضح مورينو بونيلا أن هذا اللقاء بين المغرب والأندلس سجل مستوى قياسيا من حيث حجم المشاركة، إذ حضرته حوالي 60 مقاولة أندلسية مرموقة، وأزيد من 200 مقاولة مغربية وإسبانية ومئات المهنيين الذين يتوفرون على خبرة كبيرة على صعيد السوقين.
من جانبه، أبرز سفير إسبانيا بالمغرب، ريكاردو دياز-هوتشلايتنر رودريغيز، أن المملكة «شريك اقتصادي وتجاري كبير بالنسبة لإسبانيا»، مشيدا بالعلاقات الجيدة التي تربط البلدين.
وبعد أن أبرز بالأرقام جودة العلاقات بين البلدين، ذكر الدبلوماسي الإسباني بأن المملكة تحتل المرتبة الثانية في قائمة شركاء إسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة، وأن أزيد من 41 في المائة من الصادرات المغرب صوب الاتحاد الأوروبي تتجه إلى إسبانيا، فيما تمثل الصادرات الإسبانية أزيد من 35 في المائة من مجموع الصادرات نحو المغرب. وفيما يتعلق بالأندلس، أكد السفير أنها ليست فقط الإقليم الأكثر كثافة سكانية، بل هي أيضا الأكثر أهمية على الصعيد الاقتصادي وتشكل بوابة للمغرب نحو الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن إقليم الأندلس يعد رائدا في قطاع الطاقات المتجددة وصناعة الطيران، وكذا في البحث والتنمية في قطاع الصناعات الغذائية.
من جهته، أشاد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، صلاح الدين مزوار، بجودة العلاقات القوية والمتجذرة التي تمتد عبر الزمان بنفس الزخم بين المغرب وإسبانيا، خاصة مع الأندلس.
وتابع أن «العلاقات بين المغرب وإسبانيا جيدة على المستوى السياسي»، وأعرب عن طموحه في الارتقاء أكثر بالعلاقات الاقتصادية من خلال إحداث آليات وأدوات كفيلة بتشجيع الاستثمار المشترك وإحداث ومواكبة مشاريع ملموسة.
وأكد مزوار، من ناحية أخرى، أن المملكة، بصفتها المستثمر الأول في غرب إفريقيا والمستثمر الإفريقي الثاني بالقارة، تملك عمقا إفريقيا حقيقيا، مسجلا أن المقاولات المغربية تتوفر على تجربة غنية في القارة وحققت نجاحا في مجموعة من المشاريع الاستثمارية.
وقال بهذا الخصوص «نرغب في وضع الخبرة المكتسبة من وراء الدراية بمناخ الأعمال رهن إشارة المقاولات الأندلسية للانطلاق سويا صوب القارة الإفريقية، بهدف إنجاز مشاريع ملموسة لصالح هذه القارة». وأضاف أن «المقاولات الأندلسية تتوفر على خبرة أكيدة وثقافة متوسطية تمكنها من التأقلم مع سياق ومناخ الأعمال في إفريقيا، نظرا لأوجه التشابه والتكامل بين هاتين المنطقتين». وفي سياق متصل، أجرى الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، خلال زيارته للمغرب، مباحثات مع رئيس حكومة إقليم الأندلس، خوان مانويل مورينو بونيلا، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب في إطار تعزيز علاقات التعاون والشراكة.
وشكل هذا اللقاء مناسبة للتنويه بجودة العلاقات التي تربط بين الجانبين وبحسن الجوار، وكذا للوقوف على القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان خوان مانويل مورينو قد أكد في تصريح للصحافة عقب المباحثات التي أجراها مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا وأساسيا، حاضرا ومستقبلا» بالنسبة لإقليم الأندلس، مبرزا أن هذا الإقليم يعد الجهة المصدرة الأولى نحو المغرب، ما يجعل من علاقة الطرفين علاقة متينة من منظور اقتصادي.
وأضاف مورينو في تصريح للصحافة عقب لقائه برئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بمناسبة زيارته الأولى للمملكة بصفته رئيسا لحكومة الأندلس، أن هذا الإقليم يعد الجهة المصدرة الأولى نحو المغرب، ما يجعل من علاقة الطرفين علاقة متينة من منظور اقتصادي.
وأعرب المسؤول الاسباني عن رغبة حكومته في تعزيز وتوسيع مجالات التعاون بين إقليم الأندلس والمغرب، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، مشددا على ضرورة التعريف بمؤهلات الطرفين لدى كل من المقاولين المغاربة والإسبان من أجل إنجاز استثمارات متبادلة.
المغرب والأندلس: إرادة مشتركة للدفع بالعلاقات الاقتصادية
بتاريخ : 24/06/2019