لا يختلف اثنان في كون مباراة المنتخبين المغرب وكوت ديفوار ستكون حاسمة للمنتخبين معا في إحراز بطاقة العبور إلى الدور الموالي في بطولة أمم إفريقيا، التي تحتضنها مصر في الفترة الحالية.
ومنذ يوم الاثنين الأخير، أخدت المباراة، التي تجري مساء غد الجمعة، حيزا هاما من اهتمام الجمهور الافريقي الحاضر بكثافة لمتابعة المباريات، وكذا من طرف الإعلام بكل تلاوينه. والواضح، أن المنتخبين يدركان معا أهمية وحساسية المواجهة بينهما ويعلمان أنه ممنوع الخطأ في المباراة وممنوع الخروج عن التركيز التام طيلة عمر اللقاء. هذا التركيز العالي بدا واضحا في الحصة التدريبية التي خاضها الفريق الوطني زوال أول أمس الثلاثاء، حيث انطلقت الحصة بانضباط وتركيز لم يمنعا اللاعبين من إظهار كثير من الحماس أمام أنظار المدرب هيرفي رونار، الذي من المتوقع جدا أن يجري تغييرا على مستوى تشكيلة المنتخب خصوصا بعد تعافي يونس بلهندة ونصير المزراوي وعودتهما للتدريب وسط المجموعة.
بدوره، خاض منتخب كوت ديفوار، حسب متابعة بعض الزملاء من مصر التقتهم الجريدة، في أجواء شبيهة بالأجواء التي تمر منها تداريب المنتخب المغربي على مستوى التركيز والحماس.
ومعلوم أن منتخب منتخب كوت ديفوار بحسب تقارير صحفية، لم يأت إلى القاهرة للمشاركة الرمزية فقط، بل بهدف تحقيق اللقب الثالث في تاريخه بعد عامي 1992 و2015.
وخلال مباراة منتخب الأفيال الأولى أمام منتخب جنوب افريقيا التي جرت يوم الاثنين، والتي حقق فيها فوزا مقنعا أداء وأسلوبا، أرسل زملاء النجم “سيري دي “ إشارات واضحة تؤكد سعيهم للمنافسة بقوة على الظفر بلقب هذه النسخة.
يلتقي إذن المنتخبان معا في طموحهما وسعيهما إحراز لقب هذه السنة، حيث نعلم أن المنتخب الوطني المغربي أعلنها سابقا، وعلى لسان فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الهدف الذي هيأت من أجل بلوغه كل الظروف وكل الشروط هو الفوز بكأس افريقيا والعودة بها إلى المغرب.
في هذا الصدد، وفي حوار سابق أجرته جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ونشر بتاريخ 11 أبريل من السنة الجارية 2019، قال فوزي لقجع: “ طموحنا واحد وهدفنا واحد، ألا وهو الظفر باللقب الافريقي، ويحق لنا أن نحمل جميعا هذا الطموح، في ظل هذه الدينامية التي أضحت الكرة الوطنية تعرفها، وهذا التألق الذي يرافق الأندية المغربية في المنافسات الافريقية. نحن في موقع مريح يفرض علينا البحث عن التتويج وانتزاع اللقب، الذي غاب عن منتخبنا 43 سنة..المهم حاليا هو التركيز على إمكانياتنا الذاتية بالأساس، سنلعب بهدف واحد ولا غير وهو العودة إلى منصة التتويج، وأعتقد أنه عندما نمتلك هذا الطموح وهذا الهدف يكون الاقتناع والإيمان بالقدرة على مواجهة، وعلى تحدي كل المنتخبات الافريقية.. رئيس الجامعة،وفي نفس الحوار، كان قد عبر عن ثقته في تشكيلة المنتخب الوطني، التي يعتمدها الناخب هيرفي رونار، وقال بهذا الخصوص: المنتخب الوطني كمحيط وكمنظومة هي جيدة جدا واحترافية بامتياز..”.
الأكيد أن المنتخب الإيفواري لم يعد نفسه ذاك المنتخب القوي، وأصبح خلال السنوات القليلة الماضية يعاني من عدم الاستقرار على مستوى تقني ومن عدم الثبات، فبعد الصعود لكأس العالم في ثلاث مناسبات على التوالي أعوام 2006 و2010 و2014، فشل منتخب الأفيال في التأهل للمونديال الأخير في روسيا، وضيع تذكرة التأهل بالخسارة أمام المغرب بهدفين نظيفين، بعد أن كان بحاجة ماسة للفوز للعبور للمونديال.
غدا الجمعة يلتقي إذن المنتخبان، وأكيد في جعبة هيرفي رونار أسرارا سيكشف عنها أمام منتخب قاده في 2015 للفوز باللقب الافريقي، وممكن جدا أن يكون سببا في وقف طموحه نفسه في النسخة الحالية.
المنتخب الوطني يرفع إيقاع الاستعداد لمواجهة كوت ديفوار
الكاتب : مبعوث الجريدة إلى القاهرة: عزيز بلبودالي
بتاريخ : 27/06/2019