تَتيهُ فيك
تُشبهُ الماء في فراره
تكنس أثر خطو الظلال خلفك
لا تدري
لأي شيء يَصْلحُ هذا الصباح
عندما يستيقظ فجأةً في سريرك
تجد جسدك يسأل عنك
تجد ثيابك متعبة بك
أحذيتك تختفي وراء كرسي منسي في البهو
كي لا تمشي بها إليك
وباب غرفتك لا يستطيع أن يصد عنك
تهافت الأشعة
صراخ الأرصفة
لا تدري
لأي شيء تغلق الشمس عيونها كل عشية؟
أين تنام وحيدة
كامرأة مطلقة؟
فأنت لا تملك غير أحزمة من الخيبات
وبعض الذكريات الجميلة
تحرص عليها في صرة وضعتها
بين نبضة ونبضة
كي لا تقضمها النكبات
حينها
هناك شيء ما يأتي إليك كالريح
لا يطلب منك إذنا
يخبرك بمنْ تكون
ماذا فعلت وما كنت تنوي فعله
يريك طريقا لا تشبه ما مشيت عليه من الطرقات
وضياء لا يشبه ما كان يرقص بريقا في عينيك
ثم يضحك ربما معك
وربما عليك
ثم يضحك
ترى أنيابه لامعة كسيف في الوغى
تزيدك الدهشة تيها أكثر
فتُحضِرُ ما تتذكره من التعاويذ
لعل النجوم
لا تتساقط عليك حجرا من سجيل،
شُهبا كالنبال
لعل الأرض تحت قدميك
لا تصير رمالا متحركة فتبلعك
تُخفي وجهك كنعامة ثملة بخوفها
تحصي أصابع قدميك بأنامل يديك المرتعشة
كغصن زيزفون في كف الريح
تعيد الْعَدَّ
كي تنسى ما يحدُث لك
وأنت تائه عنك
فلا تنسى
تتمنى كأنك تجهل
وأنت العارف أن التمني في أرذل العمر
وهْمٌ وربما خطيئة
لكن تُكَذِّبُ حكمةَ السنين في فِراسة كفك
فترسم على محياك بسمة
تغمض عينيك كزهرة
فتنام في واضحة النهار
كطفل رضيع في حضن أمه
قد تنسى ما نسيت
ربما في حينها ينجلي تيهك
تجدكَ في السؤال عنك
عتبة تنتظر المحال..