يوم الصحافة العالمي واستراتيجية الإعلام الفلسطيني

بقلم : سري القدوة

إننا نشهد تطور واقع الإعلام العالمي وما يشهده العالم من تطور بات في غاية الأهمية مع دخول الحريات كل جوانب الحياة وسهولة استخدام وبث المعلومات من قبل أي مواطن عبر وسائط الإعلام الرقمي المختلفة وفي ظل هذا التطور الهام أصبح لابد من إيجاد القوانين المنظمة للعمل الاعلامي الرقمي مع ضرورة الحفاظ على حقوق الصحفي في ظل القانون الذي يكفل حمايته وتوفير فرص العمل له في بيئة مناسبة هدفها الأساسي الحفاظ علي المجتمع وحمايته والحفاظ علي خصوصية الإعلام الفلسطيني كإعلام هادف لدعم الحقوق الفلسطينية ومساندة المجتمع والمؤسسات الفلسطينية للقيام بعملها ودعم الأهداف الوطنية الفلسطينية المتكاملة لنيل الحرية والاستقلال.
إن التطور الهائل في ثورة المعلومات والتكنولوجيا الاتصالية وما يشهده العالم من تطور لوسائل الاتصال يدفعنا إلى التوقف أمام محطة هامة من محطات الإعلام والتي بدأت ترسم معالمها وتتضح من خلال الإعلام الجديد، وهذا الأمر يعد فى غاية الأهمية مع ضرورة النهوض به فلسطينيا والعمل على إيجاد تشريعات إعلامية لتنظيم شاشة الحاسوب التي جعلت الكل يتلمس العالم بلمسة واحدة دون عناء أو مجهود.
إن الصحافة الإلكترونية تشكل انطلاقة واثقة نحو المستقبل الواعد من أجل تحديد ملامح وإستراتيجية إعلامية فلسطينية تعكس سرعة نقل المعلومات وتداولها بكل حرية، وإن ذلك سوف يساهم في حرية التعبير وديمقراطية الإعلام، وحتى يتمكن المواطن من كسر الحواجز الجغرافية والسياسية وتنمية قدراته، وتلقيه لأي نوع من المعلومات وفي أي وقت يشاء، وإن هذا الأمر مهم جدا للتعبير فى تحديد ملامح المستقبل الواثق، وحتى يدخل الإنسان الفلسطيني ثورة التكنولوجيا مشاركاً وليس متلقياً، ومن أجل ممارسة ديمقراطية واعدة حقيقية.
إن المستقبل هو للإعلام الفلسطيني المتخصص. ولعل المطلوب فلسطينيا أن يتم توحيد الجهود من أجل العمل على إطلاق مشاريع إعلامية فلسطينية وخاصة في مجال الاعلام المسموع والمرئي، وأيضا المطبوعات ودخول مجال شبكة الانترنت العالمية لتفعيل الإعلام المتخصص وخصخصة المواضيع في إطار التوصيف والنقد إلى إطار العمل والفعل، الذي يخدم القضايا الفلسطينية جميعها والعمل والاستفادة من ثورة المعلومات، بدلا من الانتظار لنكون متلقين وعدم المشاركة الفاعلة في النهوض بالإعلام الجديد.
إن تقييد حرية الصحافة لا يكون مشروعاً إلا في إطار القانون ويحدد لغرض ولهدف مشروع، وأن يكون موجهاً لتحقيق هذا الهدف من خلال التعبير عن رغبة الجماهير وحريتها وتجربتها الوطنية، وليس في نطاق السلطة بل الحرص على التوجه الوطني العام وصياغة الكينونة الفلسطينية، والحفاظ علي أخلاقيات المهنة وصولا إلى قانون يعبر عن أماني وتطلعات الجماهير الفلسطينية، ولابد لقانون الاعلام الفلسطيني أن يرسم ملامح المستقبل، ويترجم طبيعة التطور لثورة الاعلام الرقمي، وأن يعبر عن هذا التطور، وإيجاد التشريعات المهمة التي تحفظ الحقوق للجميع سواء للمرسل أو المتلقي في إطار تبادل ونقل المعلومات وتداولها عبر الإعلام الرقمي.
إن مهمة الإعلام الفلسطيني، ترتكز على صياغة خطاب إعلامي حر ووطني، يرتكز إلى الميثاق العالمي لحقوق الانسان وقواعد القانون الدولي وقواعد حرية النشر والفكر، وإلى الحقوق الفلسطينية التاريخية، إضافة إلى دوره القائم على الرقابة وحماية المواطن الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه. فلا يمكن أن تكون مهمة الصحافة هي نقل الأخبار وتداولها فقط، بل المهمة الأساسية تتركز في فضح انتهاكات الاحتلال وكشف سياساته العنصرية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 06/05/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *