الملك والشعب في الواجهة

نوه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عاليا،بالمبادرات الملكية السامية، والكبيرة في تدبير مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخ المغرب الحديث، ومن تاريخ البشرية نفسها.
وسجل بلاغ المكتب السياسي، الصادر يوم أمس، باعتزاز كبير »قيادة و إشراف جلالة الملك شخصيا على كل المبادرات الاستباقية والوقائية والحمائية التي اتخذتها بلادنا لدرء انزلاق الحالة الوبائية نحو أوضاع يصعب مجاراتها، وهو ما أثبت نجاعة التدابير الممركز لمثل هذه الأزمات التي لا تحتمل تشتت وتعدد مراكز القرار»..
وليس من محض الصدفة أن يكون بلاغ المكتب السياسي قد ربط بين الإشراف المباشر لملك البلاد ونجاعة التدبير الممركز لمثل الأزمات الكبرى التي لا تحتمل تعدد مركز القرار أو تعدد «الاجتهادات»، غير المنتجة ولا بنية فاعلة لها.
إن ملك البلاد، باعتباره الممثل الأسمى للأمة، ورئيس الدولة وأمير المؤمنين والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، تتجسد فيه ، وعبر سلطته الدستورية الروحية، متطلبات قيادة المرحلة، كما تدل على ذلك طبيعة القرارات التي تم اتخاذها، وكذا درجة التفعيل العلمي لها..
فملك البلاد، بادر، كما نوه بذلك بلاغ المكتب السياسي إلى «الإحداث الفوري لصندوق بعشرة مليار درهم لدعم وتوفير البنيات والتجهيزات والمستلزمات الطبية، ولدعم القطاعات الاقتصادية والخدماتية المتضررة من الآثار السلبية لجائحة فيروس كورونا».
كما أنه يسعى إلى انتصار أمته وشعبه ومؤسسات بلاده ومكونات الأمة جمعاء على هذا الوباء، عبر:
– طلب الفتوى، كأمير للمؤمنين، من الهيئات المختصة فيما يتعلق بإغلاق المساجد، من باب حفظ الأرواح، ودرء المفاسد وعدم دفع المؤمنين إلى التهلكة، ورعاية مصالح الأمة في سلامة أبنائها. وهو في ذلك تعامل بشرعية دينية لاغبار عليها، لقيت ترحيب مكونات الأمة الملتزمة بالاختيار الديني المتسامح لبلادنا عبر تاريخها المجيد.
– كما عقد جلالته اجتماعا باعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تم خلاله إعطاء تعليماته السامية للمفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قصد وضع المراكز الطبية المجهزة، بمختلف جهات المملكة، رهن إشارة المنظومة الصحية بكل مكوناتها، إذا اقتضى الحال وعند الحاجة.
وبذلك فالشرعيات التي يملكها جلالته، تحرك من أجل حماية الأمة وصون وحدتها وتماسكها وسير مؤسساتها، وحماية أراضيها، وترابها، المادي الجغرافي والرمزي الروحي، الذي تتفاعل فيه مقومات العيش الكريم والامتداد التاريخي وحقوق الإنسان في الحياة والوجود..
وليس صدفة، باعتبار التاريخ الطويل للعلاقة المتينة بين القمة والقاعدة في كل المراحل الصعبة من حياة الأمة، أن يربط بلاغ المكتب السياسي بين التنويه بمبادرة ملك البلاد، والتنويه بالشعب المغربي، والذي سجل البلاغ بخصوصه» الاعتزاز الكبير بما أبان عنه، مرة أخرى، من وعي حاد عكسه التجاوب الكبير مع كل النداءات و الإجراءات والقرارات التي بادرت إليها بلادنا لمواجهة الجائحة والحد من تفشيها»..
وهي مناسبة صالحة وسانحة معا، لتفنيد «ادعاءات فقدان الثقة في كل ما يصدر عن مؤسسات البلاد»، إذ تأكد، مرة أخرى» أنه كلما كانت المؤسسات في خدمة الوطن والمواطن، إلا وتجاوب المواطن إيجابا وتلقائيا مع ما يصدر عن هذه المؤسسات».
لقد توعد الشعب المغربي، بقيادة مؤسسته الملكية المكافحة والمبادرة والقائدة، أن ينجح في كل الامتحانات الصعبة، مهما كانت طبيعتها، ولا شك أن المغرب سيخرج منتصرا من هذا التحديد الراهن، الذي استجمع له كل قواه، الروحية والمادية والمالية والسياسية والمؤسساتية لربحه، برأس مرفوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *