إسبانيا: كورونا يكشف زيف ادعاءات حزب «فوكس» المعادي للمغاربة

كشف انتشار فيروس كورونا عن زيف ادعاءات حزب «فوكس» العنصري المعادي للأجانب وعلى رأسهم المغاربة، والذي بنى رصيده الانتخابي اعتمادا على شعارات عنصرية من قبيل أن العمال الأجانب يستولون على وظائف المواطنين الإسبان.
وفي هذا الاطار دق المزارعون الإسبان ناقوس الخطر، محذرين من انهيار الموسم الفلاحي بسبب النقص الحاد في اليد العاملة التي كانت تقوم بجني المحاصيل، وهو العمل الذي كان يتكلف به على الخصوص العمال الأجانب وعلى رأسهم المغاربة.
وتعليقا على خطاب فوكس العنصري الذي تأكد زيفه في هذه الظروف نشرت مجلة «خويفس» ، الخميس، تدوينة ساخرة  على «تويتر» جاء فيها أن الحقول الإسبانية تنتظر ناخبي حزب فوكس للعمل بها، وهو ما لم يكونوا قادرين على القيام به من قبل بسبب المهاجرين الذين كانوا يستولون على وظائفهم».
تدوينة مجلة «خويفس» حملت نقدا شديدا للخطاب العنصري لحزب «فوكس» الذي يدغدغ عواطف الناخبين الإسبان، وكأنها تقول للذين صوتوا لهذا الحزب، ها هي الوظائف التي أخذها منكم العمال الأجانب أصبحت شاغرة فتعالوا لتسلمها.
والحقيقة فإن العمل الذي يقوم به الأجانب، وعلى رأسهم المغاربة في الحقول الإسبانية وغيرها، لا يشكل منافسة للعمال الإسبان، كما أن الإحصائيات الرسمية الإسبانية تؤكد أن البلاد بحاجة إلى عشرات الآلاف من المهاجرين للحفاظ على وتيرة النمو الاقتصادي وخلق المزيد من فرص الشغل وبالتالي إنقاذ نظام التقاعد المهدد بالانهيار.
وتعاني إسبانيا، منذ سنوات، من ارتفاع عدد المتقاعدين نسبة الى الساكنة النشيطة، بالإضافة إلى انخفاض في عدد الولادات وضعف عدد الملتحقين الجدد بسوق الشغل، وأكدت معطيات رسمية بهذا الخصوص أن فسح المجال للمهاجرين لن يهدد بفقدان الإسبان لوظائفهم، بل بالعكس، سيساهم في ضمان فرص شغل للجميع.
ومعلوم أنه مع انتشار وباء كورونا وقرار المغرب إغلاق حدوده مع إسبانيا، لم يتمكن حوالي 10 آلاف من العمال المغاربة الموسميين من الانتقال إلى الجار الشمالي لجني المحاصيل، وهو ما جعل العديد من جمعيات المزارعين تدق ناقوس الخطر مطالبة باتخاذ التدابير اللازمة محذرة من مغبة فساد الفواكه والخضر مما قد يتسبب في أزمة اقتصادية وغذائية، أزمة لن تجد بالتأكيد حلا لها عند حزب «فوكس» اليميني المتطرف.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 24/04/2020