الدكتور الحسن التازي، اختصاصي جراحة التجمل والسمنة الجراحة التجميلية والتقويمية ورقة تنموية لتطوير السياحة الصحية في المغرب 2/1

o من هو الدكتور الحسن التازي؟
n هو نفس السؤال الذي طرحه عليّ صحافي بـ «سان دييغو»، على هامش آخر مؤتمر دولي شاركت فيه هناك، وأعيد بالمناسبة نفس الجواب الذي قلته له، وهو أنني مسلم، مغربي، إفريقي، وطني حتى النخاع، جراح للتجميل والتقويم، اختصاصي في السمنة، لي العديد من الأبحاث وحاصل على براءة الاختراع في مجال جراحة التجميل، وانتمائي الذي أشرت إليه أعتز وبشدّة، وهو من يمنحني قيمتي.
أنا إبن المدرسة العمومية، ولدت بوجدة في 20 يوليوز 1957، التي قضيت فيها فترة من طفولتي إلى غاية سن 12 سنة، حيث انتقلت رفقة أسرتي إلى الدارالبيضاء، متزوج ولي أربعة أبناء.

o كيف جاء اختياركم لتخصص جراحة التجميل؟
n الحقيقة تكمن في أن هذا التخصص هو الذي اختارني، فأنا في البداية وبعد السنوات التي قضيتها بكلية الطب والصيدلة والمسار الدراسي الذي كان متميزا، قررت التوجه إلى فرنسا وتحديدا إلى «مونبوليي»، وكنت أفكر في الطب الباطني، لكن في يوم من الأيام وجّه لي البروفسور «ألير»، وهو للإشارة من أكبر الجراحين المختصين في جراحة الأيادي، والمسؤول عن قسم جراحة التجميل والتقويم، دعوة لولوج المركب الجراحي، وأثناء قيامه بأحد التدخلات كان يطرح عددا من الأسئلة التي تفاعلت معها إيجابيا، فاستقطبت اهتمامه، وبعدها اقترح علي أن أدرس هذا التخصص، وسلّمني رسالة لتقديمها لإدارة الكلية، ومن هنا ولجت هذا العالم، وشاءت الأقدار أن أكون متفوقا في هذا الصدد سنة تلو الأخرى، إلى أن أنهيت دراستي بامتياز، وحصلت على المرتبة الأولى في هذا التخصص، وبمناسبة الحديث عن الجراحة التجميلية والتقويمية فإنني أود الإشارة إلى أنها تعرف نموا مهما على المستوى الداخلي، واستيعابا أكبر لأهميتها وأدوارها في الحياة اليومية، لكن ما يعاب أن المغرب لم يقطع بعد أشواطا كافية كي يجعل منها ورقة تنموية على المستوى الخارجي، على اعتبار أن السياحة الصحية، أضحت لها قيمتها المادية والمعنوية، وتشكل دافعا اقتصاديا، خاصة بالنسبة للشقّ المرتبط بالجراحة التجميلية، سيّما أن الكفاءات المغربية في هذا المجال والتقنيات الحديثة هي متوفرة.

o ما الذي تشكّله لكم الشهرة التي حققتموها، ليس محليا فحسب بل عالميا؟
n هي مدعاة للافتخار تارة، ويمكن اعتبارها مشكلا تارة أخرى، لكني أفضل الحديث عن الشقّ الأول، وهو الإحساس بالفخر عندما يتم التعامل معك أو الحديث عنك في محافل دولية باعتبارك خبيرا له مكانته الريادية والمهمة، فتحس بثقل تمثيل وطنك، وحين ترى حجم التفاعل والمتابعة لصفحاتك مواقع التواصل الاجتماعي، التي يبلغ عدد متتبعيها أربعة ملايين «فيسبوكي»، من مختلف دول العالم، وهنا أؤكد أنني أعتز بطبيعة العلاقة التي نسجتها مع الجميع وهو مايجعلني أتفاعل مع كل التعليقات والإجابة عن جلّ التساؤلات، من خلال تجربتي التي راكمتها على امتداد أكثر من 30 سنة، واخترت في هذا الصدد أن أقوم بالتبليغ، بكيفية مبسّطة، قد يكون سندي في ذلك أن الأمر يتعلّق بموهبة، أو علم، أو ملكة ربانية وعطاء من الله سبحانه وتعالى، وهو أمر ليس بالهيّن، واغتنم الفرصة لأتوجه بالشكر للجميع، وأشدّد بالمناسبة على أن الشهرة لايمكن إلا أن تكون في البساطة، بعيدا عن كل أشكال التعقيد وإيصال الملاحظات والمعلومات على حقيقتها، ولايمكن للإنسان إلا أن يحس بالفخر والاعتزاز وهو يُصنّف ضمن الأطباء العشر الأوائل في العالم على مستوى التبليغ والكفاءة المهنية في مجال التخصص.

o ما هو الحدث الذي طبع مساركم؟
n هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي طبعت مسار حياتي ولاتزال آثارها راسخة في وجداني، ومن بينها الصحبة التي كانت لي مع الشيخ سدي حمزة القادري البودشيشي رحمه الله، الذي تشبعت منه بالعديد من القيم، ومن خلاله عشت العديد من التغييرات على مستوى النمط والاتجاه في أمور كثيرة، وأعتز بمقولة تترجم طبيعة هذه العلاقة المتميزة بالنسبة لي، وهي «من عرف العارف بالله فإنه عارف»، وأنا لا أدعي أنني عارف، لكنني عرفته من قريب وعرفني من قريب، وهذا له قيمة روحية في مستوى عالي جدا، ونفس الأمر ينطبق على علاقتي بإبنه سيدي جمال، التي تمتد لعشرات من السنين والذي لم أفارقه لأكثر من سنتين، وهو من الناس الذين لايمكن أن نفترق معه لا في هذا العالم ولا في الآخرة كما يقال.
حدث آخر هو غال جد بالنسبة لي، ويعني لي الشيء الكثير، والمتمثل في لقائي بجلالة الملك محمد السادس، في بداية التسعينات، وهو آنذاك ولي للعهد، وتحديدا بمراكش، حيث تشرفت بالحديث معه مباشرة، ووقفت على إلمامه الشديد ومعرفة الدقيقة ببعض الأدوية والمواضيع الطبية، مما جلعني أنبهر لثقافته الموسوعية الغنية، حتى أنني اعتقدت للحظة أنني أتحدث مع طبيب مختص، وهي لحظة ظلت راسخة في ذهني وأعتز بها غاية الاعتزاز.
إلى جانب ماسبق هناك حدث سعيد وغال، يكمن في اقتراني بزوجتي، التي لها مكانة كبيرة وعظيمة في حياتي، والتي ساهمت بشكل كبير في تعبيد طريق النجاح أمامي، وهي تتكفل بتربية أبنائنا تربية حسنة صالحة، وتبذل الكثير من الجهد من أجل تحقيق ذلك، ولاتبخل علي بالرأي والمشورة والاقتراحات في مجال عملي، لذا فأنا ممتن لها وبشكل كبير.


الكاتب : حاوره وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/06/2017