باتريسيو غونزاليث لـ:الاتحاد الاشتراكي : نحن في طور إنجاز مشروع للصور الفوتوغرافية و نصوص مكتوبة حول الصحراء المغربية و صحراء أتاكاما في الشيلي

قال باتريسيو غونزاليث مدير مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو شمال الشيلي ، في لقاء مع جريدة الاتحاد الاشتراكي ، خلال مشاركته بالدورة الأخيرة بمعرض النشر والكتاب بالدار البيضاء، أن المسجد التابع لمركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو شمال الشيلي، ولد كفكرة محددة تقوم- أساسا- على هدف تحويل مدينة كوكيمبو إلى مدينة للديانات السماوية الثلاث: الكاثوليكية، اليهودية و الإسلامية، بطريقة يتضمن فيها مشروع بناء معبد خاص بكل ديانة من هذه الديانات لتأخذ شكل مدينة لرموز التسامح.
في هذا السياق، توصلت المملكة المغربية و جمهورية الشيلي، من خلال بلدية مدينة كوكيمبو، إلى اتفاق قضى بأن تقوم المملكة المغربية ببناء مسجد فيها، يحمل اسم ملك المغرب محمد السادس، حيث إن أحد عمداء البلدية السابقين الذي كان صاحب الفكرة ، هو من اقترح كذلك أن يكون شكله على غرار مسجد الكتبية الشهير.
و بالفعل، قام المغرب بإرسال المهندس فيصل شرادو رفقة تسعة صناع تقليديين من مدينة فاس، وعمل على إعداد تصميم هندسي، وعلى أساسه تم بناء مسجد محمد السادس فوق هضبة فييا دومينانتي» على مساحة 620 مترا مربعا و أسفله بني المركز بمكتبته الكبيرة و بكافة مرافقه.
و يستقطب المسجد كمعلمة ثقافية و دينية، العديد من الزوار الشيليين بشكل خاص و اللاتينيين من مختلف بلدان أمريكا الوسطى و الجنوبية بشكل عام.
ويعتبر باتريسيو غونزليث من المختصين في أعمال المكتبات و في النشر و في تصميم الكتب و المجلات، وهو خريج جامعة الشيلي، و ناشر سابق لمجلة «إل إسبيريتو ديل فايي» المختصة بالإبداع و النقد التي كان يديرها الشاعر غونزالو ميان بالإضافة إلى ما كان يقوم به من نشاط في المكتبات الجامعية لنشر عدة أعمال ،وكان يقدم خدمات في مجالات النشر بعدة جامعات ، إضافة إلى كموقعه كمدير دار نشر «ألتاسور» ، ويشغل اليوم منسقا للأنشطة الثقافية لمركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو الشيلي، ومكلفا بإصدار الكتب الخاصة بمركز محمد السادس لحوار الحضارات.

p ما هو الدور الذي يلعبه المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات في إطار تدبير مسألة حوار الحضارات؟
n المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات هو مركز يعتمد- أساسا -على سفارة المملكة المغربية في الشيلي، و بالتالي فهو يقوم بتفعيل مختلف الأنشطة الثقافية المتعلقة بعدة تخصصات و موضوعات بهدف إقامة روابط متينة لحوار الحضارات، و وجد المركز من أجل تقريب الشيليين بشكل خاص و اللاتينيين بشكل عام إلى العالم الآخر الذي يجد فيه الأشخاص المهتمون بكل ما يرتبط بالثقافة العربية و الإسلامية. و أشير إلى أن المركز منفتح بشكل مطلق، و هو موجود بمدينة كوكيمبو شمال الشيلي، و من ضمن أهدافه، بالإضافة إلى تفعيل حوار الحضارات، العمل على إدماج الشعب الشيلي أو المواطن الشيلي الذي له اهتمام بالثقافة المغربية بشكل خاص، فضلا عن نشره و تعريفه بالجانب المرتبط بتعبيرات ثقافية و بالفنون المغربية و نقلها إلى الشيلي، و هذا يعني، انه خلال سنوات طويلة و انطلاقا من سنة 2007 و المركز ينظم العديد من الأنشطة الثقافية الخاصة بمجالات الموسيقى و الفنون التشكيلية و الأدب بمختلف أجناسه.

p كنشاط ثقافي لمركز محمد السادس لحوار الحضارات، ماهي مرجعيتكم في الإصدار لكتب تتوخى ترسيخ حوار الحضارات، و هل ثمة مؤسسات أخرى تعمل على التنسيق مع المركز من أجل إصدار الكتب الخاصة بالثقافة المغربية و المكتوبة نصوصها باللغة الإسبانية و بالتالي ما هي نوعية هذه الكتب؟
n الكتاب هو من أهم روابط التواصل، باعتباره تخصصا ما أو تعبيرا ثقافيا محددا بلغات متعددة، إذن، هو أفضل شيء بإمكانه أن ينتقل من مكان إلى مكان آخر في العالم و عرضه كمنتوج خاص بمجالات عديدة مثل النقد الأدبي، الشعر، السرديات، الموسيقى. وقام المركز في هذا الإطار بإصدار كم هائل من الكتب و ضمنها كتب التاريخ الذي يرتبط بالدراسات الأكاديمية، و كذلك التاريخ على مستوى الكشف عن مختلف الرحلات من خلال العديد مما تركه الرحل و المؤرخون. ففي العام الماضي عرضنا في المعرض الدولي للنشر و الكتاب بالمغرب كتابا أنجزه كاتب كولومبي سبق له أن سافر إلى إسبانيا ،و من هناك رحل إلى المغرب سنة 1912 أثناء مرحلة الاستعمار، حيث سجل يومياته و مشاهداته و انطباعاته لتلك الحقبة. و هذا بالنسبة لنا ،يبرز الكيفية التي تتطور بها ثقافة ما، و بالتالي، إصدارات المركز تتم في إطار من التنسيق بين بعض المؤسسات في المغرب –أساسا- على مستوى الترجمة من الفرنسية إلى الإسبانية أو مباشرة من العربية إلى الإسبانية، كما هو حال المغاربة المتكلمين باللغة الإسبانية الذين يتعاونون مع المركز مثل الأستاذ حسن بوثقة و المترجمة الأستاذة مليكة أمباركي، فقد انشغلوا بالمساهمة و التعاون مع المركز الثقافي بالشيلي من خلال ترجمة أعمال أدبية لكتاب مغاربة مثل عائشة البصري، أحمد بوزفور، عبد اللطيف اللعبي، عبد الغني أبو العزم…و هؤلاء المتعاونون مع المركز اعتمدوا هذه الخاصية للمساهمة في التعريف بالثقافة و الأدب المغربيين، و إلا بأي طريقة سنتعرف- نحن الشيليين -على الأدب المغربي، و على السينما المغربية.
. و بالمناسبة، يجدر التذكير، بأن السينما المغربية كانت مشاركة و حاضرة في الأنشطة السينمائية بالشيلي، حيث مثلا، كانت ضيفا خاصا في المهرجان الدولي للسينما بمدينة فالديفيا، و كذلك بالمهرجان السينمائي لمدينة فينيا ديلمار، و بالتالي، هذه المشاركة للسينما المغربية هي جزء من أنشطة المركز خلال السنة ضمن محاولات لتجميع الإمكانيات واعتماد شكل فعال لتقريبنا و معرفتنا بالآخر الذي هو العالم العربي وأساسا المغرب و معرفة ثقافته. هناك مغنية مغربية تسمى أم يستمع إليها العديد من الناس،و لكن لا أحد يعرف أن الشيليين يستمعون إلى هذه المغنية. ما نريد عمله هو تعميم إمكانيات من خلال هذا المركز الذي لا يحصر أنشطته الثقافية في فضائه الداخلي، بل كذلك خارجه، حيث ينقلها إلى مدن أخرى مثل فالبرايسو، فينيا ديلمار، سانتياغو، لاسيرينا، كزكيمبو، فيكونيا و مونتينيغرو.
لا بد من التأكيد على أنه كلما وجدت إمكانيات لتطوير عملنا كمركز ثقافي ،وجعل الثقافة حاضرة في الشيلي، لا نتردد في ذلك، علمابأ قبل فترة قليلة، زار الشيلي الخطاط المغربي محمد قرماد بدعوة من جامعة فالبرايسو، وقام بتنظيم معرض للخط العربي هناك خصصه للعالم العربي وأساسا المغربي، و من ثم تبرع بجدارية للخط العربي..و نحن مهتمون و نعمل بشكل مستمر لإبراز ثقافة هذين العالمين، و لا بد من توضيح أن مدينة فالبرايسو لديها اتفاق للأخوة مع مدينة طنجة.و لقد سبق أن نظمنا معرضا للصور الفوتوغرافية لهاتين المدينتين تعود إلى سنة 1920 مرفقة بنصوص للرحالة شاعر نيكاراغوا روبين داريو. و الآن، نحن في طور إنجاز مشروع آخر للصور الفوتوغرافية و نصوص مكتوبة حول كل من الصحراء المغربية و صحراء أتاكاما في الشيلي، و هذه مهمة سنعمل على إنجازها خلال سنة 2018 الحالية. .

p ما علاقة المسجد كمعلمة دينية بمركز ينشر الثقافة المغربية في الشيلي؟
n المسجد التابع لمركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو شمال الشيلي، ولد كفكرة محددة تقوم –أساسا- على هدف تحويل مدينة كوكيمبو إلى مدينة للديانات السماوية الثلاث: الكاثوليكية، اليهودية و الإسلامية، بطريقة يتضمن فيها مشروع بناء معبد خاص بكل ديانة من هذه الديانات لتأخذ شكل مدينة لرموز التسامح. وفي هذا السياق، توصلت المملكة المغربية و جمهورية الشيلي، من خلال بلدية مدينة كوكيمبو، إلى اتفاق لكي تقوم المملكة ببناء مسجد فيها يحمل اسم ملك المغرب محمد السادس، حيث إن أحد عمداء البلدية السابقين ،الذي كان صاحب المقترح هو من اقترح كذلك أن يكون شكله على غرار مسجد الكتبية الشهير. و بالفعل، قام المغرب بإرسال المهندس فيصل شرادو رفقة تسعة صناع تقليديين من مدينة فاس، وعمل على إعداد تصميم هندسي على أساسه تم بناء مسجد محمد السادس فوق هضبة «فييا دومينانتي» على مساحة 620 مترا مربعا و أسفله بني المركز بمكتبته الكبيرة و بكافة مرافقه. و بالطبع المسجد كمعلمة ثقافية و دينية، يستقطب له العديد من الزوار الشيليين بشكل خاص و اللاتينيين من مختلف بلدان أمريكا الوسطى و الجنوبية بشكل عام، حيث يزورونه باحترام شديد وفق تعليمات الإدارة للتعرف على الثقافة الإسلامية و على المعمار المغربي الذي يؤثث المسجد.


الكاتب : لقاء: بديعة الراضي

  

بتاريخ : 08/03/2018