… رَقْصٌ فِي مَأْدُبَةِ الْغِرْبَانٍ !

 

(1)
يَا بَحْرُ تَهُزُّنِي
مِنْ أَحْشَاءِ زَوْرَقِي ،
أَتِيهُ فِي صَخَبِ مَوْجِكَ وَصَمْتِ غَوْرِكَ…

(2)
هِيَ الرِّيحُ تَجُرُّ مَوْجَكَ
إِلَى وَجَعٍ يَضْرِبُ
فِي جُذُورِكَ
بِشُؤْمٍ يَرْقُصُ
فِي مَأْدُبَةِ غِرْبَانٍ
وَقَيْءِ شُطْآنٍ…

(3)
يَا حُزْنُ تَرْكَبُنِي
كَمَا لَوْ أَنِّنِي شَظِيَّةٌ
يَتِيمَةٌ فِي خَلَاءٍ
لَا تُعِيرُهَا الْقَوَافِلُ نَزْرَ بُكَاءٍ
تُشْفِي بِهِ غَلِيلَ نِدَاءٍ…

(4)
هُوَ الْبَحْرُ يَنْهَمُر طُوفَانًا
هَادِرًا بِزَبَدِ عَيْنَيَّ
الضَّرِيرَتَيْنِ بِلَا عُكَّازَةٍ
تَعُدُّ حَصْوَاتِ طَرِيقِي
الْمُتَلَظِّيَةِ بِشُوَاظِ ظَهِيرَةٍ
مَتَرَبِّصَةٍ بِالْقَابِضِينَ عَلَى جَمْرِ
أَحْلَامِهِمْ
وَوَهْمِ سَرَابِهِمْ
بِأَنْ تَجِيءَ سَنَوَاتُ الْحَصَادِ
بِمَحَاصِيلَ منْ نُعُوشِ أَوْطَانِهِمْ ،
وَأَنْ تَضْرِبَ الْمَقَابِرُ فِي مَجَاهِيلِ
الْأَحْرَاشِ حِينَ تُبْعَثُ الطُّلُولُ
مِنْ مَرَاقِدِهَا
وَالدُّرُوبُ مِنْ ظِلَالِهَا
وَأَوْصَابِهَا
وَتَمْشِي الْأَرْوَاحُ سَكْرَانَةً
صَوْبَ نَهْرِ الْمَوْتِ
لِبَعْثِ قُدَّاسِهَا الْأخِيرِ…


الكاتب : صلاح الدين بشر

  

بتاريخ : 20/12/2019

أخبار مرتبطة

من الواضح أن العلاقة بين القارئ والكاتب شديدة التعقيد؛ ذلك أن لا أحد منهما يثق في الآخر ثقة سميكة، وما

  وُلِدَت الشخصيةُ الأساسيةُ في روايةِ علي بدر (الزعيم) في العامِ الذي بدأت فيه الحملة البريطانية على العراق، وبعد أكثر

  يقول دوستويفسكي: «الجحيم هو عدم قدرة الإنسان على أن يحبّ». هذا ما يعبّر عنه الشاعر طه عدنان في ديوانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *