ظلٌّ يرعى الخواء

حين ترى ظلك الموبوء
في مرآة الأسطورة الغبية
مقيدا بأحقاد سائبة
قادت خطو الأعمى
للدرب المصلوب
قرب جبل منبوذ
هجرته الطيور الحرة
ومضت تستجدي كلمات
جرّت الملعون
نحو الحتف المرصود
حيث مخلوقات الوهم الأكبر
تمزق وصية العرافة
بسوط سجان ملأ الوقت
حقدا وأكاذيب ومرارة
والداخل إلى قسوة العشيرة
مُعْفى من الانحناء لموجة
قبّلت صخرة أدمنت
جُرحا احتضن المهزوم
ذاك الخارج لالتواءات
قادت فراشة السطح
لخيانة رمت بشهقة العاشق
بعيدا عن بوح مهموم
عانق بياض الكفن المسروق
من قبرِ مغدورٍ
غنى للفناء
أغنية فزاعة خاصمت براءة طفل
اشتاق دفء اليقين
والأمام ..
صبّارٌ غريب عن تراب الأشباح
دون فواكه شيطانية
تغري أشقياء الجوع المشاع
برعشة جنية
أحيت الوهم
وقتلت الحلم في محراب
اجتاحه تمثال صخري
يرعى ظل الخواء
يزين جرح النفق المنسي
ببياض دهشة
تتربص بي
تسألني عن اسرار الأفراح
والأحزان
خلف الصخر المستباح
تأتيني بالداء والترياق
عشية نوم الأوراق
في كهف هربت إليه
نغمة تحدَّت موت الرعشة
ونالت من مناحات العدم
وقتا لنشيد الفرح


الكاتب : حسن برما

  

بتاريخ : 24/04/2020