في شريط فيديو روع الأسر المغربية .. المخدرات تستفحل في اوساط التلاميذ/ت وتقرير مكتب الأمم المتحدة يطلق صفارة الانذار

لازال المجتمع المغربي اليوم تحت حالة الصدمة إثر تداول وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطع فيديو ترصد حالة تلاميذ و تلميذات بزيّهن المدرسي يشمون السلسيون ويستهلكون الكالة خلف أسْوار المؤسّسات التعليمية.
منظر الفتيات بوزرتهن البيضاء يشمون السلسيون بجوار تلاميذ بعمر الزهور التي لم تتفتح بعد ، يستنشقون المادة المخدرة بواسطة بلاستيك مشهد روع المجتمع و أحدث صدمة حقيقية في اوساط الاسر التي تملكها الرعب والهلع على ابنائهم وبناتهم، الذين يعتقدون أنهم يضعونهم في ايادي آمنة بالمدارس، فإذا بهم في وسط موبوء يحفل بآفات خطيرة تهدد سلامتهم العقيلة والبدينة وتدمر مستقبلهم.
الفيديو المتسرب من فضاء أو أمام – سيان- مدرسة ببني ملال، يجري مثله وأسوأ منه في العديد من المؤسسات التعليمية الإعدادية والتأهيلية، بحيث أصبحت أغلب الثانويات الإعدادية والتأهيلية في المملكة مرتعاً لترويج المخدرات بمختلف أنواعها؛ ناهيك عن العنف الذي يمارس بين التلاميذ فور خروجهم من المؤسسات التعليمية، وهو الامر الذي يدق ناقوس الخطر بشدة لحماية حياة هذا الجيل من التلاميذ والتلميذات من السقوط في براثن المخدر أو الجريمة .
الحقوقيون يدعون إلى تعميم الكاميرات على المؤسسات التي تشهد انفلاتا، بل كل المؤسسات، وتسيير دوريات أمنية خاصة بالمؤسسات التعليمية، وتخصيص مراكز لمحاربة الإدمان؛ «لأن العديد من التلاميذ والتلميذات، بعدد يتجاوز عشرين ألفا، أصبحوا في عداد المدمنين والمدمنات. بل هناك تلميذات يتعرضن للاغتصاب ويمارسن الدعارة من أجل اقتناء المخدرات .
الحالة هذه تدق ناقوس الخطر، و الوضع لم يعد يحتمل الانتظار يصيح بعض الاباء، يجب القيام بحملة عامة وشاملة إزاء هذه الظاهرة الخطيرة ، مع إنزال أقسى العقوبات على مروجي المخدرات أمام المؤسسات التعليمية .
صفارة الانذار ،اطلقها تقرير مكتب الأمم المتحدة المتخصص في قضايا المخدرات والجرائم، في تقريره لسنة 2019 حول المخدرات، عن مدى انتشار تعاطي مخدر الكوكايين والكراك داخل المؤسسات الثانوية بالمغرب، و في صفوف الذكور والإناث على حد سواء.
وتصل نسبة تعاطي مخدر الكوكايين في صفوف تلاميذ المؤسسات الثانوية، حسب ذات التقرير، إلى 1.2 في المائة بالنسبة للذكور، و0.4 في المائة بالنسبة للفتيات، ليصل بذلك معدل التلاميذ المتعاطين لهذا المخدر إلى 0.8 في المائة، فيما وصلت نسبة تعاطي تلاميذ المستوى الثانوي لمخدر «الكراك» إلى 1.0 في المائة بالنسبة للذكور، و0.2 في المائة بالنسبة للإناث. ووفق نفس المصدر، تلقى تلميذ من أصل ثلاثة بالمستوى الثانوي عرضا لتناول مخدر قرب المؤسسة التعليمية
ووصل استخدام المهدئات الطبية المخدرة، من قبيل دواء بنزوديازيبين، إلى 2.3 في المائة، من طرف التلاميذ البالغين من العمر ما بين 15 و17 سنة ما بين سنة 2017 و2018، حسب تقرير مكتب الأمم المتحدة، المتخصص في قضايا المخدرات والجرائم.
وبخصوص الإبلاغ عن ضبط المخدرات، كشف التقرير أن المغرب أبلغ في سنة 2017 عن ضبط 40 مليون وحدة من مخدر “الترامادول”، كما ضبطت السلطات الأمنية المغربية أكبر نسبة من مخدر الكوكايين في إفريقيا خلال السنة ذاتها، بمجموع 2.6 طن، وصلت 90 في المائة منها عن طريق البحر، كما حجز المغرب 1.6 طن سنة 2016، و2.8 طن في سنة 2017.
يشار إلى أن دراسات ميدانية لجمعيات عاملة في مجال محاربة تناول المخدرات وأقراص الهلوسة قد سجلت زيادة مخيفة في نسبة تعاطي تلاميذ الإعداديات والثانويات لها داخل الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء وضواحيها، خاصة بكل من درب السلطان وسيدي مومن والحي الحسني وليساسفة.
التلاميذ والتلميذات الذين يتعاطون للمخدرات ليسوا بالضرورة من طبقات دنيا في المجتمع، بل هناك من ينحدرون من عائلات ميسورة ومنهم من يعمل والداه أو أحدهما في مجال التربية والتعليم، سواء في سلك مدراء المؤسسات التربوية أو الأساتذة أو المشرفين العامين-حسب الدراسة الميدانية-
ترويج المخدرات على مستوى المؤسسات التعليمية يتم عن طريق مجموعات يترأسها شخص يتكفل بجلب المواد المخدرة ـويستفيد هذا الشخص في نشاطه من علاقاته المتميزة مع المروجين لهذه المواد وكذلك من ثقة التلاميذ في أنه لن يخذلهم ولن يشتكي بهم وفي المقابل يقومون هم بتوسيع دائرة أصدقائهم داخل مؤسستهم وخارجها بهدف استقطابهم وإدماجهم في مجموعتهم
وينتقد باحثون غياب المراكز الصحية للعلاج من الإدمان والمؤهلة لاستقبال القاصرين الذين يتعاطون المخدرات، مشيرين إلى أن المراكز المتواجدة غير مؤهلة لاستقبال هذه الفئة التي تعرف ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.


الكاتب : فاطمة الطويل

  

بتاريخ : 07/11/2019