مراكش: اختتام المنتدى الدولي للأمن بإفريقيا بالدعوة إلى اعتماد تشريعات وسياسات عمومية منسجمة لحماية الأمن المعلوماتي بالقارة

أكد المشاركون في المنتدى الدولي للأمن بإفريقيا الذي اختتمت أشغاله بمراكش يوم السبت تاسع فبراير الجاري، على أهمية عقد شراكة مع الاتحاد الإفريقي في مجال الأمن السبرنتيقي ومواجهة الجريمة الرقمية التي تمثل تهديدا حقيقيا لأمن الشبكات المعلوماتية ولنمو مجتمع المعرفة بالبلدان الإفريقية، مشددين على ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر واعتماد الممارسات الجيدة اللازمة للنمو الاقتصادي في إفريقيا، وفي مقدمتها تقوية الأنظمة المعلوماتية في وجه الاختراقات التي تهددها.
ودعوا إلى اعتماد الدول الإفريقية تشريعات وسياسات عمومية منسجمة، لحماية الأمن السبرنتيقي، مع اعتماد تشريعات وطنية في حجم المخاطر والتهديدات الرقمية التي تواجه هذه البلدان. مع التزام الدول الإفريقية بخلق المعهد الإفريقي للأمن السبرنتيقي من أجل فضاء سبرنتيقي إفريقي متقاسم وآمن.
وشدد المشاركون في توصياتهم، على ضرورة اعتماد ميثاق إفريقي للأمن المعلوماتي، وتطوير استراتيجيات وطنية للدفاع والأمن الرقميين، تعتمد الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة المخاطر والتهديدات المعلوماتية، مع اعتماد مقاربة للنوع في البرامج التي تسعى إلى مواجهة التطرف العنيف في صفوف النساء.
وأوضحت أشغال المنتدى أن الجريمة المعلوماتية تكلف البلدان الإفريقية أزيد من ثلاثة ملايير ونصف مليار دولار، دون احتساب الأضرار الناتجة عن زعزعة الثقة في المؤسسات وتعميق الإحساس بانعدام الأمن، وهو التهديد الذي تفاقم مع سهولة الولوج إلى الشبكة المعلوماتية، الشيء الذي أدى إلى المزيد من التهديدات، وفي مقدمتها الهجمات المعلوماتية على البنيات التحتية العمومية، التي من شأنها أن تضعف استقرار المؤسسات والحكومات، ناهيك عن الأضرار الناتجة عن الهجمات السبرنتيقية التي تستهدف المقاولات والتي تؤدي إلى إضعاف اقتصاديات هذه البلدان ونسف كل الجهود المبذولة في سبيل التحديث والتنمية.
من المعطيات التي قدمت خلال المنتدى، ما عرفته القارة الإفريقية من نقلة نوعية على مستوى الولوج إلى الإنترنيت، التي انتقلت نسبته من 5 بالمئة سنة 2007 إلى 28 بالمئة حاليا، وهذا الولوج السهل للشبكة لم يواكبه مجهود حقيقي على مستوى التربية والتحسيس، ومما عقد هذه الوضعية أن الدول الإفريقية بقيت في الغالب في مستوى مستهلك لتكنولوجيات الاتصال أكثر منها منتجة، وهو الأمر الذي جعل تحكم السلطات العمومية في هذه الوسائل هشا.
ووقفت أشغال المنتدى عند المخاطر التي تنطوي عليها ظاهرة الإرهاب الرقمي، حيث أن التنظيمات الإرهابية تسعى إلى تعويض الصعوبات الميدانية التي تواجهها باحتلال أكبر للمجال الذي يوفره الأنترنيت. وذلك بتسخيره كأداة دعائية باستعمال الشبكات الاجتماعية للترويج والدعوة لأفكارها والإيهام بعدالتها وكسب المزيد من التعاطف. كما أنها تستعملها كوسيلة لاستقطاب المزيد من الأتباع. حيث بينت العديد من العمليات الإرهابية، أن منفذيها ليس لهم علاقة عضوية مع هذه التنظيمات، وأنهم أقاموا علاقة افتراضية معها عبر فضاء الأنترنيت سمحت لهم بالانتقال إلى مستوى التنفيذ المادي لأفعال إرهابية. وأوضحت أن الأنترنيت أصبح مجالا مرنا للاستقطاب، يسمح للتنظيمات الإرهابية بتقليص تكاليف التنظيم، حيث أن التداريب والدعم اللوجستيكي يتم بشكل افتراضي، ناهيك عن السهولة الكبيرة التي يوفرها الأنترنيت في جمع التبرعات المالية وتصريف الحرب النفسية.
وتجدر الإشارة إلى أن المنتدى المنظم تحت شعار “بناء أمن المستقبل لإفريقيا”، بمبادرة من الفيدرالية الدولية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، بتعاون مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، عرف مشاركة حوالي 300 شخصية من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين والخبراء، يمثلون أزيد من 50 دولة ومنظمة إقليمية.
ومن ضمن المحاور التي تركزت حولها أشغاله “الاستخبارات السبرنتيقية والمخاطر الرقمية”، و”الإرهاب السبرنتيقي والتطرف في الفضاء المعلوماتي”، و”المنظمات الإرهابية والإجرامية الهجينة، والتهديدات والحروب الهجينة.. التحول الضروري في خدمات الأمن والدفاع”، و”آفاق الاستخبارات الفضائية والجوية…”.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 11/02/2019