مفاتيح

 

ذلك الصباح
علَّق «أنْليلُ» الكرزَ على سعف النخيل
الشرُّ كان سائق تاكسي
الجرَّاح العجوز أنثى بكعبٍ عالٍ
والسريرُ قوسَ قُزَحٍ،
قوسُ قزح لوحةَ طفلٍ أعمى..
اليوم منذ ولادته اخترعه جوجل…
ذلك الصباح
حيث غفلت الأصابع الكونية
عن ضبط الوقت

***
أنا لا أتذكر
منذ متى وأنت بعيدٌ؟
أحقا لم نلتقِ
ولم يجمعْنا سريرٌ واحدٌ
لم أقطف التين الدّبق من على صدركَ
ولم يسلْ شهده على فمي
لكنك أكثر من الحقيقة تعود، وكذلك تختفي
وقد عرفتُ كيف يتسلّل الثلج بخبث
ويحتلّ جهات الحواس..
حين جاء نادل المقهى بفنجانيْن
وأنا وحدي
منذ متى وأنتَ بعيد ومعي؟!

***
أتحدث عني
عن النهر..
حيث كنت النهر وكان أنا
ولا أعرف الآن من منا
من الذي سال في المجرى
ولم يكترثْ لعاقبة المصبّ

***
هذه رقصتي التي لا تراها
ريشٌ يتطاير
وعينانِ ساهمتان

***
لا تحفرْ كوةً في السدّ
سيجرفك الطوفان
ولن تجتمع بك يوما.
لا تنبشْ ورقة التوت
ستلدغك أفاعي «ميديا»
دعها تحت حجر الذاكرة.
لا تنخدعْ،
خلف الأبواب الدفينة يربض الجنون
اقبضْ أصابعك مثل جفن مطبق إلى الأبد
واهربْ في الطرق المعاكسة دوما

***تبادلتُ جسدي مع قارب صغير
هو فرح بالدماء
مبهور بالنبضات
وأنا آمن بالخشب اللامع
بالرياح تجوبني في الشوارع
والموج في الشرايين.. تحت الخطوات

* شاعر وروائي كويتي


الكاتب : علي حسين الفيلكاوي *

  

بتاريخ : 03/07/2020