يحل البلاغي المغربي والمترجم الدكتور محمد الولي ضيفا برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة محمد الخامس بالرباط ، في اللقاء العلمي الذي ينظمه نادي القراءة والكتابة يوم الإثنين 9 مارس 2020 بغاية الوقوف عند أهم القضايا البلاغية التي تحضر فيها روح التصورات البلاغية في أعمال محمد الولي الذي قدم الكثير للبلاغة العربية الجديدة .
يعد محمد الولي من أبرز الباحثين المغاربة الذين تفاعلوا مع التصورات البلاغية الجديدة على اختلافها ، تلقيا وترجمة وتأويلا ومقارنة ، إذ هب لفهم الأعمال الغربية في البلاغة الجديدة ، كونه صاحب مشروع مجدد وتجديدي .
يروم الطلبة والباحثون في هذا المحفل البلاغي، إيجاد إجابات تروي ظمأهم المعرفي، عبر إثارة أسئلة إشكالية ومؤرقة في مجال البحث البلاغي، وكذلك عن إمكانية ظهور بلاغة عامة تجمع بين معطيات البلاغة القديمة والبلاغة الجديدة في تحليل الخطاب، وهم واقفون على أرض مملكة البلاغة العربية مترامية الأطراف، في رحلة العلم التي تبدأ ولا تنتهي، متخذين مطايا البحث العلمي لقراءة عمادها النظريات البلاغية الجديدة ، سعيا إلى تكسير تحنيطها، وإعادة قراءتها وتفسيرها، كما نجد ذلك في أعمال الغرب ( إعادة اكتشاف متن البلاغة الأرسطية من جديد ) .
تعيش البلاغة اليوم وتتحرك وتمتد بفضل مجموعة من الباحثين الجادين الذين أسهموا في إعطائها روحا ونفسا، ونجد أن الاستعارة تبوأت منزلة كبيرة في حقل الدراسات البلاغية، لما تؤديه من فعالية في تشكيل الخطابات وهيكلة أنسجتها وتحقيق جماليتها ؛ بدءا من أرسطو الذي ألح على ضرورة الانعطاف المجازي والانخراط ضمن التخييلي، ومرورا بجون كوهن الذي ذهب إلى الاعتداد بها من حيث كونها محدثة الانزياح الذي هو المفهوم الأساس لنظريته كما يرد في كتابه « بنية اللغة الشعرية «، الذي قام بترجمته محمد الولي ومحمد العمري، أن « المنبع الأساسي لكل شعر هو مجاز المجازات ، هو الاستعارة « .
تتأسس ثقافة أي مجتمع على مجموعة من الاستعارات الخاصة بها ، والتي تعكس أعرافها وعاداتها الثقافية والاجتماعية والحضارية وأساليب تفكيرها ، ونظرتها إلى مكونات العالم . فهل يمكن أن نعد الاستعارة نشاطا تواصليا لكونها نتاج تصورات الإنسان التي تصنعها المتغيرات المحيطة ؟
من أين تستمد الاستعارة مادتها الخام ؟ وما هي فضاءات اشتغال الاستعارة كممارسة كلامية إبداعية ، وكنسق فكري يعكس ثقافة سائدة في زمن معين ؟
إشكالات وقضايا سنسعى للإحاطة بها في لقاءنا الأدبي والعلمي مع المفكر محمد الولي .