وأنت رماد .. أعْجِل به قَبلَ نُضْجِهِ

 

***
وأنت جافل تهاب الريح
وتمضي كشاردة حزينة ..
أسرع الى إظْلام الطَّبيعةِ،
وفز براحة قمح وسكبات شراب ..
لا تنقصك السعادة
فهي لك ..
خذها وامض إلى سَتْرٍ مريء
قبل إطباق المنحنى ..
ما وطأ الخيال من رجم الغيب
وما انحنى ..
**
وأنت مقدم على الموت
ليس دِرْعاً سابغةً ..
ولكنها حجرة مقفلة.
نار تعلو ..
وتحوط الروح من أعلاقها
ثم تحدو شطرا،
كأنها مثقلة ..
**
وأنت من شهوة الظل
سراب ..
أو نجمة بأقصى الغمام
تهمهم من عريها الخيل
واسترابت ..
كثورة تهزها الدماء.
وتهوي، ..
في ساحة الكرب.
كسبحة قد تسرنمت
من بطاحها المغرمة.
**
عُدّ الخطى،
ولا تلح من بارقة الفراغ،
فأنت رماد أعْجِل به قَبلَ نُضْجِهِ ..
***
وأنت واثق ..
من موت ساكن،
كما اكتحلت عينك غماضا ..
تظاهر بعدم الانتباه،
ثم خامل الوجع مرتين ..
كأنك تعد بحر الهزج اضطرابا
ثم تهذي:
«رنت ليلى إلى وجهي .. بألحاظ هي السحر»
***
وأنت تمضي إلى سرك الغامض
تذكر..
أن الحر الشديد النافذ في المسام
هو ثورة من حلم شقي مؤذ
ظل يلوذ هوى بالصريم
وينقاد إلى الفراغ ..
لكنه يؤنس الفجر ويروي عطش الذكرى ..
***
وأنت واثق الخطو ..
غدا..
قُدَ قميص الوثن..
جُس كرى صيدك،
في ساترة الخوف الرجيم
غاربة السؤال
شمس الملحمة ..


الكاتب : مصــطفى غــــلمــان

  

بتاريخ : 19/06/2020