أخبار الساحة

تقنيات ذكية تضع حدا لفوضى الليزر في ملاعب الـ «كان»

وضعت تقنية التعرف على الوجه حدا نهائيا لمظاهر الفوضى المرتبطة باستعمال أشعة الليزر داخل ملاعب كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، بعدما مكنت المنظومة الأمنية المتطورة من رصد المخالفين وتحديد هوياتهم بدقة، ثم إخراجهم فورا من المدرجات دون التأثير على سير المباريات.
ونقل موقع «إيلاف» عن مصدر أمني مرافق للبطولة أن المشجعين الذين لجؤوا إلى توجيه أشعة الليزر جرى التعرف عليهم بسرعة، بفضل شبكة مراقبة حديثة تضم نحو 800 كاميرا عالية الدقة، قادرة على التعرف على الوجوه وتتبع السلوكيات المخالفة داخل الملاعب ومحيطها.
وأوضح المصدر أن التدخل كان فوريا ومتزامنا مع تسجيل المخالفة، خصوصا خلال مباراة الافتتاح التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره من جزر القمر، حيث سمحت التكنولوجيا الأمنية بتحديد مصدر أشعة الليزر، ثم مطابقة الصور الملتقطة مع قواعد بيانات التذاكر وأنظمة المراقبة، ما أتاح الوصول إلى المتورطين بسلاسة ودون إرباك تنظيمي.
ويصنف استعمال الليزر في الملاعب ضمن الممارسات الممنوعة دوليا، لما يحمله من مخاطر مباشرة على سلامة اللاعبين والحكام، وتأثيره السلبي على تركيزهم، خاصة في اللحظات الحاسمة. كما يعد سلوكا غير رياضي يسيء لصورة الجماهير ويتعارض مع قيم المنافسة الشريفة.
وتأتي هذه الإجراءات الصارمة في إطار النهج التنظيمي الجديد المعتمد خلال البطولة، والقائم على مبدأ “صفر تسامح” مع كل ما من شأنه تهديد الأمن أو الإخلال بالنظام العام داخل الملاعب وخارجها.
وكانت الجهات المنظمة قد أطلقت، قبل انطلاق المنافسات، حملات تحسيسية وتنبيهات داخل الملاعب، تحذر من إدخال أو استعمال أجهزة الليزر أو غيرها من الأدوات المماثلة، داعية الجماهير إلى الالتزام بروح المسؤولية والمساهمة في إنجاح الحدث القاري.
ويعكس هذا التدخل السريع مستوى الجاهزية العالية التي تتمتع بها البنية الأمنية والتقنية المغربية المصاحبة للتظاهرات الرياضية الكبرى، كما يبعث برسالة واضحة مفادها أن التكنولوجيا أصبحت ركيزة أساسية لفرض احترام القوانين وضمان أجواء آمنة للجميع.
وقد لقيت هذه الإجراءات استحسانا واسعا من قبل الجماهير والمتابعين، الذين اعتبروا أن اعتماد الكاميرات والتقنيات الحديثة داخل الملاعب يهدف بالأساس إلى حماية اللاعبين والجماهير والحفاظ على صورة البطولة، مؤكدين أن التشجيع الحضاري يبقى العنوان الأبرز لنجاح أي تظاهرة رياضية.
ويؤشر هذا التطور على تحول نوعي في مقاربة أمن الملاعب، حيث لم يعد الاعتماد مقتصرا على العنصر البشري، بل على دمج ذكي بين التكنولوجيا والانضباط، بما يضمن مباريات أكثر أمانا وعدالة، ويعزز ثقة الهيئات الدولية والجماهير في قدرة المغرب على تنظيم أكبر الاستحقاقات الكروية.

شبهة المضاربة في تذاكر «الكان» تقود 8 أشخاص
إلى البحث القضائي

عبد المجيد النبسي

أوقفت المصالح الأمنية في مدن الرباط وسلا وتمارة ومراكش وأكادير والمحمدية ثمانية أشخاص، للاشتباه في تورطهم في ترويج تذاكر مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 في السوق السوداء.
وجاءت هذه التوقيفات بعد الجدل الذي أثاره تسجيل نحو عشرة آلاف مقعد فارغ بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، خلال مباراة افتتاح البطولة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره القمري، رغم إعلان المنظمين نفاد جميع التذاكر، سواء الخاصة بالمباراة الافتتاحية أو بمباريات المنتخب الوطني.
وأدت التساؤلات الواسعة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحرك المديرية العامة للأمن الوطني، ولاسيما مصلحة اليقظة المعلوماتية، حيث جرى رصد عدد من الصفحات التي تعرض آلاف التذاكر للبيع بأسعار مبالغ فيها. فقد ارتفع ثمن التذكرة من 150 درهما إلى ما بين 2800 و3000 درهم، ما دفع العديد من الجماهير إلى العزوف عن الشراء، لتبقى التذاكر دون تصريف.
وعلمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن المشتبه فيهم وضعوا رهن البحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل الكشف عن جميع ملابسات هذه القضايا، في وقت تتواصل فيه التحريات لتحديد باقي المتورطين المحتملين.
ورغم اعتماد نظام ولوج الملاعب بواسطة رمز سري (QR)، تشير معطيات إلى عدم تطبيقه بالصرامة اللازمة عند بعض البوابات. كما تداول مقطع فيديو يظهر دخول مؤثر سعودي إلى الملعب دون توفره على الرمز السري أو التطبيق المعتمد، بعد تدخل مؤثر مغربي.
وبالنظر إلى تكرار ظاهرة المضاربة في التذاكر خلال التظاهرات الكبرى التي يحتضنها المغرب، يطرح هذا الوضع تساؤلات حول أسباب سهولة اختراق أنظمة بيع التذاكر، وما إذا كان الأمر يتعلق بثغرات تقنية أو بتواطؤ محتمل مع الجهات المشرفة، في مشهد يعيد إلى الأذهان قضايا التلاعب بمواعيد التأشيرات.
يذكر أن فضائح تذاكر مباريات كرة القدم سبق أن تفجرت خلال كأس العالم 2022 بقطر، وأساءت إلى صورة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث وصلت بعض الملفات إلى القضاء، الذي أدان أحد المتورطين وبرأ آخرين، من بينهم أسماء من الوسط الإعلامي والرياضي.


بتاريخ : 25/12/2025