أزيد من 4000 مشارك من 100 دولة في انطلاق منتدى ميدايز بطنجة 

 

انطلقت مساء أول أمس الأربعاء بمدينة طنجة، فعاليات الدورة الـ15 لمنتدى «ميدايز» الدولي، الذي ينظمه معهد أماديوس، وهو المنتدى الذي يفتح مساحة للتفكير في الأزمات والقضايا المتعددة التي تشكل واقعنا العالمي، مع التركيز بشكل خاص على المرونة والعدالة.
رئيس جمهورية ساو تومي وبرينسيبي، كارلوس فيلا نوفا، أكد في جلسة الافتتاح، أن منتدى «ميدايز» يتيح لبلدان الجنوب فرصة مناقشة وفهم ظهور نظام عالمي جديد في بيئة من التجارب المشتركة.
وأبرز الرئيس فيلا نوفا، في كلمة له  أن هذا الحدث ينعقد «في ظرف استثنائي حيث يتحول العالم بطريقة متسارعة، مما يتطلب وجود فضاءات للتفكير مثل منتدى «ميدايز»، من أجل مناقشة وفهم ظهور نظام عالمي جديد، يتميز بتعدد الأقطاب ويبعث على إعادة النظر في التصور التقليدي للسلطة والقيادة».
وأشار في هذا الصدد، إلى أن القارة الإفريقية تعد بمثابة شاهد على هذا التشكل الجديد متعدد الأقطاب، حيث تواجه بلدان تتوفر على ثروة ثقافية غنية وموارد طبيعية وفيرة صراعات إقليمية وأزمات بيئية، ذات انعكاسات عميقة على المجتمعات.
من جهته دعا وزير الشؤون الخارجية الهنغاري، بيتر زيجارتو،  إلى إرساء «تعاون قوي» بين أوروبا وإفريقيا لرفع التحديات المرتبطة بالهجرة.
وقال  زيجارتو، في كلمة خلال الافتتاح  إنه «لا يمكن إيجاد حل لتحديات الهجرة دون وجود علاقات قوية ومحترمة بين أوروبا وإفريقيا».
وأبرز رئيس الدبلوماسية الهنغارية، بهذه المناسبة، ضرورة أن تعمل أوروبا من أجل إرساء تعاون قوي مع أفريقيا لمواجهة «التدفقات الكبيرة للمهاجرين غير القانونيين الذين يتوافدون على أوروبا منذ ثماني سنوات».
وحذر زيجارتو من أنه في غياب هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل، قد يجد العالم نفسه مجزأ إلى كتل مرة أخرى ويكرر فترات ماضية من التاريخ، مؤكدا أن المقاربة الدبلوماسية التي تدعو إليها بودابست تعزز التحاور والنقاش مع جميع الدول، بغض النظر عن أنظمتها السياسية أو آرائها.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتجارة الهنغاري، بيتر زيجارتو، في كلمة له بالمناسبة، أن تقليص الفجوة القائمة بين البلدان المتقدمة والنامية «يستلزم أمدا طويلا جدا»، مؤكدا، في هذا السياق، أن تطوير البنيات التحتية يعتبر الخطوة الأولى والضرورية نحو التنمية الاقتصادية في إفريقيا.
من جانبه، أكد وزير الدولة المدير العام لوكالة ترقية الاستثمارات والأشغال الكبرى بجمهورية السنغال، عبد الله بالدي، أن البنيات التحتية أضحت اليوم في صلب سياسات التنمية، مبينا أن استراتيجيات تعزيز الاتصال بين الجنوب والشمال تقوم على إنشاء نقاط اتصال تعزز التنقل السلس بين البلدان الإفريقية.
وأشار  بالدي إلى أن تطوير شبكة الطرق السيارة، وإعادة تأهيل شبكات السكك الحديدية، ونقل البنيات التحتية إلى المناطق غير الساحلية، تشكل العناصر الأساسية لتحسين إمكانية الولوج إلى الأسواق الإفريقية، لافتا إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص يمكن أن تشكل استجابة فعالة لتحديات التنمية بالقارة.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة شركة «Sequence Ventures»، كريم هلال، أن الابتكارات التكنولوجية للمقاولات يمكن أن تضطلع بدور مهم في تعزيز الشبكات اللوجستية، معتبرا أن هذا المسار سيمكن من تجاوز العديد من التحديات، لاسيما من خلال تطوير التجارة الإلكترونية، والاتصالات الجوية.
وعلى صعيد متصل، توقف رئيس المجلس الفرنسي للمستثمرين في إفريقيا، إتيان جيروس، عند التحديات التي يتعين مواجهتها للحصول على أفضل أداء لوجستي، لا سيما انفتاح البلدان غير الساحلية، ورقمنة الإجراءات الإدارية التي تشكل عائقا حقيقيا أمام المقاولات، فضلا عن إزالة الكربون وخفض الانبعاثات الملوثة.
كما أكد ضرورة تشجيع المنافسة بغية خفض الأسعار وتحسين الجودة، داعيا إلى اغتنام الفرصة التي تمثلها منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتي ستسمح، حسب قوله، بتشجيع التواصل بين الأسواق، وتخفيف الازدحام في المدن الكبرى، فضلا عن جلب استثمارات كبرى إلى الأسواق الإفريقية.
واستعرض المشاركون، في هذا الصدد، مستويات التشبيك على مستوى الأعمال بين بلدان القارة، ومؤشرات جاذبية أسواقها، وكذا استراتيجيات مرونة النقل.
ويشارك في هذه الدورة من منتدى ميدايز، المنظمة تحت شعار «أزمات مركبة، عالم متعدد»، أكثر من 200 متحدث رفيع المستوى، بما في ذلك صناع القرار السياسي ورجال الاقتصاد، لعرض تحليلاتهم وآرائهم حول قضايا راهنة أمام أكثر من 4000 مشارك من حوالي 100 بلد.


الكاتب :  طنجة: عماد عادل

  

بتاريخ : 17/11/2023