أسبوعية مالية: الجزائر من خلال سلوكها تضع مالي في قلب «حرب خفية»

كتبت الأسبوعية المالية «نوفيل ليبراسيون“ في عددها الصادر يوم الخميس أن الجزائر، من خلال سلوكها، تضع مالي في قلب قضية جيوسياسية وجيوستراتيجية، نتيجتها غير معروفة المصير، وتمثل نوعا من «الحرب الخفية“.
وأضافت الأسبوعية «اليوم، ببساطة، ولأننا على خلاف مع فرنسا، تسعى الجزائر للاستفادة من هذا الوضع، لتلعب دورا انتهازيا لتشجيعنا على التخلص من حليف تاريخي، كان إلى جانبنا في وقت كانت تعاملنا بلامبالاة، وتتظاهر بأنها القتيلة، في مواجهة التمرد الذي صدرته إلينا بنفسها، مع جحافل الموتى والمشردين واللاجئين“.
وأكدت الأسبوعية في مقال للكاتب مغان كوني بعنوان «الجزائر هي شمال مالي! « إن «الاعتقاد بأن الجزائر بديل موثوق به، هو خطأ قد يكون قاتلا لنا، وقد يجعلنا نفقد الشمال تماما“.
وأوضحت أن مالي بحاجة اليوم للجميع، مع ضرورة تجنب القطيعة التي قد تكلف بلادنا غاليا، والموافقة على إعادة التفاوض من خلال طرح «مصالحنا في المقدمة.. ولا شيء سوى مصالحنا“.
ومضى كاتب المقال قائلا بنبرة ساخرة «كما لو أن الجزائر اكتشفت فجأة صداقة جديدة مع مالي، أو كأنه بفعل ساحر أصبحت ممتنة، ونسيت كل ما يمر به هذا البلد جراء سوء حظه من كونه جار لها (الجزائر)“. وأضاف «كل هذا يمكن فهمه. لكن أن نكون نحن الماليين جميعنا وكأننا فاقدين للذاكرة، وأن ننسى كل ما يحدث في شمال بلدنا بسبب خطأ هذه الجزائر نفسها، فهذا ما لا يمكن تفسيره ولا معنى له، والأدهى من ذلك لا يمكن وصفه“.
وتساءل كاتب المقال ”أين كانت الجزائر عندما سقط شمال مالي (وبالتالي جنوب الجزائر، كما يحلوا لهم أن يرددوا) في أيدي الإرهابيين؟ أين كانت عندما قتل العشرات من الجنود الماليين الشباب في بلدة أكيل هوك؟ أين كانت عندما تم ذبح المحافظين المحليين ونوابهم في كيدال؟. ومضى قائلا «أين كانت الجزائر، ماذا كانت تفعل عندما جاء إياد وآخرون (يقصد الإرهابي إياد غالي) الذين استضافتهم لارتكاب أبشع الجرائم على أراضينا وعبروا بهدوء نفس الحدود في الاتجاه الآخر؟ أين كانت الجزائر عندما هددت أرتال من الإرهابيين المدججين بالسلاح بالهجوم على موبتي سيغو وباماكو في العام 2013 ، وتطلب الأمر تدخل فرنسا لوقف زحفهم في ضواحي كونان؟ .
ومضى قائلا «ماذا كانت تفعل وسيادة وسلامة بلدنا تنهار. مثلما تذوب الزبدة أمام أشعة الشمس؟» بينما حشود الإرهابيين وغيرهم من مهربي المخدرات الآخرين، حرمونا من ثلثي أراضينا؟.
وعلاوة على كل ذلك، تساءلت الأسبوعية المالية قائلة، إن اتفاقية السلام والمصالحة الناتجة عن عملية الجزائر، والتي قسمت الماليين كثيرا، كانت من بناة أفكار من؟ ومن كان الرابح فيها؟ وقالت إذا تحدثنا، إضافة لذلك، عن ”مسار الجزائر» الشهير، فلتخبرنا الجزائر ببساطة، متى جمعت، وجها لوجه، المتمردين والحكومة المالية للتفاوض، نقطة تلو الأخرى، على هذه الاتفاقية الشهيرة ؟! إن هذا لم يحدث مطلقا!، تكتب الأسبوعية. وتمضي قائلة ”إنها (الجزائر) تريد فقط الاستفادة من هذا الوضع لإخراج فرنسا من حدودها، والتي يزعجها وجودها بشكل كبير، مضيفة أنه كان على الجزائر ببساطة ألا تصدر تمردها إلينا، أو على الأقل ألا تشكل قاعدة خلفية (كما هو الحال) لأطرافه الرئيسية.
ومن جهة أخرى أوضح كاتب المقال، أنه بالعودة إلى الاتفاقية، فإنها تمثل اليوم، بسبب خطأ الجزائر التي بادرت إليها، مصدر الخلاف الرئيسي بيننا نحن الماليين، لسبب بسيط ووجيه هو أن مشكلة هذه الوثيقة هي عدم قابليتها للتطبيق. وتأسف قائلا إنها «ليست الإرادة التي تفتقر إليها سلطاتنا، ولكن استحالة تنفيذ هذه الوثيقة التي تكرس تقسيم البلاد من خلال فيدرالية لا تكشف عن مراميها». وأبرزت الأسبوعية أن الجزائر «تسعى فقط لمصالحها». وتساءلت «وإلا فلماذا لم يدلي لعمامرة بتصريحاته في الجزائر وفضل القيام بذلك هنا، في باماكو، لميكروفونات وسائل إعلامنا العمومية»، موضحة أنه «هو وسلطات بلاده» يوجدون في صراع مصطنع مع فرنسا من أجل ضرورات الشرعية الداخلية «.


بتاريخ : 09/10/2021