أسرة شابة في حالة موت دماغي تقرر التبرع بأعضائها في الدارالبيضاء

قررت أسرة شابة توجد في حالة موت دماغي، التبرع بأعضائها لمنح الحياة إلى مرضى هم في أمسّ الحاجة إليها، لكي يتم التخفيف من آلامهم ومعاناتهم بسبب الأمراض التي يعانون منها، وتعويض الأعضاء العليلة عندهم بأخرى تتيح لهم إمكانية الاستمرار في الحياة بجودة أحسن من السابق.
القرار الصعب الذي اتخذته الأسرة جاء لكي ترى استمرار حياة زهرتهم التي تودع الدنيا في أجساد أشخاص آخرين، وهو ما يعتبر دعوة عنوانها النبل للسير على نفس النهج بالنسبة لأشخاص آخرين، خاصة وأن هذا الموضوع لا يزال يثير الكثير من التخوفات والتحفظ، بالرغم من الترسانة القانونية المؤطرة له، والتي تحدد بكل وضوح كيفيات التبرع وكل ما له صلة بالموضوع.
وكان عدد من المختصين في أمراض الكلي وغيره، قد دعوا مرات عديدة إلى تشجيع التبرع بالأعضاء، لافتين الانتباه إلى العدد الضئيل الذي يتضمنه السجل الموضوع رهن إشارة المتبرعين بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء نموذجا، في الوقت الذي يوجد فيه الآلاف من المرضى الذين يئنون ويتألمون وقد يفارقون الحياة في أية لحظة بسبب عدم قدرتهم على إيجاد عضو متبرع به يمنحهم نفسا جديدا في الحياة.
وضعية تم تسليط الضوء عليها من قبل الأطباء والمختصين في مناسبات متعددة، كما هو الحال بالنسبة للبروفيسور آمال بورقية التي وقفت غير ما مرة عند أعداد المغاربة الذين يوجدون في لوائح «الموت» وليس الانتظار، الذين يعانون من الفشل الكلوي ويخضعون لحصص التصفية، التي لا تعتبر إلا حلاّ مؤقتا للتخفيف عنهم لكنها لا تضمن استمرارهم في الحياة التي يفارقونها بعد حين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/02/2022