أشبال الأطلس يتوجون بكأس إفريقيا للفتيان للمرة الأولى بأداء رفيع وانضباط كبير

 

توج المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، بلقب كأس الأمم الأفريقية للناشئين، بعد فوزه في على منتخب مالي بالضربات الترجيحية (4 – 2)، في المباراة النهائية التي جمعتهما، مساء أول أمس على أرضية ملعب البشير بالمحمدية، وانتهت في وقتها الأصلي بدون أهداف.
ويعد اللقاء هو الثاني بين المنتخبين في تاريخ البطولة، حيث سبق أن التقيا في نصف نهائي النسخة الماضية عام 2023، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، قبل أن يفوز المنتخب المغربي بصربات الترجيح 6 – 5.
ونجح منتخب الفتيان في تحقيق أول ألقابه في هذه الفئة السنية، في ثاني نهائي له في تاريخه، بينما فشل منتخب مالي في الفوز باللقب الثالث في رابع نهائي يخوضه، بعدما توج بالبطولة في أعوام 1997، 2015، و2017.
ويعد الفريق الوطني الوحيد في البطولة الحالية الذي لم يستقبل سوى هدفا واحدا، حيث حافظ على نظافة شباكه في 4 مباريات، بينما استقبلت شباك مالي 6 أهداف في نفس البطولة.
وتعد هذه المرة الرابعة التي يظهر فيها منتخب من شمال إفريقيا في النهائي، ونجح أشبال المغرب في أن يكونوا ثاني منتخب عربي يتوج باللقب بعد مصر.
وتألقت العناصر الوطنية بشكل لافت في هذه البطولة، ولاسيما حارس المرمى شعيب بلعروش، خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، الذي اختير أحسن حارس مرمى في هذه المسابقة.
وبادرت أشبال الأطلس، مع انطلاق المباراة، إلى تهديد مرمى الحارس المالي لامين سينابا في الدقيقة الخامسة عن طريق الجناح الأيمن إلياس بلمختار، الذي تلقى تمريرة من عبد الله وزان، وسددها بيسراه في اتجاه الحارس الذي تصدى لها.
وانحصر الصراع بين الفريقين في وسط الميدان قبل أن يهدد الماليون مرمى أشبال الأطلس (د 18) عبر تسديدة ملتفة لعيسى تونكارا، كان لها شعيب بلعروش بالمرصاد، ليرد المهاجم زياد باها برأسية أخطأت المرمى، بعد تمريرة دقيقة من بلمختار.
وفي الدقيقة 23 سجل المالي سومايلا فاني هدفا بيده، ما اضطر الحكمة الناميبية أنتسينو تيانيايوكوا للعودة للفيديو قصد التأكد، لتقوم بإلغائه وتوجيه بطاقة صفراء للاعب المالي.
وبسط زملاء بلعروش سيطرتهم على الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، معتمدين على الركنيات والضربات الثابتة، ما فرض على المنتخب المالي اللعب بدفاع متأخر والاعتماد على المرتدات، دون أن تشكل خطورة كبيرة على مرمى بلعروش.
وكان المنتخب الوطني قادرا على هز الشباك المالية في الرمق الأخير من الشوط الأول من خلال المبدعين وزان وبلمختار، لكن الحظ وقف إلى الفريق المالي.
وفي مستهل الشوط الثاني، أجرى المدرب نبيل باها تغييرا واحدا بإشراك أحمد موهوب بديلا لإسماعيل العود من أجل التحكم أكثر في وسط الميدان.

ونصب حارس عرين الأسود شعيب بلعروش نفسه نجما لبداية هذا الشوط بتصدياته الرائعة.
ورغم المحاولات المتكررة على مناطق دفاع المنتخب المالي، فإن لاعبي الفريق الوطني لم يشكلوا خطورة كبيرة على مرمى الحارس لامين سينابا، لكنهم في المقابل أحبطوا أهم أسلحة المنتخب المالي، وهي التسديد من خارج مربع العمليات.
وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، أعلنت الحكمة اللجوء لضربات الترجيح، التي ابتمست للمنتخب الوطني للمرة الثانية تواليا في هذه المسابقة، بعدما أزاحوا في نصف النهائي المنتخب الإيفواري، الذي تغلب يوم الجمعة على نظيره البوركينابي بضربات الترجيح (4 – 1).

 

نبيل باها .. التتويج تحقق عن جدارة واستحقاق

أكد مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة، نبيل باها، أول أمس السبت بالمحمدية، أن التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا جاء عن جدارة واستحقاق.
وأبرز باها، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة النهائية التي فاز بها أشبال الأطلس على المنتخب المالي، بضربات الترجيح (4 – 2) عقب نهاية الوقت الأصلي بدون أهداف، أن «اللاعبين كانوا منضبطين تكتيكيا وقدموا كرة قدم جميلة».
وأشار لاعب أسود الأطلس السابق إلى أن المباراة تميزت بالندية رغم غياب الأهداف، لافتا إلى أنه كان دائما يثق في قدرة المجموعة على التتويج.
وتابع «أعددنا أفضل فريق ممكن، ومن الرائع الفوز بلقب كبير كمدرب رئيسي، وهذا شرف وتحفيز في الوقت نفسه من أجل تقديم الأفضل»، مضيفا أن الأشبال برهنوا على أنهم ينتمون لبلد يعشق كرة القدم.
وبخصوص دعم الجماهير، قال باها: «كنا نشعر دائما أن الجمهور يساندنا من أجل الفوز باللقب، وهذا الانتصار للشعب بأكمله».
كما سلط الضوء على عمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالقول: «لقد وفروا لنا كل الظروف الملائمة من أجل الفوز باللقب الإفريقي وشجعونا على الذهاب بعيدا في البطولة».
من جانبه، قال شعيب بلعروش، الذي اختير أفضل لاعب في المباراة للمرة الثانية على التوالي، وأفضل حارس مرمى في البطولة: «هذا اللقب يعني لي الكثير على المستوى الشخصي وكذا للمجموعة. لقد خضنا المباراة بطريقة جيدة ونجحنا في تدبيرها».
وأضاف «كانت لدينا الإرادة للفوز باللقب في الميدان أمام الجماهير المغربية»، معبرا عن شكره للاعبين الذين شجعوه على التألق في هذه البطولة.
ومن جهته، أعرب مدرب مالي، أداما ديالو، عن خيبته أمله بعد الهزيمة في النهائي، مؤكدا أنها «مؤلمة لأننا كنا نرغب في إهداء هذا الكأس للبلد، ولكننا نتقبل هذه الهزيمة».
واعتبر أنها ستكون حافزا من أجل تقديم الأفضل في المستقبل، مردفا أن «الفريق افتقد للفعالية، لكن بغض النظر عن نتيجة المباراة أنا راض عن أداء اللاعبين والفرق المشاركة في هذا (الكان)، والتي ستكون مستقبل كرة القدم في إفريقيا وتستحق التنويه».
وخلص إلى أن هذه النسخة كانت من أفضل نسخ «الكان» من حيث اللعب والتكتيك وكانت درسا جيدا لنمو اللاعبين وتطورهم.

المغاربة يكتسحون
الجوائز الفردية

فرض المنتخب المغربي سيطرته على الجوائز الفردية، عقب تتويجه بكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، لأول مرة في تاريخه، وذلك بفضل الأداء المميز للاعبيه ومدربه، نبيل باها، طيلة النهائيات التي أُقيمت على الملاعب المغربية.
وتُوّج صانع الألعاب، عبد الله وزان، لاعب نادي أجاكس أمستردام الهولندي، بجائزة أفضل لاعب في المنافسة.
وأشاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، على موقعه الرسمي بأداء النجم المغربي صاحب الـ16 عاما، الذي لعب دورا محوريا في بلوغ المغرب للنهائي، حيث تحكم في نسق المباريات بذكاء وهدوء، وتميّز برؤيته الكبيرة وفهمه التكتيكي، مما جعله ينال إشادة اللجنة الفنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وسلط الكاف الضوء أيضا على حارس المرمى، شعيب بلعروش، الذي كان من بين المتألقين، حيث نال جائزتي أفضل حارس مرمى في البطولة، وأفضل لاعب في المباراة النهائية.
كان حارس مرمى أكاديمية محمد السادس، نموذجا للثبات، حيث استقبلت شباكه هدفا واحدا فقط طوال مشوار النهائيات.
وقدّم، بلعروش، أداء بطوليا في النهائي، وتصدى لركلتي جزاء خلال سلسلة ركلات الترجيح أمام مالي، ليقود «أشبال الأطلس» إلى الفوز.
ولم ينس الكاف مهندس الإنجاز التاريخي، المدرب نبيل باها، الذي توج بجائزة أفضل مدرب في المنافسة.
وقاد الدولي السابق أشباله بانضباط دفاعي كبير وهوية لعب واضحة، ليحصد أول لقب قاري في تاريخ منتخب المغرب تحت 17 سنة، من دون أن يخسر أي مباراة، مع تلقي شباكه هدفا وحيدا فقط.
وحصل منتخب مالي، رغم خسارته في النهائي، على جائزة اللعب النظيف، نظير روحه الرياضية وانضباطه طوال المنافسة.
عكست هذه النسخة من المنافسة المستوى المتصاعد لكرة القدم الإفريقية للشباب، وجاء اكتساح المغرب للجوائز الفردية تتويجا لمسيرة اتسمت بالثبات، والانضباط، والنضج التكتيكي.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 21/04/2025