أصوات تشدد على أهمية العمل بجواز التلقيح لحماية جماعية وأخرى تعتبر الخطوة تقييدا لحقوق دستورية

خبراء يؤكدون ضرورة التلقيح بالجرعات الثلاث ومهنيون يحذرون من انتهاء صلاحية مخزون اللقاحات

 

 

أكد البروفيسور سعيد المتوكل في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن الجرعة الثالثة من اللقاح تعتبر جد ضرورية وبالغة الأهمية من الناحية الصحية لتعزيز مناعة الأشخاص في مواجهة الفيروس ومتحوراته، وللتصدي لانتشار العدوى وحماية الذات والمجتمع على حد سواء. وأوضح عضو اللجنة الوطنية العلمية لتدبير جائحة كورونا أن دراسات علمية أُجريت في كل من أمريكا وأوروبا وبريطانيا وغيرها، بيّنت أن المناعة المكتسبة بعد التلقيح بجرعتين تبدأ في التراجع تدريجيا وتصبح مستوياتها أقلّ بشكل كبير بعد انصرام مدة 6 أشهر على تلقي اللقاح.
وشّدد البروفيسور المتوكل، وهو اختصاصي في مجال التخدير والإنعاش، على أن عددا من الدراسات العلمية التي تم القيام بها في العديد من الدول، خلصت إلى أن الأشخاص الذين استفادوا من جرعتين من اللقاح ضد كوفيد 19 كانت الإصابات في صفوفهم قليلة، ونفس الأمر بالنسبة لمن تطلبت وضعيتهم الصحية ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزة، لكن عدد الحالات ارتفع سواء على مستوى الإصابة أو ولوج مصالح الإنعاش أو الإماتة في صفوف الذين تجاوزت مدة تلقيحهم بالجرعتين ستة أشهر. وأبرز المتحدث أن دراسة مغربية غير منشورة إضافة إلى معطيات رسمية تم تداولها داخل اجتماعات اللجنة العلمية بالإضافة إلى أخرى تتوفر عليها مديرية الأوبئة، أكدت أن 80 في المئة من الأشخاص الذين تم استقبالهم في مصالح الإنعاش والعناية المركزة أو الذين فارقوا الحياة كانت مناعتهم ضعيفة، وتبيّن على أن الفرق بين الجرعة الثانية وفترة مرض المعنيين بالأمر الذين حصلوا على اللقاح، فاق الستة أشهر.
معطيات، أكد البروفيسور المتوكل أنها كانت حافزا للعديد من الدول، بناء على خلاصات دراسات علمية، لكي تشرع في تمكين مواطنيها من الجرعة الثالثة المعزّزة من اللقاح لحمايتهم، وإن لم يكن هناك إجماع على الخطوة على الصعيد العالمي، لكن تدريجيا يتبين على أن مجموعة من الدول تقدم على ذلك بالنظر لأهميته. وأبرز المتحدث أن الجرعة الثالثة لا تكون إلا بلقاح سينوفارم أو فايزر، خلافا للقاحات أخرى، وذلك وفقا لخلاصات الدراسات العلمية، وفي جوابه عن سؤال حول احتمالية الدعوة لتلقي جرعة رابعة لاحقا أو تحديد موعد حقنة تذكيرية أخرى، أوضح البروفيسور المتوكل أنه لا وجود لأي جواب علمي شافٍ في الوقت الحالي يوضح كيف سيكون التذكير اللقاحي مستقبلا بعد تلقي الجرعة الثالثة.
من جهته، أكد الدكتور الطيب حمضي، أن الشخص غير الملقح ينشر الفيروس بشكل أكبر ويكون عرضة لخطر الوفاة 11 مرة، ولإمكانية ولوج مصالح الإنعاش 10 مرات أكثر مقارنة بالأشخاص الملقحين، مشيرا إلى أن دراسات علمية بيّنت أن من بين 100 حالة وفاة بسبب كوفيد 19، فإن 99.5 في المئة كانوا غير ملقحين. وشدّد الباحث في السياسات والنظم الصحية على أن جواز اللقاح يلعب دورا مركزيا في السماح للغالبية العظمى من المغاربة الذين تم تلقيحهم باستئناف حياة طبيعية تقريبا، في انتظار مناعة جماعية أوسع ونهاية الجائحة، كما أنه يساعد على حماية غير الملقحين أنفسهم ومحيطهم وعامة الساكنة من الخطر الذي يشكلونه، مشيدا بالتضحيات والجهود التي وصفها بالهائلة التي قامت بها الدولة لاحتواء الوباء وللحصول على اللقاحات في الوقت المناسب وبكميات كافية، وتمكين المواطنين منها مجانا وبتسهيلات لوجيستيكية متميزة، مما ساهم في تلقيح أكثر من 4 من أصل 5 أشخاص بالغين، فضلا عن تواصل عملية تلقيح المتمدرسين ما بين 12 و 17 سنة بشكل متميز، ونفس الأمر بالنسبة للجرعة الثالثة.
وإذا كانت بلادنا تتوفر على مخزون مهم من اللقاحات، فإن عددا من مهنيي الصحة نبّهوا خلال الأيام الأخيرة إلى إمكانية انتهاء صلاحيتها، ودعوا إلى عدم هدر المجهود الذي بذلته الدولة لتوفيرها وإلى الإسراع بتلقي الجرعات الثلاث، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لم يحصلوا على جرعتهم الأولى بعد. دعوات تأتي تزامنا والشروع في تطبيق استعمال جواز التلقيح كآلية ضرورية للتنقل بين المدن ولولوج مختلف المرافق العمومية والخاصة، بما في ذلك الإدارات، هذه الخطوة التي اعتبرها مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تقييدا لحقوق دستورية كفلها دستور المملكة، مستنكرين منح «الصلاحية الضبطية» لمواطنين عاديين يعملون كحراس للأمن الخاص أومستخدمين في مرافق مختلفة، وتخويلهم إمكانية الاطلاع على معطيات شخصية، ودعوا إلى العدول عن الأمر، في الوقت الذي أكد فيه عدد كبير منهم أنهم ليسوا ضد التلقيح وإنما ضد هذه الخطوة غير القانونية، علما بأن هناك أصواتا ترفضه بشكل كلي، وضمنها مهنيون للصحة أنفسهم الذين لم يحصلوا على اللقاح إلى حدّ الساعة.
مطالب ودعوات، تقابلها أخرى تشدد على ضرورة الاستمرار في التقيد بالتدابير الوقائية، بعد تسجيل حالة تراخٍ واسعة أصبح الكل يعاين تفاصيلها في الشارع العام وعبر وسائل التواصل، الموثقة لحالات بعيدة عن احترام التباعد وعن الوضع السليم للكمامات، ويزداد الأمر حدّة حين يتعلق بفضاءات مغلقة تفتقر للتهوية، الأمر الذي يشكل مبعث قلق للخبراء والمختصين الذين يشددون على أن الجائحة الوبائية لم تنته وبأن ما تعرفه العديد من الدول من صعوبات في مواجهة الفيروس ومتحوراته؛ إذ تظهر مستجدات علمية ووبائية في شأنها في كل مرة؛ ليس ببعيد عن المغرب.

 

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/10/2021

أخبار مرتبطة

  بعد أن عرفت جماعة أورير بعمالة أكادير إداوتنان تغييرا طارئا على تركيبة مجلسها على خلفية عزل رئيسها السابق(ل،م) ونائبيه

  تحت شعار : ” ربع قرن من حكم جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، إنجازات ومفاخر للوحدة الترابية

أفاد بنك المغرب بأن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت، بتاريخ 9 غشت 2024، 364,7 مليار درهم، مسجلة انخفاضا بنسبة 0,5 في

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *