أطباء المغرب ينخرطون في مبادرة تقديم تبرعات مادية لوكالة بيت مال القدس دعما للشعب الفلسطيني

في مبادرة نوعية تنضاف إلى الوقفات والمسيرات وتؤكد على انسجام الموقفين الرسمي والشعبي

 

قرر أطباء المغرب الانتقال إلى شكل تضامني جديد مع الشعب الفلسطيني، اعتبره عدد من المتتبعين متميزا وخطوة غير مسبوقة، وذلك بعد توجيه أربع تنظيمات نقابية مهنية صحية نداء إلى كافة المنضوين تحت لوائها، وجميع تنظيماتها ومكوناتها، وطنيا، جهويا، إقليميا ومحليا، ومعهم عموم الأطباء المغاربة وكافة مهنيي الصحة بشكل عام، لتقديم تبرعات ومساهمات مادية إلى وكالة بيت مال القدس.
وتأتي الخطوة التي دعا إليها وانخرط فيها التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص، إلى جانب كل من النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، والنقابة الوطنية للطب العام، والجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، لتؤكد على حجم وقوة المدّ التضامني المغربي، الرسمي والشعبي، مع القضية الفلسطينية على الدوام، وخاصة في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها غزة، جراء نيران العدوان الإسرائيلي المتواصل، الذي استهدف ويستهدف المدنيين، الرضع والأطفال والشيوخ، النساء والرجال على حد سواء، ودون استثناء، إضافة إلى المستشفيات بمرضاها والعاملين فيها، والمدارس وغيرها، في حرب إبادة، لم يتدخل المنتظم الدولي لحد الساعة لوقف رحاها.
وأكد مصدر طبي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن تقديم تبرعات لوكالة بيت مال القدس، يعتبر انخراطا واضحا في دعم مجهودات هذه المؤسسة التي ظلت طوال 25 سنة من تواجدها، تقدم كل أشكال الدعم وتتكفل بمشاريع وبرامج موجهة لفائدة القدس الشريف والشعب الفلسطيني عامة، مشددا على أن مبادراتها المختلفة كان لها وقع كبير على الإخوة الفلسطينيين، وهو ما يشهدون به من خلال مختلف التصريحات الرسمية والشعبية، الأمر الذي اعتبره المتحدث، أنه يشكل مصدر فخر واعتزاز ويدعو إلى دعم هذه الوكالة على الدوام، خاصة في ظل أزمات كالتي تمر منها فلسطين عامة اليوم.
وأوضح المصدر ذاته أن مبادرة أطباء القطاع الخاص، الموجهة لكافة مهنيي الصحة في بلادنا، تأتي تأكيدا على الدور الريادي، المركزي، والمحوري للملك محمد السادس باعتباره رئيسا للجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية، ماديا وسياسيا، وفي الدفع بالجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حلّ سلمي شامل على أساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، واستحضارا لمبادرات الدعم الكبيرة الموجّهة للقدس خاصة ولفلسطين عامة، التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس، والتي شملت وتشمل مجالات الإعمار، والصحة، والتعليم، ومشاريع دعم الأيتام، والأرامل، والمسنين، والأشخاص في وضعية الإعاقة وغيرها، وكذا انسجاما مع المواقف الرسمية لبلادنا في التعامل مع الشأن الفلسطيني، وهو ما دفع إلى التفكير في هذه الخطوة والعمل على أجرأتها.
وكان أطباء المغرب، قد عبروا طيلة الأسابيع الفارطة من خلال بيانات تضامنية ووقفات احتجاجية ومسيرات تنديدية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في محنته، وأكدوا من خلال كل هذه الأشكال على ضرورة تحمل المنتظم الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في وقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والعمل على فك الحصار وفسح المجال أمام قوافل المساعدات لإيصال الغذاء والماء والدواء للفلسطينيين، وللتكفل بالجرحى والمصابين والمرضى وكل المتضررين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/11/2023