أغفلت صعوبات الاستيقاظ والخروج في الظلام الدامس وبايتاس «يشرق» الشمس حسب توقيت الحكومة : وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تطلق حملة تحسيسية بأهمية الفطور في زمن الساعة الإضافية

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن إطلاق حملة وطنية ما بين 10 نونبر و 10 دجنبر للتحسيس بأهمية تناول وجبة الفطور لدى الأطفال والمراهقين، تحت شعار» فطورك أساس صحتك «. حملة تروم توعية الآباء والمراهقين والأطفال بأهمية تناول وجبة الفطور، وتهدف إلى تسليط الضوء على فوائدها ومكوناته، إذ شدّدت الوزارة على أن هذه الوجبة المتوازنة توفر للجسم ما بين 20 إلى 25% من الطاقة التي يحتاجها في اليوم، وبأنها تساعد على تحسين التركيز والانتباه والتفكير ومهارات الحفظ والتحليل، مما يساهم في تحسين الأداء الدراسي، مضيفة بأن لها فوائد أخرى متعددة من قبيل التحكم في الشهية وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض غير السارية والسمنة وزيادة الوزن.
الحملة الرسمية، التي تجد أساسها في التوصيات الصحية، سواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أو منظمة الأمم المتحدة للطفولة المعروفة بـ «اليونيسيف» أو الأطباء المختصين في مختلف بقاع العالم، وإن لامست إشكالا كبيرا تعاني منه فئة عريضة من الأطفال واليافعين، إلا أنها «غضّت الطرف» عن واقع معتل، يعتبر أحد دوافع التخلي عن وجبة الفطور، بل وأحد العوامل الأساسية المسببة لأمراض مختلفة، ويتعلق الأمر بالساعة الإضافية التي تم «ترسيمها» وتسببت في اضطراب كبير في الحياة اليومية للسواد الأعظم من الأسر المغربية، بحسب المختصين والخبراء في الشأن الصحي.
ساعة إضافية، رفعت من منسوب استهلاك الطاقة في البيوت والمنازل التي أصبحت مصابيحها منيرة في كل صباح بعد الاستيقاظ الشاق، عقب ليالٍ يضطرب فيها النوم عند الكثير من المواطنين والمواطنات، صغارا وكبارا، وتتقلص ساعاته بالنظر إلى أن الكثيرين يجدون صعوبة في مداعبته باكرا، وهو ما يعني استيقاظا متأخرا وخروجا من المنازل صوب المؤسسات التعليمية، بالنسبة للأطفال واليافعين، تحت جنح الظلام، ويكون الأمر أكثر صعوبة عند التلاميذ الذين تبعد عنهم «المدرسة» باختلاف مستوياتها بمسافات ليست بالهيّنة. كل هذه الصعوبات تجعل الطفل واليافع يسابقان الزمن في كل صباح لارتداء الملابس والهرولة نحو الفصل الدراسي خوفا من التأخر، وبالتالي يهجر الجميع قسرا هذه الوجبة الأساسية التي من المفروض أن «توفر لهم جميع العناصر الغذائية اللازمة لتغطية احتياجاتهم ليكونوا في أفضل قدراتهم ومستويات طاقتهم»، وتبعا لهذه الوضعية يلجون أقساهم وهم في وضعية تعب وإنهاك، ومنهم من يكون أسير النوم، فيغيب التركيز في التحصيل الدراسي وتحضر كل علامات التعب والوهن بمختلف التبعات المرضية التي يكون لها ما بعدها؟
وضعية، ينتظر الكثير من المغاربة أن يتم القطع معها وتصحيحها بعودة العمل بالتوقيت العالمي «غرينيتش»، حتى يحسوا مرّة أخرى بالاستقرار الذي افتقدوه وبالتوازن في حياتهم اليومية، العضوية منها والنفسية. هذا المعطى أكد «بايتاس» في تصريح له أول أمس الخميس عقب اجتماع المجلس الحكومي، أنه حاضر عند الحكومة، لكن ناطقها الرسمي، الذي اعتاد على أن تكون خرجاته مقرونة بالأخطاء الدستورية والنحوية وخلط اللغة ومزج العربية بالفرنسية، كشف للمغاربة هذه المرة عن توقيت جديد يخص الحكومة وحدها، حين صرّح بأن شروق الشمس يكون في الساعة السادسة و 50 دقيقة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مكان تواجد هذه الرقعة الجغرافية على خارطة المغرب التي تشرق فيها الشمس في هذا التوقيت، مادام الجميع يغادر منزله تحت جنح الظلام ما بين السادسة والسابعة و 50 دقيقة، دون احتساب من تضطرهم الظروف للخروج قبل هذا الوقت، وإن كانت تشرق باكرا في نقطة ما فهل هذا يتيح تعميم الأمر على جغرافية المملكة كلها، علما بأن أجندة الصلاة اليومية الرسمية تشير وبوضوح إلى أن توقيت الشروق هو السابعة و 55 دقيقة، اللهم إن كان بايتاس يضبط عقارب ساعته على «التوقيت القديم» أي «غرينيتش» ولم يساير ساعة المغاربة، وبالتالي فهو يتحدث عن شروق الشمس حسب توقيت الحكومة لا وفقا للواقع الذي يعرفه الجميع، الأمر الذي يتطلب منه إعادة ضبط عقارب ساعة الحكومة أو دعوتها لكي يصبح توقيتها ساريا على الجميع؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/11/2021