أكثر من 10 آلاف جثة في غزة تضع العالم أمام تحد إنساني

نحو 2 بالمئة من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين

الاحتلال الإسرائيلي ينفذ 229 هجوما على المستشفيات والمراكز الصحية

 

شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، على أن عدد الضحايا الكبير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يشكل «تحديا إنسانيا» للعالم أجمع.
وقال غريفيث عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا)، إن أكثر من «10 آلاف قتلوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي يجعلنا أمام تحد إنساني».
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نحو 2 بالمئة من إجمالي سكان القطاع باتوا ضحايا مباشرين جراء عدوان الاحتلال.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فجر أول أمس الثلاثاء، أن نحو 2 بالمئة من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين، إما شهداء أو جرحى، جراء عدوان الاحتلال.
وكشف المكتب أن مستشفيات قطاع غزة تستقبل بالمتوسط جريحا في كل دقيقة منذ بداية العدوان و15 شهيدا في كل ساعة، وأن متوسط الشهداء من الأطفال ستة في كل ساعة، ومن الإناث خمسة بالساعة الواحدة.
ويتعمد الاحتلال استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، تحت مزاعم استخدام المقاومة الفلسطينية للمباني الطبية كغطاء في عملياته العسكرية، وهو ما دحضته المقاومة وطالبت بتشكيل لجنة دولية لتفقد المستشفيات وكشف «كذب رواية الاحتلال».
وأسفر القصف الإسرائيلي العنيف عن ارتقاء أكثر من 10 آلاف شهيد؛ بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، فضلا عن إصابة أكثر من 25 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة. فيما ارتفع عدد المفقودين تحت الأنقاض إلى 2350 فلسطينيا، منهم 1300 طفل، منذ بدء العدوان على غزة.
إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ 229 هجوما على المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة منذ بدء العدوان.
وقالت المنظمة في بيان مقتضب، إن هجمات الاحتلال على المستشفيات أسفرت عن ارتقاء 509 شهداء فلسطينيين من مواطنين ومرضى وأطقم طبية، بالإضافة إلى إصابة 447 آخرين بجروح مختلفة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن «نصف مستشفيات القطاع و62 بالمئة من مراكز الرعاية الأولية توقفت وخرجت عن الخدمة فعليا» جراء عدوان الاحتلال.
وأطلقت مستشفيات قطاع غزة تحذيرات من بدء العد التنازلي لنفاد الوقود، ما من شأنه أن يتسبب في مأساة إنسانية غير مسبوقة في حال لم يتم إمداد المرافق الصحية بالمادة الحيوية خلال الساعات المقبلة.

قوات إسرائيلية تتوغل في غزة

من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول أمس الثلاثاء، إن القوات مستمرة في التقدم ببطء وبحذر داخل مدينة غزة. مؤكدا أن «سلاح الهندسة هدم عشرات الأنفاق» التابعة لحماس داخل قطاع غزة.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن الجيش الإسرائيلي قوله إن ضربات جوية خلال الأيام الأخيرة تسببت بتضرر عدة أنفاق وقتل قياديين في حماس.
وقالت إن الجيش يعتقد أنه تسبب في أضرار جسيمة لأنفاق تابعة لحماس في غارات ليلية، فيما أكدت أن حصيلة قتلى العملية العسكرية البرية من الجنود والضباط الإسرائيليين وصلت إلى 30.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الهجمات المكثفة التي نفذها خلال الليل (الأحد الاثنين) في شمال قطاع غزة تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية فوق وتحت الأرض التابعة لحركة حماس.
وقال الجيش، الأحد، إن الضربات قتلت قادة ميدانيين من حماس مختبئين في الأنفاق. بينما وصفت حماس الغارات بأنها «قصف مكثف» وقالت إنها قتلت أكثر من 200 شخص.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، الاثنين الماضي، أنه قتل أكثر من 12 من القادة الميدانيين لحماس منذ بداية الحرب، وأشار إلى أن ذلك سيؤثر على عمليات الحركة. مضيفا أن قوات برية سيطرت خلال الليل على معقل لحماس كان يضم مواقع مراقبة ومناطق تدريب وأنفاق.
من جانبه، قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على أكس إن «قوات برية تابعة لجيش الدفاع (…) سيطرت الليلة الماضية على موقع تابع لحماس على أرض غزة».
وأوضح أدرعي أن معقل حماس يضم «مواقع استطلاع، ومجمعات تدريب»، وأنه «خلال هذه العملية تمت تصفية عدد من المخربين».
وأضاف «على مدار آخر 24 ساعة هاجمت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو حوالي 450 هدفا (…) منها المجمعات، ومواقع الاستطلاع، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع».
وأكد الناطق بلسان الاحتلال مقتل «جمال موسى، قائد الأمن الخاص بجهاز الشرطة» التابع لحماس.
وبالإضافة إلى القصف الجوي، قامت البحرية أيضا بقصف مواقع تابعة لحماس، بما في ذلك مراكز قيادة، بالإضافة إلى مواقع إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات ومراكز مراقبة.

ردود فعل عربية ودولية

تتوالى ردود الفعل العربية والدولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلف أكثر من 10 آلاف شهيد وأكثر من 25 ألف جريح، ودمر البنية التحتية والمشافي، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية بحق سكان القطاع المحاصر.
في هذا السياق، أعرب المغرب عن قلقه العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، مع إدانته استهداف المدنيين من أي جهة كانت.
وذكر بيان للخارجية المغربية أن الرباط طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك، تدعو إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة.
من جانبه، دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم محمد البديوي، إلى وقف التصعيد الفوري بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حمايةً للمدنيين الأبرياء.
وحمل البديوي، قوات الاحتلال مسؤولية هذه الأوضاع التي نتجت بسبب استمرار الاعتداءات «الإسرائيلية» الصارخة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة.
وأكد، أن الاعتداءات «الإسرائيلية» المستمرة تمثل انتهاكا صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية وتعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية.
من جهتها، أعربت الإمارات عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين «الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشددة على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، وقدمت خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة.
ودعت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة.
وأشارت الوزارة إلى أن الإمارات، وبصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تدعو إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي «الإسرائيلي».
في ذات السياق، أكدت الحكومة العراقية على موقف بغداد الثابت، شعبا وحكومة، تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، وأنّ الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلاما مستداما.
وسبق أن حملت قطر والسعودية، الاحتلال مسؤولية التصعيد الأخير في غزة بسبب الاستفزازات التي يرتكبها خصوصا في المسجد الأقصى.
من جانبة، حذر ملك الأردن عبد الله الثاني خلال زيارته التي بدأها إلى بروكسل، يوم الاثنين الماضي، من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، ودعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية المدنيين فيه.
جاء ذلك خلال لقائه بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ، وأعضاء مجلس شمال الأطلسي، في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة، بدأها إلى بروكسل، الاثنين، وفق بيان للديوان الملكي اطلعت عليه الأناضول.
وقال الملك عبد الله الثاني إن «الجميع يدفع اليوم، ثمن غياب حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحا أنه لا بد من رؤية شمولية للأمن الإقليمي، مبنية على أساس حل القضية الفلسطينية».
ودعا الملك الأردني إلى «العمل للوقف الفوري، لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين»، مضيفا أنه «يجب التفكير بالمرحلة التي تلي الحرب، بالعمل نحو حل جذري للصراع على أساس حل الدولتين».
وشدد على «ضرورة وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية»، محذرا من «تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، والقدس الشريف».
على المستوى الأأوروبي، وافق مجلس بلدية العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تستضيف مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، بالإجماع، على الاقتراح الداعي إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال عمدة المدينة فيليب كلوز، في تصريح عقب التصويت على المقترح، إن تداعيات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يشعر بها سكان مدينة بروكسل التي تضم أشخاصا من 184 جنسية مختلفة.
وأضاف أن الأحداث البعيدة لها أصداء قوية في بروكسل، وبالتالي فإنه يترتب علينا كسلطات في البلدية مسؤولية سياسية وأخلاقية.
وذكر كلوز أن «العديد من الأبرياء فقدوا حياتهم نتيجة هجوم ’حماس’ على ’إسرائيل’ ورد فعل ’إسرائيل’ اللاحق على غزة».
وتابع: «في هذا الصراع تقف بروكسل بحزم إلى جانب المدنيين بغض النظر عن أصلهم وترفض التمييز بين ضحية وأخرى».

هدنة إنسانية أم هدنة مؤقتة

قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أول أمس الثلاثاء، إن بلادها ترى ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة. بينما نقلت وكالة رويترز عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله إن «إسرائيل منفتحة على فترات توقف صغيرة في قتال غزة». أما واشنطن، فتدعم إقرار «هدن إنسانية مؤقتة» في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن».
يأتي ذلك في حين نقل موقع بوليتيكو الإخباري الأمريكي عن مذكرة داخلية في الخارجية الأمريكية، أن موظفين بالوزارة وجهوا انتقادات لتعامل إدارة الرئيس جو بيادين مع الحرب في غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدثا بالفعل عن «وقف إنساني للحرب» في غزة.
وقال البيت الأبيض إن الطرفين ناقشا أيضا ضرورة زيادة عمليات تسليم شحنات المساعدات لغزة بشكل كبير خلال الأسبوع المقبل.
وطالبت وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين غينّيز بمعاقبة «إسرائيل»، بسبب انتهاكها القانون الإنساني والدولي، قائلة إن الأدلة تشير إلى ارتكابها جرائم حرب في غزة، كذلك طالبت بفتح تحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية في هذا السياق .
وقالت إن «إسرائيل» تعاقب المدنيين الأبرياء بشكل انتقامي وهناك انتهاك لقوانين الحرب، مشيرة إلى أن بلادها تحتاج لدراسة إجراءات ضد «إسرائيل» تشمل المنتجات وحظر دخول كبار الشخصيات.
من جانبه، قال رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، أول أمس الثلاثاء، إن بلاده لن تعترف بالعقوبات الأحادية الجانب وفق قانون أمريكي مقترح لفرض عقوبات على الداعمين الأجانب للجماعات المسلحة في فلسطين.
وذكر إبراهيم في رد برلماني، إن مشروع القانون المقترح لن يؤثر على ماليزيا إلا إذا ثبت أنها تقدم دعما ماديا لـ»حماس» أو «الجهاد الإسلامي».
وأضاف: «أي عقوبات على ماليزيا يمكن أن تؤثر أيضا على تقييم الحكومة والشركات الأمريكية تجاه ماليزيا، وكذلك على الفرص الاستثمارية للشركات الأمريكية في ماليزيا».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 08/11/2023