«إن المحافظة على البيئة وتعزيز دورها في مجال التنمية المستدامة، يظل رهينا بتضافر جهود كل الفاعلين المعنيين على الصعيدين الوطني الجهوي»… خلاصة محورية أكد عليها المشاركون في ندوة عن بعد نظمت، السبت المنصرم ، بالداخلة ، تحت شعار «كلنا من أجل الطبيعة ما بعد جائحة كورونا»، وذلك تخليدا لليوم العالمي للبيئة، داعين «إلى ضرورة إرساء شراكات بين الدولة والمجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين للعمل سويا على المحافظة على البيئة وتعزيز التنوع البيولوجي».
وخلال اللقاء، المنظم من طرف شبكة خليج الداخلة للعمل الجمعوي والتنمية، والائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة تنسيقية جهة الداخلة – وادي الذهب وتنسيقية جهة العيون – الساقية الحمراء، ومجموعة البحث والدراسات حول ساحل الصحراء، بتعاون مع الشبكة العربية للعمل المناخي، أوضح متدخلون» أن حماية البيئة ليست مسؤولية الجمعيات البيئية فحسب، بل هي قضية مجتمع ككل، مما يتطلب تعبئة جهود جميع الفاعلين الاجتماعيين من مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الرسمية، والمؤسسات الاقتصادية وغيرها، قصد تغيير سلوك الأفراد تجاه الاهتمام بالبيئة والمساهمة في حمايتها من جميع مظاهر التلوث والإخلال البيئي»، مبرزين «أهمية تحسيس المقاولات والمؤسسات الاقتصادية للالتزام بالمحافظة على البيئة باعتبارها إحدى ركائز التنمية المستدامة، وذلك من خلال العمل على خلق وظائف «خضراء» وتسهيل الانتقال إلى اقتصاديات أقل استخداما للكربون» مع التشديد «على أهمية الدور الذي تضطلع به التربية والمقررات البيداغوجية في خلق جيل واع بضرورة المحافظة على المجال البيئي، وتعزيز النوادي البيئية داخل المؤسسات التعليمية كوسيلة فعالة لترسيخ التربية على البيئة لدى الناشئة».
هذا و حث متدخلون «على ضرورة تعزيز أدوات التدبير السليم للمخلفات والنفايات الطبية (المعدات المستعملة والمواد الكيماوية الخطيرة)، لاسيما خلال الظرفية الراهنة التي تتزامن مع تداعيات جائحة فيروس كورونا»، مؤكدين» أن جائحة كورونا، التي تخيم اليوم بظلالها على العالم بأسره، صحيا وبيئيا واقتصاديا، تجعلنا نفكر بشكل عميق في ما يمكن فعله لتحسين الوضع الراهن والحيلولة دون حصول كوارث أخرى مستقبلا، بحيث أصبحنا ندرك جيدا أهمية التوجه نحو إعطاء هذا الكوكب وأنظمته البيئية الأولوية بعد خروجنا من الجائحة»، معتبرين «أن ما يقع اليوم، بسبب أزمة (كوفيد-19)، ما هو إلا بداية لكوارث أخرى إذا لم يتم التحرك بسرعة لإعادة بعض الاستقرار والتوازن إلى المنظومة البيئية»، مشيرين إلى» أن اجتياز هذه الأزمة والتعافي منها يجب أن يتم على أساس خطة خضراء وعادلة تضع البيئة في صلب السياسات العالمية لضمان حياة الإنسان على هذا الكوكب».
أكدت عليها مداخلات «ندوة عن بعد» بالداخلة : حماية البيئة من كل مظاهر التلوث خطوة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
بتاريخ : 12/06/2020