أمام صمت كل الجهات المتدخّلة رغم الضرر الجماعي الذي تتسبب فيه الظاهرة..السلطات «ترخّص» لتحويل شوارع وأزقة درب السلطان إلى محطّات مفتوحة للشحن والتفريغ

 

«أجمعت» كل الجهات المتدخّلة، من أمن وسلطات محلية على الصمت المطبق أمام ظاهرة الاحتلال الصارخ والفاضح لعدد كبير من أزقة وشوارع حي لاجيروند بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان في مدينة الدارالبيضاء، من طرف أرباب شاحنات من الحجم الكبير، وسيارات لنقل البضائع، و»هوندات» و»تريبورتورات»، التي حوّلت الفضاء العام إلى محطّات للشحن والتفريغ، ليلا ونهارا، أمام مرأى ومسمع من الجميع، دون أن يتم تسجيل أي تدخل لوقف هذه الفوضى وإعادة الأمور إلى نصابها!
أزقة وشوارع بحي لاجيروند أضحت محتلّة عن آخرها، من طرف الشاحنات ومختلف المركبات المستعملة في عمليات نقل السلع والبضائع، متسببة في عرقلة كبيرة للسير والجولان، مهددة لأمن وسلامة المارة ومستعملي الطريق، بما في ذلك وضع اليد على المسالك التي توجد فيها مؤسسات تعليمية، كما هو الحال بالنسبة لمؤسستي بئر أنزران والخوارزمي، مع ما تنطوي عليه هاته الخطوة من مخاطر، فضلا عن احتلال زنقة السكة الحديدية وكل الأزقة المتفرعة عنها، علما بأن المنطقة هي عبارة عن ورش كبير مفتوح من أجل توسيع خط السكة الحديدية، الذي تتواجد فيه شاحنات كبيرة وآليات ثقيلة. هذا الاكتظاظ المرخّص له انضاف إليه اختناق آخر يتم غض الطرف عنه، ويتم التعامل مع هذا الأخير بالصمت الذي يظل هو سيد الموقف، بالرغم من أن كل هذه العوامل مجتمعة قد تتسبب في حوادث للسير تختلف تبعاتها وخطورتها.
حالة من الفوضى باتت تعيشها المنطقة ضدا عن القانون، وكأن الأمر يتعلّق بغابة، وفقا لتصريحات عدد من المشتكين والمتضررين لـ «الاتحاد الاشتراكي»، الذين عبّر عدد منهم على أنهم يعيشون جحيما يوميا في هذه الرقعة الجغرافية، إن على مستوى السير والجولان، أو الممارسات المختلفة التي يخرج عدد منها عن النطاق الأخلاقي، إضافة إلى الكلام غير المسؤول، وما يرتبط بالنظافة وغير ذلك، بل أن بعضهم لم يستسغ كيف أن مواطنين باتت شرفات شققهم في الطابق الأول متساوية مع علو الشاحنات المملوءة بالسلع، التي يقف فوقها عاملون يقومون بهذه العملية وهم على نفس المسافة البصرية مع السكان؟
هذه الوضعية التي غرت المنطقة من أسفل شارع لاجيروند صوب درب الكبير وعبر مختلف الأزقة هناك إلى امتداده نحو مدارة شيميكولور، ونفس الأمر يسري على زنقة بنزرت كذلك نموذجا، وشارع البشير الإبراهيمي وعدد من الأزقة المتفرعة عنه، حيث انتقلت هذه العدوى، وفقا لما جاء على ألسنة ساكني المنطقة من درب عمر والأزقة التي تحيط به إلى درب السلطان، التي تم استنساخ نفس الممارسة بترابها، أمام الكلّ ودون أن يتم تسجيل أي تدخل، بالرغم من أن مجموعة من مسؤولي الإدارة الترابية وعدد من العناصر الأمنية على متن دوريات أمنية يمرّون بين الفينة والأخرى من أمام هذه المشاهد ويمضي الكلّ لحال سبيله؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 23/12/2025